تناولت صحيفة المانيفستو الإيطالية الاتهام الذي وجهته السلطات
المصرية لحركة
حماس وتركيا بالوقوف وراء مخطط لاغتيال النائب العام
هشام بركات، واعتبرت الصحيفة أن هذا الاتهام لا يعدو كونه تصفية حسابات مع من وقفوا ضد الانقلاب العسكري في سنة 2013، والمتضرر الأكبر منه سيكون سكان قطاع غزة الذين يعانون من حصار مشترك بين نظام السيسي والاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قادة حركة حماس فوجئوا مثل غيرهم بخبر اتهامهم في وسائل الإعلام المصرية التابعة للانقلاب، على غرار صحيفة الأخبار التي أوردت أن "الأجهزة الأمنية اعتقلت قتلة النائب العام هشام بركات، وقد تبين أن
تركيا قامت باحتضان من خططوا لهذه العلمية، وحماس قامت بتدريب منفذيها".
ورأت الصحيفة أن هذا الإعلان المفاجئ من النظام المصري يعكس "سياسة البلدوزر" التي يعتمدها ضد خصومه، عبر الهروب إلى الأمام وكيل شتى التهم لهم، وقد قرر هذه المرة استهداف حركة حماس، بالإضافة طبعا للإخوان المسلمين الذين يلاحقهم منذ الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013.
وأشارت الصحيفة إلى أن من يدفعون ثمن هذه السياسات هم سكان قطاع غزة، الذين يعانون من حصار متواصل منذ عشر سنوات، تفرضه عليهم إسرائيل بالتعاون مع مصر، بالإضافة إلى القتل والتدمير الذي تعرضوا له في ثلاث حروب شنتها إسرائيل على القطاع.
ونقلت الصحيفة هذا السياق عن صحفي من غزة قوله "إن إغلاق النظام المصري لمعبر رفح، الذي كان المنفذ الوحيد لسكان القطاع نحو العالم الخارجي للحصول على العلاج والسفر للدراسة، يعد أكثر قسوة وألما بالنسبة للغزيين؛ لأنهم يدركون أن إسرائيل هي العدو، ومن الطبيعي أن تحاصرهم، ولكن المصريين والفلسطينيين إخوة، ويفترض أن تتصرف مصر على هذا الأساس".
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس نفت بشكل قاطع أي علاقة لها بهذا الهجوم الذي وقع في حزيران/ يونيو الماضي في القاهرة، واستهدف النائب العام هشام بركات، الذي شارك في المحاكمات الجماعية التي استهدفت أنصار الإخوان المسلمين إثر تصنيفهم كتنظيم إرهابي.
وأضافت أن وزير الداخلية، محمد مجدي عبد الغفار، أكد هذا الاتهام، وادعى أن "حركة حماس دربت منتمين للإخوان المسلمين لتنفيذ هذا الهجوم، وأشرفت أيضا على التنفيذ، وقد صدرت أوامر هذه العملية من قياديين في الإخوان المسلمين متواجدين في تركيا، مثل يحيى السيد إبراهيم موسى".
وقد رد المتحدث باسم حركة حماس صلاح البردويل بالقول إن "هذه الاتهامات غير معقولة، وليس هنالك أي أدلة على صحتها؛ لأن حماس تسعى لتحسين العلاقة مع مصر لإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وليست لديها أي مصلحة في القيام بهذا العمل، وهي تؤمن بأن عدوها الوحيد هو الاحتلال الإسرائيلي". كما عبر البردويل خلال مؤتمر صحفي في غزة عن "استعداد أعضاء حركة حماس للتحول إلى مصر وحضور المحاكمة، وإثبات براءة الحركة من اغتيال هشام بركات".
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام المصري قام بتصنيف حماس كـ"حركة إرهابية" في 28 شباط/ فبراير من العام الماضي، ثم بعد أشهر قليلة أسقطت محكمة مصرية هذا القرار، ما فسح المجال لعدة تكهنات بشأن تحسن العلاقة بين الطرفين، بعد أن شهدت تأزما غير مسبوق منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013، بعد أن أعلن عبد الفتاح السيسي الحرب على كل الحركات المنتمية لتيار الإخوان المسلمين.
وأضافت أن هذا الانقلاب أدى أيضا لتأزم العلاقة بين مصر وتركيا؛ لأن الرئيس رجب طيب أردوغان ساند الرئيس المنتخب محمد مرسي، وعارض بشدة الانقلاب العسكري على الديمقراطية في مصر. كما أن أردوغان معروف بدعمه لحركة حماس وقطاع غزة، وهو ما جعل السيسي يعتبره عدوا له، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن هذه الاتهامات المصرية لتركيا تأتي في سياق المحادثات الجارية بين تركيا وإسرائيل، التي تنظر إليها مصر بعين الريبة، حيث تسعى أنقرة للتفاوض من أجل الدفع نحو تخفيف الضغط على القطاع المحاصر عبر بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة، وهو ما يرفضه النظام المصري الذي يريد أن يبقى ميناء العريش المدخل الوحيد لوصول البضائع والمساعدات الإنسانية للقطاع، بالإضافة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي.