ملفات وتقارير

خبير يمني: الفشل الأمني وراء تمدد تنظيم القاعدة

القاعدة استغلت الفراغ الأمني وتمددت في اليمن - أرشيفية
القاعدة استغلت الفراغ الأمني وتمددت في اليمن - أرشيفية
استطاع تنظيم "القاعدة" توسيع جغرافيا نفوذه في عدد من محافظات جنوب اليمن، كان آخرها السبت، عندما سيطر مقاتلوه على مدينة "أحور" المطلة على بحر العرب، في محافظة أبين (50) شرق عدن، كبرى محافظات الجنوب.

وباتت القاعدة تسيطر رسميا على مدن وبلدات عدة، في محافظات حضرموت (شرقا)، وأربع مدن في أبين (جنوبا)، ومدينة عزان الاستراتيجية بشبوة (جنوب شرق)، وعلى مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج (شمال عدن).

وحذر باحثون وخبراء من أي معركة محتملة بين القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، وبين مسلّحي التنظيم الذي يستغلّ الفراغ الأمني من مخلفات الحرب، قبل القضاء على مشروع الانقلاب الذي يقوده الحوثيون وقوات المخلوع علي عبدالله صالح.

ويقول الباحث اليمني الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، نبيل البكيري، إن اليمن يعيش معركة مفتوحة مع كل شيء، وأخطرها "الفشل الأمني في المناطق المحررة"، الذي اعتبره بأنه "نقطة ضعف للتحالف الذي تتزعمه السعودية، ولقوات الشرعية، خصوصا أن تنظيم القاعدة يتغذى على غياب الدولة ومؤسساتها في هذه المناطق". حسب قوله.

وحذر البكيري في حديث خاص لـ"عربي21" من "أي معركة خارج معركة القضاء على الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها". مؤكدا أنها "ستكون عبثية لا طائل منها". 

وأشار إلى أن "القاعدة وجماعات العنف الأخرى ليست سوى نتاج طبيعي للانقلاب الذي أسقط الدولة ومؤسساتها".

وردا على سؤال حول مدى قدرة الحكومة الشرعية على إدارة معركة مع تنظيم القاعدة، الذي بات يسيطر على مساحات شاسعة في جنوب البلاد، قال الباحث البكيري: "ليس من مصلحة القوات الشرعية خوض أي معركة خارج معركة إسقاط الانقلاب المليشيوي"، معتبرا أن القضاء على الانقلاب هو "الطريق للقضاء على كل الجماعات الهامشية في اليمن، التي تعمل وتتجذر في ظل غياب عودة الشرعية".

ولفت إلى أن قيام طيران التحالف العربي بشن غارات على مواقع يتمركز فيها مسلحون تابعون للقاعدة هو "نتاج للفشل في إيجاد رؤية واضحة لاستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب".

وفي مطلع شباط/ فبراير الجاري، سيطرت جماعة "أنصار الشريعة" جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، على مدينة عزان في محافظة شبوة، وبعد أيام قليلة، سيطرت على مديرية المحفد بأبين.

 وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام 2015، استعادت القاعدة السيطرة على مدينتي زنجبار وجعار في أبين، وتعد المدينتان معقلين سابقين لها؛ حيث سقطتا في قبضة مسلحي التنظيم في 2011.

كما نجح تنظيم القاعدة في مطلع نيسان/ أبريل من عام 2015، في إخضاع مدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت، لسيطرته، ومنذ ذلك الحين لا تزال قابعة تحت نفوذ مقاتليه.

من جهته، أكد مصدر مطلع أن قيام القاعدة بالسيطرة على مدينة أحور الساحلية بأبين جاء ردا على حادثتي مقتل قاضي شرعي بالتنظيم، علي بن طالب الكثيري، على أيدي مسلحين يسيطرون على نقطة أمنية، قبل أشهر، وكذلك مقتل ثلاثة من مسلحي القاعدة في النقطة ذاتها".

وقال المصدر -مفضلا عدم الكشف عن اسمه- لـ"عربي21"، إن مسلحي التنظيم لم يكن أمامهم سوى خيار السيطرة على "أحور"، بعد فرار مسلحين تابعين للمقاومة، عقب مهاجمتهم من قبل عناصر القاعدة.

ومدينة أحور الساحلية في محافظة أبين، التي سيطرت عليها القاعدة، هي موطن لأكثر من 30 ألف شخص، وهي رابط جغرافي مهم بين ميناء المكلا إلى الشرق وبلدة زنجبار. وسيطرت القاعدة على المكلا وزنجبار قبل عدة أشهر.
التعليقات (0)