أعلن فنان الكاريكاتير
العراقي محمد السويداوي عن تعرضه لاعتداء أدى إلى إصابته بجروح ورضوض بعد وقت من نشره لرسم ينتقد فيه أحد المعممين
الشيعة، مبينا أن المعتدين حذروه من قطع يده أو قتله في المرة المقبلة.
وعلى إثر الحادثة، أطلق مجموعة من الفنانين العراقيين حملة للتضامن مع زميلهم ضد أصحاب "النوايا السوداء".
وقال الفنان السويداوي، الذي يعمل لحساب صحيفة محلية، إن أربعة أشخاص استوقفوه في أحد شوارع بغداد واعتدوا عليه بالضرب مستعملين الأيدي وسلاحا معدنيا مما ألحق به جرحا بليغا ورضوضا في عدة مناطق من جسده، مضيفا أن المعتدين هددوه بقطع اليد أو القتل في حال الاستمرار بالرسم.
وجاء الاعتداء على السويداوي بعد فترة من نشره لرسم يصور فيه أحد الشيوخ المعممين الشيعة الذين نالوا شهرة ساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي بعد نصيحة للمواطنين بالامتناع عن شراء النستله (الشوكولاته) كجزء من خطة مواجهة الأزمة المالية التي يتعرض لها العراق.
من جهته، ناشد رسام الكاريكاتير العراقي "سلمان عبد" جميع منظمات المجتمع المدني، ونقابات الصحف، ومن يهمهم أمر حرية الرأي، والأصدقاء، أن يتضامنوا مع الفنان المعتدى عليه.
وفي نفس السياق، أعاد الفنان العراقي الشهير، خضير الحميري، رسم كاريكاتير "الشيخ شوكولاته" للفنان محمد السويداوي، وعلق عليه بالقول "متضامنون مع السويداوي ضد النوايا السوداء".
وتعبيرا عن تضامنهم مع الفنان المصاب، أعاد عشرات الفنانين والمثقفين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي العراقيين نشر رسم السويداوي الذي يصور شيخ معمم يخاطب الأطفال بلغة فصحى ويخبرهم عن تحريم شراء "النستلة".
وأثارت خطبة الشيخ المعمم والقيادي في حزب المجلس الإسلامي الأعلى، جلال الدين الصغير، موجة واسعة من السخرية والاستهزاء في عموم وسائل الإعلام العراقية فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي التي أطلقت عليه لقب "الشيخ نستله" (شوكولاته).
وسبق للفنان أحمد الربيعي أن تلقى تهديدات بالقتل بعد رسمه بورتريه للمرشد الإيراني علي خامنئي في صحيفة بغدادية، مما اضطره إلى الهرب نحو إقليم كردستان العراق في الشمال حيث توفي هناك بعد أيام قليلة.
وكانت صحيفة (فنكاري) الساخرة العراقية قد أعلنت في وقت سابق عن تعرض بائع صحف متجول إلى ضرب شديد من قبل عناصر أمنية بسبب بيعه لصحيفة تحتوي على
رسم كاريكاتيري للمتحدث السابق باسم قيادة عمليات بغداد، الفريق قاسم عطا.
ويحتل العراق مرتبة متقدمة بين الدول الأخطر على الصحفيين بعد تزايد حوادث الاغتيال والاعتداء التي يتعرضون لها.