قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إن
دونالد ترامب، الذي يبدو المرشح الأوفر حظا لتمثيل الحزب الجمهوري في
الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا يزال يخفي خمسة ملفات هامة، قد تفقده مصداقيته، وتجعله يخسر في السباق نحو البيت الأبيض، وهي تتعلق أساسا بارتباطه بالفساد، واستغلال المهاجرين، والعنصرية.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن ترامب يخفي أسرارا متعلقة بارتباطه بعصابات المافيا ودورها في نجاحه ببناء إمبراطورية العقارات، حيث إنه خلال سنوات الثمانينيات كان من المستحيل على وكيل عقاري مثل دونالد ترامب؛ أن ينجح في أعماله بالولايات المتحدة، دون التعامل مع
عصابات المافيا، التي كانت حينها تسيطر بشكل تام على قطاع البناء في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وتابعت: "لهذا يؤكد أغلب الملاحظين؛ أن دونالد ترامب أنشأ تعاونا مع عصابات الجريمة المنظمة، من أجل خدمة مصالحه، وأخذ موقعه في قطاع العقارات، وكان حينها قد تعرض لانتقادات عديدة بسبب إدارته لبعض المشاريع، مثل بناء برج ترامب في مدينة مانهاتن، حيث إنه عوض استعمال مادة الفولاذ في الأعمدة الأفقية؛ فاختار استعمال أعمدة أسمنتية اشتراها في ذلك الوقت من شركة (أس آند آي)، التي يملكها رجل المافيا الإيطالية الشهير توني كاستيلانو، المعروف بتسمية (توني السمين)".
وأشارت الصحيفة إلى أن فضيحة أخرى قد تعصف بآمال ترامب، وهي استغلاله للعمال الأجانب، حيث إنه منذ إعلانه ترشحه في حزيران/ يونيو الماضي؛ فقد بنى حملته الانتخابية على فكرة معارضة الهجرة، وتعهد ببناء جدار في الحدود مع المكسيك، وطرد 11 مليون لاجئ غير قانوني من الأراضي الأمريكية، وهو ما جلب له عددا كبيرا من الأنصار الذين يرون أن هذا هو الحل لمشاكلهم. وكشفت استطلاعات رأي أجريت في كانون الثاني/ يناير الماضي، أن 81 بالمائة من أنصار دونالد ترامب يرون أن الهجرة هي سبب كل مشاكل الولايات المتحدة.
وقالت إن ترامب تعهد أيضا في حملته؛ بفرض ضرائب ثقيلة على الشركات التي تقوم بنقل أعمالها من الأراضي الأمريكية إلى دول أخرى، وتتسبب في بطالة العمال الأمريكيين، "رغم أن ترامب بدوره متورط في تشغيل الأجانب؛ لأنه يفضل الربح المادي على القيم الوطنية التي يتشدق بها في حملاته".
وأوضحت أن أبحاث قامت بها وسائل الإعلام الأمريكية حول نظام انتداب العمال في النادي الخاص الذي يملكه ترامب في فلوريدا، كشفت أن 300 مواطن أمريكي تقدموا بطلبات للعمل في هذا المشروع، ولكن تم انتداب 17 منهم فقط، فيما قامت إدارة هذا النادي في الفترة نفسها بانتداب 500 عامل أجنبي ينحدرون من رومانيا، بل وساعدتهم على تقديم طلبات للحصول على وثائق الإقامة القانونية، مؤكدة أن "هدف ترامب من ذلك واضح، وهو استغلال هؤلاء العمال الأجانب من أجل توسيع هامش الربح".
وذكرت الصحيفة أن الفضيحة الثالثة التي تهدد الطموحات السياسية لدونالد ترامب؛ هي فشله المتكرر في مجال التجارة والأعمال، حيث إن ترامب قال في إحدى حملاته الانتخابية: "أنا أفضل شخص قادر على التفاوض وتحقيق المكاسب.. لقد حققت أرباحا طائلة في مسيرتي المهنية، وسأحقق أرباحا أيضا للولايات المتحدة عندما أصبح رئيسها".
وتابعت: "لكن ترامب في الحقيقة تعرض للعديد من الانتكاسات، وفشل في إدارة المشاريع في عدة مناسبات، حيث إنه في سنوات الثمانينيات قام ببناء كازينو تاج محل في مدينة أتلانتيك سيتي، بتكلفة قدرها مليار دولار، إلا أن سوء إدارته للمشروع أدت لانهياره، بعد غرقه في ديون بلغت ثلاثة مليارات دولار، وهو ما أجبره على إعلان إفلاس هذا الكازينو، وبيع شركة الطيران التي كان يملكها، ويخته الخاص.. وقد أشهر دونالد ترامب في مسيرته إفلاسه أربع مرات".
وأضافت "ليبراسيون" في السياق ذاته، أن دونالد ترامب يدعي أن ثروته حاليا تبلغ تسعة مليارات دولار، ولكن عدة مصادر مطلعة، أبرزها مجلة "فورس"، تقدر أن ثروته لا تتجاوز الأربعة مليار دولار، "كما أنه يتباهى بأن اسم (ترامب) وحده يعتبر علامة تجارية قادرة على جلب الأموال، وهو يحصل سنويا على عائدات ضخمة من استغلال بعض الشركات لهذا الاسم، ولكن هذه العملية شهدت أيضا فشلا متكررا، حيث إن بعض المنتوجات التي تحمل اسمه؛ اختفت من السوق، على غرار (فودكا ترامب) و(شرائح لحم ترامب) و(عطر ترامب) و(مجلة ترامب)".
وأكدت أن علاقة ترامب بالحركات العنصرية؛ قد تعصف أيضا بآماله في الوصول إلى البيت الأبيض، حيث إنه يحظى بدعم منظمة "كو كلاكس كلان" العنصرية، التي تدافع عن "تفوق العرق الأبيض"، وقد صرح ديفيد ديوك، زعيم هذه المنظمة، بأن انتخاب ترامب هو أفضل خيار، فيما لم يُبدِ ترامب أي انزعاج من هذا الدعم، ولم يعبر عن رفضه لدعم هذه المنظمة العنصرية.
وقالت الصحيفة إن ترامب متورط أيضا في أعمال احتيال عديدة، حيث إنه أطلق في عام 2005 برنامج تدريب للطلبة، أطلق عليه اسم "جامعة ترامب"، وادعى أن هذه الجامعة تعلم الشباب النجاح في مجال العقارات، وتضمن لهم الثراء في المستقبل، وقد تراوحت أسعار تلقي الدروس في هذه الجامعة بين ألف و500 دولار و35 ألف دولار، ولكن سرعان ما انكشف أمر هذه الجامعة الوهمية، ورفع عدد من الطلبة قضايا ضد دونالد ترامب واتهموه بالاحتيال.
وختمت بأنه "إجمالا يواجه ترامب اليوم ثلاث قضايا متعلقة بالاحتيال، إحداها رفعها ضده المدعي العام في نيويورك في عام 2013، وتتعلق بعملية النصب التي سماها جامعة ترامب".