سياسة عربية

محادثات سوريا تبدأ على وقع هدنة هشة واتهامات بالانتهاكات

تتزامن محادثات غد الإثنين مع ذكرى مرور خمس سنوات على بدء الحرب- أرشيفية
تتزامن محادثات غد الإثنين مع ذكرى مرور خمس سنوات على بدء الحرب- أرشيفية
اتهمت الولايات المتحدة وفرنسا، الأحد، الحكومة السورية بمحاولة تعطيل جولة جديدة من محادثات السلام من المقرر أن تبدأ غدا الإثنين، وقالتا إنه يتعين على روسيا وإيران إثبات أن الحكومة السورية "تحترم" ما تم الاتفاق عليه.
 
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال أمس السبت إن حكومته لن تناقش مسألة انتخابات الرئاسة في محادثات السلام التي تجري في جنيف هذا الأسبوع أو تعقد مباحثات مع أي طرف يرغب في مناقشة مسألة الرئاسة.
 
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، في مؤتمر صحفي مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وايطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، ردا على تصريحات المعلم "إنه استفزاز...ومؤشر سيء ولا يتماشى مع روح الهدنة".

وأكد استمرار دعمهم للمعارضة السورية المعتدلة، في محادثات جنيف المقبلة، لافتا إلى أن الالتزام التام بعملية وقف الأعمال العدائية في سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، سيزيد من موثوقية المحادثات الرامية لإنهاء الأزمة السورية.

اقرأ أيضا: المسلط: سنحضر لمحادثات جنيف للتفاوض وليس للانسحاب

ولفت آيرولت إلى أن المحادثات التي جرت خلال الفترة الماضية، انعكست نتائجها بشكل إيجابي على الأرض، مشددا على ضرورة متابعة العمل باتفاق وقف الأعمال العدائية.

هدنة هشة

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الحكومة السورية وداعميها يخطئون إذا ما اعتقدوا أن بوسعهم الاستمرار في اختبار حدود هدنة هشة، ووصف تصريحات المعلم بأنها محاولة واضحة "لتعطيل العملية".
 
وأضاف كيري متهما القوات السورية بارتكاب معظم الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية أن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ينظر كيف يتصرف الرئيس السوري بشار الأسد.
 
وتابع "لذلك يتعين على الرئيس بوتين الذي راهن على دعم الأسد بتعهد كبير -وأحدث ذلك فرقا واضحا على ساحة القتال- أن يشعر ببعض القلق من حقيقة أن الرئيس الأسد أرسل وزير خارجيته أمس كي يتصرف كمخرب ويسحب من على طاولة (المفاوضات) ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون." وأضاف "هذه لحظة صدق.. لحظة يتعين علينا جميعا أن نتحلى فيها بالمسؤولية".
 
وكان يشير إلى اتفاقات على مدى الأشهر الماضية بين المجموعة الدولية لدعم سوريا -وهي مجموعة من القوى الدولية والإقليمية- التي تحاول رسم خارطة طريق للسلام.
 
وتتزامن محادثات غد الإثنين مع ذكرى مرور خمس سنوات على بدء الحرب التي أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص وأوجدت أسوأ أزمة لاجئين في العالم وأسهمت في اتساع نفوذ تنظيم الدولة.
 
وتأتي المحادثات في إطار أول جهود دبلوماسية منذ تدخل القوات الجوية الروسية في أيلول/ سبتمبر الماضي لدعم الأسد مما غير ميزان القوة في الحرب لصالح الحكومة السورية وساعد دمشق على استعادة مساحات كبيرة من الأراضي في غرب البلاد.
 
وقال كيري من المهم الآن بالنسبة للذين يدعمون الأسد أن يتأكدوا أنه يحترم هذا الاتفاق..وأنهم بالتالي يحترمونه".

وشدد على ضرورة التعاون من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا، وإظهار المزيد من الاهتمام للمحادثات الهادفة لتفعيل الانتقال السياسي، لافتا إلى أن المجتمعين، تباحثوا في قضية مكافحة تنظيم الدولة في سوريا، إضافة إلى الأزمة في كل من ليبيا واليمن وأوكرانيا.

واستنكر كيري تصريحات وليد المعلم، أمس السبت، وقال: "مثل هذه التصريحات، تدل بشكل قاطع على أنهم يحاولون إعاقة محادثات السلام".

الضغط على بشار لتثبيت الهدنة

كما دعا كيري روسيا وإيران حليفتي سوريا إلى ممارسة النفوذ على حكومة الرئيس بشار الأسد من أجل ضمان ثبات هدنة جزئية دخلت حيز التنفيذ في السابع والعشرين من فبراير/ شباط، بالرغم من بعض الانتهاكات.
 
وقال عن اتفاق "وقف القتال" الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا إن "الشعب السوري يدعم وقف (القتال) لأنه جعل حياتهم أفضل، والطرف الأكبر الوحيد الذي انتهك ذلك زعما هو نظام الأسد".
 
 وأضاف "من المهم بالنسبة لأولئك الذين يدعمون نظام الأسد أن يتأكدوا من أنه يتمسك بالتزاماته"، وذلك ردا على تعليقات وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس السبت التي رفض خلالها الجهود الدبلوماسية التي تضغط من أجل إجراء انتخابات.
 
وكان المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا قد ذكر مؤخرا أنه ينبغي أن تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون 18 شهرا.
 
تراجع العنف بسوريا بنسبة 90 بالمائة

وأشاد كيري بالتقدم الذي تحقق على صعيد مكافحة تنظيم الدولة، قائلا إن ذلك التنظيم المتطرف فقد ثلاثة آلاف كيلومتر مربع و600 مقاتل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وحدها.
 
وأضاف أن "العنف في سوريا قد تراجع بما يتراوح بين 80 و90%، لكنه وجه تحذيرا شديدا ضد الادعاءات بحدوث مزيد من القصف من جانب النظام".
 
من جانبها، اعتبرت روسيا على لسان وزارة دفاعها، الأحد، أن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا انتهكت 29 مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
 
 وقالت الوزارة، في بيان، إن الانتهاكات وقعت في محافظات: اللاذقية التي شهدت 18 حالة انتهاك للاتفاق، ودمشق خمس مرات، وحلب ثلاث مرات، وإدلب مرتان، وحماة مرة واحدة.
 
وأضافت الوزارة في بيان أن الطائرة الحربية السورية من طراز ميغ-21 التي تحطمت، أمس السبت، أسقطت باستخدام نظام دفاع جوي من النوع المحمول على الكتف، متهمة المعارضة السورية بإسقاطها، الأمر الذي دفع بالمعارضة، الأحد، إلى نفي ما جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية، حيث قال فارس البيوش، قائد إحدى الجماعات المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر في حماة، في تصريح، "إن البيان الروسي ربما يهدف لإلقاء التهم على بعض الدول بتزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات".
 
وتتوجه الأنظار كلها إلى مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، باعتباره الرجل المسؤول عن إقرار السلام في سوريا بالرغم من إثارته غضب المعارضة السورية لمواقفه التي بدت أكثر انفتاحا على آراء دمشق من أسلافه. 
 
وكان لدي ميستورا الفضل في الوقف المؤقت للأعمال القتالية برعاية الولايات المتحدة وموسكو ومقبول من حكومة الأسد وأعدائها اللدودين.
 
ورغم أن الاتفاقية كانت بعيدة عن الكمال إلا أنها نجحت في إسكات البنادق في سوريا للمرة الأولى منذ خمس سنوات، ووفرت ما يمكن أن يكون الفرصة الأولى للأطراف المتنازعة لمناقشة عملية السلام.
التعليقات (0)