سياسة دولية

وصول مئات اللاجئين إلى اليونان مع بدء تطبيق الاتفاق الجديد

سعت أعداد مضاعفة من اللاجئين للوصول إلى اليونان في الأيام الأخيرة - عربي21
سعت أعداد مضاعفة من اللاجئين للوصول إلى اليونان في الأيام الأخيرة - عربي21
وصل مئات المهاجرين الأحد إلى الجزر اليونانية في بحر إيجه في اليوم الأول لدخول الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حيز التطبيق والمفترض أن يقطع طريق الهجرة عبر هذا البحر، في حين حذرت اليونان من عدم إمكانية تطبيقه عمليا على الفور.

وعلى متن أحد القوارب المطاطية، وصل نحو 40 لاجئا، غالبيتهم من فلسطينيي سوريا.

وقالت الصحيفة الفلسطينية، أمل فاعور، التي رافقت الرحلة، إن القارب وصل إلى جزيرة كيوس اليونانية، في الساعة الثامنة من صباح الأحد، "بعد رحلة طويلة وشاقة جدا بدأت منذ الساعة الخامسة من مساء (السبت)"، انطلاقا من الشواطئ التركية.

وأضافت لـ"عربي21"؛ أن الرحلة ضمت 40 شخصا، أغلبهم من مخيمي اليرموك في دمشق ومخيم الرمل في اللاذقية، مشيرة إلى أن عدد الأطفال بلغ عشرة أطفال، من بينهم طفلتها الصغيرة التي تبلغ من العمر شهرين فقط.

ووجهت فاعور، التي عملت سابقا في المجال الإنساني في مخيم اليرموك، إضافة إلى عملها في مركز اللغات والترجمة العبرية هناك، رسالة عبرت فيها عن رفضها للاتفاق الأوروبي التركي الذي يقضي بإعادة اللاجئين الذين يصلون اليونان اعتبارا من يوم الأحد، وقالت إن "إغلاق طريق اللجوء يتنافى وأبسط قواعد حقوق الإنسان".

وذكرت أنها قررت المغادرة في آخر رحلة، قبل بدء تطبيق الاتفاق لكي ترسل رسالة للعالم برفض إغلاق طريق اللجوء.

وقد نقل الصليب الأحمر الدولي عددا من الأطفال إلى أحد المستشفيات، وبينهم رضع لم يستطيعوا تناول الحليب مدة 12 ساعة أمضوها بين الشواطئ التركية واليونانية، بحسب فاعور.

وخلال الساعات الأخيرة، أدت عملية العبور إليونان؛ إلى مقتل أربعة أشخاص حسب مصادر أمنية وإنسانية: رضيعتان تبلغان من العمر عاما وعامين، وقد غرقتا بعد سقوطهما من زورق قبالة جزيرة رو الصغيرة في جنوب شرق إيجه. كما قضى سوريان بأزمة قلبية لدى وصولهما إلى جزيرة ليسبوس (شمال).

وفي ليسبوس، الممر الرئيسي إلى أوروبا للمهاجرين، تحدثت الشرطة صباح الأحد عن وصول 15 زورقا يحمل كل منها عشرات المهاجرين. وبين السبت وصباح الأحد، أحصت منسقية سياسة الهجرة في الحكومة اليونانية وصول ما مجموعه 875 شخصا إلى جزر بحر إيجه.

وحسب هذه المنسقية، فإن هؤلاء الوافدين الجدد ينطبق عليهم النظام الجديد الذي ينص على إعادة كل المهاجرين الجدد إلى تركيا اعتبارا من الأحد، بمن فيهم طالبو اللجوء السوريون.

وقال متحدث باسم منسقية سياسة الهجرة في الحكومة اليونانية الأحد: "لا يمكنهم مغادرة الجزر، وهم ينتظرون وصول خبراء أجانب لبدء إجراءات إعادتهم" إلى تركيا.

وقد لوحظ في اليومين الماضيين؛ تسارع في وتيرة قدوم المهاجرين إلى اليونان، حيث سُجل وصول 1500 شخص جديد بين الجمعة والسبت صباحا، أي اكثر من ضعف اليوم السابق، وبزيادة ثلاث مرات عن الأيام السابقة. وفي جزيرة ليسبوس، المحطة الأولى في رحلة الهجرة إلى أوروبا، تحدث عاملون في وكالات إنسانية بعد ظهر السبت عن وصول 300 مهاجر إضافي.

ولم يرصد مراسل فرانس برس في الجهة التركية أي تعزيز بارز للجهاز الأمني لمنع مغادرة المهاجرين.

واعتبارا من الأحد، ستتم إعادة كل القادمين الجدد من تركيا. وأعلنت المفوضية الأوروبية تعبئة ما مجمله أربعة آلاف شخص لهذه المهمة، من بينهم ألف "عنصر أمن وجيش"، وحوالي 1500 شرطي يوناني وأوروبي، ومترجمين، مع ميزانية قدرها 280 مليون يورو للأشهر الستة المقبلة.

وليس هناك أي تأكيد يوناني بعد عن أن عملية الإبعاد سوف تبدأ في الرابع من نيسان/ إبريل، وهو الموعد الذي أعلنته الجمعة في بروكسل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ومن شأن هذا الاتفاق الذي انتقدته بشدة المنظمات الإنسانية، أن يوقف تدفق المهاجرين إلى بحر إيجه والذين دخل حوالي 150 الف شخص منهم إلى أوروبا منذ مطلع العام، و850 ألفا عام 2015، حسب المنظمة  الدولية للهجرة.

ومن ناحيته، قال موظف فرنسي في الوكالة الأوروبية للحدود، فرونتاكس، من ليسبوس: "ننتظر لمعرفة كيف ستطبق القرارات. قال لنا اليونانيون إنه اعتبارا من الاثنين سوف يتم جمع المهاجرين في مخيمات قبل إعادتهم".

وأضاف هذا الموظف الذي فضل عدم الكشف عن هويته إنه مع حالة الغموض هذه، فإن عمليات الوصول قد تتضاعف خلال النهار، مشيرا بعد ذلك إلى أن "عملية المرور أصبحت صعبة بسبب الاتفاق".

ولكن غطان، وهو سوري وصل للتو إلى ليسبوس مع زوجته وطفليه، لم يشأ التعليق على الأمر.

وقال لوكالة فرانس برس: "في تركيا طلبوا منا عدم الذهاب إلى اليونان، حيث هناك خشية من أن تعتقلنا الشرطة". وأضاف: "لكن لا يمكننا البقاء في تركيا. نريد الذهاب إلى ألمانيا أو إلى فرنسا".

أما اللاجئ السوري الآخر، علي محمد (23 عاما)، الذي وصل مساء السبت ضمن مجموعة عانت الكثير، فقال إن حرس الحدود الأتراك حاولوا منعهم من العبور وتعرضوا لهم بالضرب.

وطلب رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس في اجتماع حكومي حول الموضوع بعد ظهر السبت "التطبيق الفوري للاتفاق".

"لكن في الواقع يتعين ان تكون الهياكل والعاملين مستعدين وهذا يتطلب أكثر من 24 ساعة"، بحسب ما أفاد جرجس كيرستيس، منسق سياسة الهجرة في الحكومة اليونانية، وكالة فرانس برس.

وأوضحت المفوضية الأوروبية أنه سيتم تخصيص ثمانية سفن تابعة لوكالة الحدود الأوروبية، يتسع كل منها 300 لنحو 400 شخص، لإعادة المهاجرين. كما ستوفر اليونان حوالي 20 ألف مكان استقبال على الجزر مقابل 6000 حاليا، ما قد يثير احتجاجات في قطاع السياحة.

ويبدو أن الحكومة اليونانية مصممة على إفراغ الجزر من المهاجرين الموجودين فيها حاليا قبل وصول مهاجرين جدد ينطبق عليهم الاتفاق مع تركيا.

وتعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم ترحيله، باستقبال سوري آخر ضمن من تركيا بعدد أقصى يبلغ 72 ألف شخص.

ويتعين على اليونان التكفل بالمهاجرين العالقين على أراضيها نتيجة إغلاق طريق البلقان، حيث سيتم ترحيلهم إن اعتبروا مهاجرين لأسباب اقتصادية، أو إعادة توطينهم في سائر دول الاتحاد الأوروبي بموجب خطة إعادة الإسكان.

وأحصت السلطات في اليونان، السبت، 47500 لاجئ، من بينهم 10500 محتشدين في مخيم إيدوميني اليوناني على الحدود مع مقدونيا في ظل إغلاق الأخيرة الحدود في وجه اللاجئين.
التعليقات (2)
Ryad abo mhmd
الإثنين، 21-03-2016 07:32 ص
لماذا لايوقفو الحرب في سوريه وينتهي كل شئ
احمد
الأحد، 20-03-2016 09:54 م
هذه قسوة .الا يكفي انهم يخاطرون بأرواحهم للعيش حياة اقل من كريمه رغم ذلك سوف تعيدونهم الى نقطه التي انطلقو منها...لو انهم عايشين حياة جيدة لما خاطرو بأنفسهم والاطفالهم ..اذا هذا اتفاق قسوة مابعدها قسوة