أكد النائب العام
المصري نبيل صادق، مغادرة وفد من النيابة العامة ورجال الشرطة المصرية غدا الأربعاء إلى العاصمة الإيطالية روما لاستعراض آخر تطورات التحقيق في قضية مقتل
الطالب الإيطالي جوليو ريجينى.
وأضاف بيان صادر من مكتب النائب العام، الثلاثاء، تلقت "
عربي21" نسخة منه، أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا للاتفاق الذي تم بين النائب العام المصري ونظيره الإيطالي خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، مشيرا إلى أن المستشار مصطفى سليمان، النائب العام المساعد، سيترأس الوفد المصري.
وكانت مصر قد أعلنت أمس الاثنين تأجيل الزيارة لأجل غير مسمى، قبل أن تعلن عن موعدها الجديد لبحث تداعيات مقتل ريجيني الذي تعرض للاختطاف من شوارع القاهرة يوم 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، ثم عثر على جثمانه في منطقة نائية على مشارف العاصمة يوم 3 شباط/ فبراير الماضي وعليه آثار تعذيب بشعة.
وقالت تقارير صحفية إن الوفد المصري سيشمل ممثلين عن النيابة وجهاز الأمن الوطني ونائب مدير الشرطة الجنائية بالجيزة، ومن المقرر أن يسلم الوفد السلطات الإيطالية وثائق ومعلومات طلبها المحققون الإيطاليون من بينها تقارير الطب الشرعي الخاص بتشريح جثمان ريجيني، وكافة التحريات والمعلومات التي توصلت إليها السلطات المصرية حول الواقعة ومتعلقاته، وسجل المكالمات الخاص به، وآخر المكالمات التي تلقاها قبل وفاته.
كبش فداء
ورفض المسؤولون الإيطاليون الرواية المصرية حول العثور على متعلقات ريجيني مع أحد أعضاء تشكيل عصابي تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه، وطالبوا مصر بمزيد من الشفافية والتعاون، ما دفع مصر إلى تغيير روايتها والتأكيد أن شخصا آخر غير هذا التشكيل العصابي هو من
قتل الطالب الإيطالي.
وتوقع رافاييل ماركيتي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس الإيطالية، أن تقدم مصر ضابطا متوسط الرتبة باعتباره قاتل
جوليو ريجيني، في محاولة للإفلات من الضغط الإيطالي عليها.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن ماركيتي قوله إن تأجيل زيارة الوفد المصري إلى إيطاليا كان سببه وجود اختلافات وصراعات بين الأجهزة الأمنية المصرية حول هذه الخطوة.
واستبعد أن تؤدي هذه القضية في قطع العلاقات بين مصر وإيطاليا، موضحا أن كل ما تحتاجه روما هو الإعلان عن القاتل الحقيقي وتقديمه للمحاكمة.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية: "بطبيعة الحال إذا تعلق الأمر بتورط مسؤولين بارزين مقربين من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، فإن إيطاليا لن تريد إضعاف حليفها المهم، وقد تقبل أن يتم إخراج الأمر في صورة حادث فردي ارتكبه ضابط ذو سلوكيات خاطئة".
ريجيني كان مراقبا
واعترف مسؤول كبير في الداخلية المصرية أن ريجيني كان يخضع لرقابة أجهزة الأمن أثناء تواجده في القاهرة بسبب الأبحاث التي يجريها حول نقابات العمال المستقلة، لكنه نفى أي تورط للشرطة المصرية في قتله.
وقال موقع "ميدل إيست آي" إن السلطات المصرية سلمت المدعي العام الإيطالي "جيوسيب بيناتون" ملفا تفصيليا حول الاجتماعات التي عقدها ريجيني قبل مقتله مع قيادات النقابات العمالية في القاهرة والتي كانت أجهزة الأمن تراقبها.
ويقول مراقبون إن قضية ريجيني ستؤدي إلى مزيد من التوتر بين إيطاليا ومصر بسبب الضغوط الهائلة التي يمارسها البرلمان والإعلام الإيطالي على حكومة بلاده التي تربطها بمصر علاقات تجارية وأمنية وسياسية وثيقة.
خالد شلبي قاتل ريجيني؟
وعلى الرغم من عدم إعلان السلطات المصرية توصلها للشخص أو الجهة التي قتلت ريجيني، إلا أن صحيفة إيطالية أكدت تورط أجهزة الأمن المصرية في الجريمة، وأعلنت اسم الضابط الذي قتله.
وأكدت صحيفة "أي جي أي" الإيطالية أن ضابط الشرطة خالد شلبي الذي يتولى منصب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، هو المتهم الرئيسي في الجريمة.
وأوضحت الصحيفة أن هناك العديد من الأسباب التي تؤكد تورط شلبي في الجريمة من بينها إدانته سابقا في قضايا تعذيب، بالإضافة إلى أنه كان أول من أعلن مقتل ريجيني في حادث سير ونفيه وجود شبهة جنائية وراء مصرعه، وتبين كذبه فيما بعد.
اقرأ أيضا: إيطاليا تهدد مصر بإجراءات ضدها والسيسي يتعهد بمحاكمة الجناة