ملفات وتقارير

"الموندو": هل ستصمد هدنة سوريا.. ولماذا تستبعد "النصرة"؟

توقعات بانهيار الهدنة في سوريا بسبب خروقات النظام وروسيا - أرشيفية
توقعات بانهيار الهدنة في سوريا بسبب خروقات النظام وروسيا - أرشيفية
 نشرت صحيفة الموندو الإسبانية تقريرا قالت فيه إن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سوريا، لن تصمد دون وجود محادثات جدية تشمل الأطراف المعنية كافة، ودعت إلى إشراك المجموعات الإسلامية وعلى رأسها جبهة النصرة، لأنها تتمتع بحضور ميداني قوي وتستطيع المساهمة في عزل تنظيم الدولة وإضعافه.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة بذلت جهدا كبيرا لإقناع الروس والإيرانيين والنظام السوري بقبول وقف إطلاق النار، ولكن هذه الجهود قد تنتهي بالفشل بسبب امتناع الغرب عن التحاور مع المجموعات الإسلامية المقاتلة في سوريا، خاصة أن هذه المجموعات رغم أنها توصف بالمتشددة، لكنها تساهم في القتال ضد تنظيم الدولة وضد قوات النظام في آن واحد.
 
وأكدت الصحيفة أن ما تم التوصل إليه الآن هو مجرد هدنة، ولكن من أجل تطويرها والبناء عليها لتحقيق وقف لإطلاق النار، يجب إشراك جميع فصائل المعارضة دون استثناء، ومنحها الفرصة لإثبات جديتها في محادثات السلام.

حيث إن جبهة النصرة على سبيل المثال، رغم رفضها الاستجابة للضغوطات الغربية المطالبة بقطع علاقتها بتنظيم القاعدة، فإنها تبقى فصيلا قويا ومهما جدا في الميدان، يساهم في قتال تنظيم الدولة إلى جانب بقية فصائل المعارضة، ولذلك لا يجب رفض التعامل معها، بل دعوتها إلى المشاركة واختبار مدى استعدادها للالتزام بالمقررات الدولية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المجموعات سيكون عليها إظهار قدر من الالتزام والقدرة على التأقلم، إلا أنها تعتبر شريكا ضروريا في أي حل في سوريا التي دمرتها الحرب الأهلية، خاصة أن من بقي ولم يهاجر من سكان البلاد، أصبح أمام خيارات صعبة بين الالتحاق بقوات الأسد أو بتنظيم الدولة.
 
وقالت الصحيفة إن الهدنة الحالية إذا صمدت ستكون نقطة إيجابية أسفرت عنها المحادثات المشتركة، التي انخرطت فيها عدة أطراف من بينها دول عربية وتركيا والولايات المتحدة، ولكن لا يمكن تعليق آمال كبيرة على هذه الهدنة؛ لأن جميع الأطراف وضعت شروطا مسبقة يصعب التقيد بها لفترة طويلة، فيما يتعلق بالمدن التي ستصل إليها المساعدات والمجال الزمني، كما لا يبدو أن النظام ينوي التوقف عن قصف بعض المناطق.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلي المعارضة السورية الذين يشاركون في المفاوضات في الوقت الحالي، لا يمثلون أقوى الفصائل المعارضة، بل يمثلون أغلب القوى الديمقراطية التي تدافع عنها الولايات المتحدة وحلفاؤها. وعليه، فإن الخيار الأفضل في المستقبل هو الانفتاح على المجموعات الإسلامية الأقل تطرفا؛ من أجل عزل المجموعات الأكثر تطرفا مثل تنظيم الدولة.
 
وأضافت الصحيفة أنه لأجل إضعاف تنظيم الدولة وعزله، يجب تحويل هذه الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار وتوسيع محادثات السلام، والتطرق لمسألة مصير بشار الأسد. وكي ينجح هذا المسار يجب على الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة منح مقعد على طاولة المفاوضات لجبهة النصرة، على عكس ما يحصل الآن، حيث تم إقصاء النصرة ومجموعات أخرى مثل أحرار الشام، التي تعتبرها الأمم المتحدة تنظيمات إرهابية؛ لأن النظام السوري يتمسك بتصنيفها بهذا الشكل.
 
وأكدت الصحيفة أن المجتمع الدولي يجب أن يوجه رسالة لكل المجموعات المقاتلة في سوريا بأن: "كل فصائل المعارضة باستثناء تنظيم الدولة مرحب بها في مفاوضات السلام، بشرط ألا ترفع سقف مطالبها إلى مستوى عال جدا، وأن تكون مستعدة للتعاون مع بقية الأطراف". وبعد ذلك ستكون الخطوة الأولى هي أن تقبل هذه المجموعات ببنود وقف لإطلاق النار، يضمن مرور المساعدات الإنسانية وموظفي المنظمات الدولة، وأن تتعهد هذه المجموعات أيضا بحماية المدنيين في مناطق سيطرتها.
 
وبهذا الشكل، فإن مسؤولية الاختيار بين من سيتم إشراكه في العملية السياسية ومن سيتم محاربته على أنه تنظيم إرهابي، ستقع على عاتق هذه المجموعات الإسلامية نفسها، ولا يتم الأخذ بحسابات وتصنيفات الدول المعنية بالصراع السوري.
 
كما أكدت الصحيفة أن الدول العربية التي لم تؤدِ الدور المطلوب منها إلى الآن، مطالبة بتقديم المساعدة لإنجاح هذه الفكرة، خاصة أن كل المجموعات الإسلامية المقاتلة في سوريا تحصل على الدعم بشكل أو بآخر من دول الخليج، ولذلك فإن هذه الدول قادرة على ممارسة الضغط على المعارضة الإسلامية لدفعها نحو الجلوس على طاولة المفاوضات.
التعليقات (0)