صحافة دولية

ابن لادن واجه ملاحقة قادته بـ"هيئة الأركان المشتركة"

لونغ وور جورنال: الوثائق تشير إلى أن القاعدة لم تكن مجرد جماعة إرهابية - أ ف ب
لونغ وور جورنال: الوثائق تشير إلى أن القاعدة لم تكن مجرد جماعة إرهابية - أ ف ب
يتساءل موقع "لونغ وور جورنال": هل خطط زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لإنشاء هيئة أركان مشتركة للتنظيم؟ مشيرا إلى أن الإجابة عن هذا السؤال موجودة في عدد من الوثائق التي أفرجت عنها مديرة الأمن القومي، ضمن مجموعة من 113 وثيقة حصلت عليها الاستخبارات الأمريكية من مقر إقامة ابن لادن الأخير في مدينة أبوت أباد الباكستانية، حيث قتل عام 2011 في مداهمة نفذتها وحدة الفقمة الخاصة.

ويشير تقرير الموقع، الذي أعده بيل روجيو، إلى أن زعيم تنظيم القاعدة وصف لجان الأركان المشتركة بأنها "مجموعة من الضباط والأشخاص المؤهلين للعمل مع القائد العسكري في قيادة مكونات الحركة العسكرية، وتحت قيادته في الحرب والسلم".

ويعلق الكاتب بأن وجود لجان ووحدات كهذه هو إشارة واضحة إلى طبيعة عمل تنظيم القاعدة، وأنه لم يكن مجرد جماعة إرهابية، بل كان حركة تمرد منظمة.

وينقل الموقع عن مسؤول استخباراتي أمريكي اطلع على محتويات الوثائق وناقشها، مشترطا عدم ذكر اسمه، قوله إن تنظيم القاعدة طبق مفهوم لجان قيادة الأركان المشتركة، على عدة مستويات، مدللا على وجود هذه القيادة بما ورد في وثيقة من إشارة لـ"السلطة العليا" أو القيادة المركزية لفروع تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان وسوريا والصومال وشمال أفريقيا واليمن، وفي المكونات العسكرية الفردية، أو ما تصفه عدد من وثائق ابن لادن بـ"الكتائب" و"الألوية" و"المفارز". 

ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه ورد في الوثائق مصطلح "المدير العام"، الذي يعد في تنظيم القاعدة بمنزلة "القائد العام"، الذي كشف عنه في إحدى وثائق ابن لادن التي كشف عنها في السابق. 

ويقول روجيو إن الحديث عن تشكيلات وأسماء مواقع القادة ربما ورد في وثائق أخرى، تفصل طبيعة الهيكل القيادي للتنظيم، وبانتظار أن يتم الكشف عنها.

ويورد التقرير أنه بحسب وثيقة، فإن مهمة لجان قيادة الأركان هي "مساعدة" القائد في التحضير لمكونات المؤسسة وقيادتها؛ من أجل "جمع المعلومات والتحضير للمكونات، ونقلها ونشرها والإشراف على تطبيقها، وتنظيم عمل الخدمات، التي تساعد عمل المكونات القتالية".

ويبين الموقع أن ابن لادن تحدث عن الخمسة "أجنحة" أو الأقسام المسؤولة عن الإدارة والاستخبارات والعمليات والتدريب والأمور اللوجستية والتعبئة المعنوية، مشيرا إلى أن هذه الأجنحة أو الأقسام، التي تشبه تتظيم الوحدات العسكرية الغربية، تعمل "في الحرب والسلم" وتوصف على النحو الآتي:

- الجناح/ القسم الأول: جناح التنظيم والإدارة، أو الجناح المسؤول عن الأفراد. 
- الجناح الثاني: جناح الاستطلاع والاستخبارات العسكرية. 
- الجناح الثالث: جناح العمليات.
- الجناح الرابع: جناح الخدمات والإمداد. 
- الجناح الخامس: جناح الشؤون المعنوية. 

ويفيد الكاتب بأن لجنة الأركان يترأسها "رئيس هيئة الأركان"، ويوصف عمله بأنه "المساعد الحقيقي للقائد العام، ويقوم بمتابعة أعمال المؤسسة المختلفة". 

ويذكر التقرير أن الوثيقة تقدم وصفا لمسؤولية رئيس هيئة الأركان على مستوى السلطة العليا، لافتا إلى أن هناك عددا من المساعدين الذين منح كل واحد منهم اسم "مساعد رئيس هيئة الأركان"، وعلى مستوى السلطة العليا هناك مكتب يساعد القائد الأعلى، ويضم عددا من الضباط والمساعدين، ومهمة هذا المكتب هي تسهيل أعمال القائد الأعلى ومساعدته على التواصل مع رئيس السلطة العليا أو السلطات غير العسكرية.

ويجد الموقع أن هذا يفسر السهولة التي كان تنظيم القاعدة يستبدل فيها القادة العسكريين والمساعدين الذين قتلوا في غارات جوية.

وينوه روجيو إلى أن تنظيم القاعدة حافظ على ما أطلقت عليه وزارة الخارجية "مقعد البدلاء"، وهو مكون من قادة قادرين على اتخاذ موقع القيادة في حال شغور أحد المناصب. 

ويختم "لونغ وور جورنال" تقريره بالإشارة إلى أن إنشاء منصب قيادة الأركان كان طريقة من الطرق التي تكيف فيها تنظيم القاعدة مع عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية، التي لاحقت من خلالها أمريكا قادة التنظيم.
التعليقات (0)