كتب غراهام بيكر من موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريرا يقول فيه إن أشرطة فيديو تظهر استخدام
مليشيات شيعية تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد، مصفحات وأسلحة أمريكية الصنع.
ويذكر الموقع أن تقريرا نشر على "يوتيوب" أظهر مصفحة أمريكية الصنع من طراز "إم1 أبرامز"، ويرفرف عليها علم مليشيا كتائب سيد الشهداء.
ويشير التقرير إلى أن هذه المليشيا تعد جزءا مما يعرف بـ"الحشد الشعبي"، الذي دعت إليه المرجعية الشيعية في العراق آية الله علي السيستاني، بعد سقوط مدينتي الموصول وتكريت في يد
تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وهدد مقاتلوه باجتياح مدينة بغداد.
ويذكر بيكر أن مقاتلي كتائب سيد الشهداء شاركوا في المعارك ضد التنظيم في العراق، مستدركا بأنها أرسلت عددا من مقاتليها إلى
سوريا، بذريعة الدفاع عن مقام السيدة زينب في جنوب دمشق.
ويورد الموقع نقلا عن الموقع الأمني "لونغ وور جورنال"، قوله إن صور الفيديو التقطت في محافظة صلاح الدين، حيث شاركت الكتائب في عدد من المعارك.
ويلفت التقرير إلى أنه يعتقد بأن دبابات "أبرامز" هي من ملكية الجيش العراقي، الذي أعادت الولايات المتحدة تسليحه من جديد بعد صعود تنظيم الدولة، مستدركا بأن استخدام
أسلحة أمريكية سيعمل على تشويش الشبكة المعقدة من التحالفات في الحرب السورية والعراقية، ويزيد من احتمال وصول الأسلحة الأمريكية إلى إيران، وإن بطريقة غير مباشرة.
ويستدرك الكاتب بأنه رغم أن كتائب سيد الشهداء لم تصنف أمريكيا بأنها جماعة إرهابية، فإنها مرتبطة بشكل وثيق بحزب الله اللبناني، المصنف على قائمة وزارة الخارجية للجماعات الإرهابية الأجنبية.
ويقول الموقع إن "هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها جماعات شيعية وهي تستخدم أسلحة أمريكية، فحركة بدر أظهرت صورا لمقاتلين وهم يرفعون علم حركتهم على دبابة (أبرامز)، وظهرت صور لكتائب حزب الله العراقية وهي تستخدم أسلحة أمريكية، وهي مصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية، وظهر مقاتلوها وهم يستخدمون أسلحة أمريكية في محافظة الأنبار".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن ريناد منصور من معهد "كارنيغي" قوله إن استخدام كتائب سيد الشهداء أسلحة أمريكية يعد "إحراجا" للسياسة الأمريكية، وأضاف أنه "من الصعب ملاحقة الأمر؛ لأن تنظيم الدولة هو العدو رقم (1)، والأسد هو العدو رقم (2)، ولهذا فقد اضطرت الولايات المتحدة للتعامل مع هذه المليشيات، التي تعد القوة الرئيسة في وسط وجنوب العراق".
ويتابع منصور قائلا للموقع إن "الحشد الشعبي أصبح ذراعا رسمية للدولة، وقرر حيدر العبادي دفع رواتبهم، وجزء من هذا يقوم على دعمهم". ويستدرك بأن "هناك مخاطر من انتقال السلاح إلى سوريا من أجل الدفاع عن الأسد"، مشيرا إلى أن "الأولوية للحشد الشعبي هي للمسرح العراقي، ولو حدث هذا قبل عام 2014 لكان هذا هو الحال".
ويورد بيكر أن الولايات المتحدة تقول إن عليها القبول بالواقع الميداني، فالقوات الميدانية التابعة لوزارة الدفاع العراقية لم تعد تحظى بالشرعية ذاتها، التي تحظى بها القوى التابعة للحشد الشعبي.
ويعلق منصور قائلا: "دون قوات برية أمريكية، فهم بحاجة لحلفاء قادرين". وأنفقت الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات على تدريب وتسليح قوات الجيش العراقي في مرحلة ما بعد سقوط صدام حسين، لكنها عانت من الفساد وسوء التجنيد.
وبحسب الموقع، فإن تنظيم الدولة سيطر على كميات كبيرة من السلاح الأمريكي كانت بحوزة الجيش العراقي، عندما سيطر على مدينة الموصل، ويقال إنه أخذ 2300 عربة "همفي" ومدافع وصواريخ محمولة.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أنه جاء في تقرير لمنظمة "أمنستي إنترناشونال" أن منطقة الشرق الأوسط باتت مغمورة بالسلاح الأمريكي الصنع، الذي وصل إلى أيدي جماعات إرهابية.