نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لهيو توملينسون ونورالدين بخشي، حول إنشاء
تنظيم الدولة لإذاعة في أفغانستان تبث
الدعاية له، حيث ينشر الرعب في شرق البلاد، في الوقت الذي يكثف فيه من عمليات التجنيد في وجه الهجمات الحكومية المضادة.
ويقول الكاتبان: "أصبح باستطاعة الناس الذين يعيشون في جلال آباد وإقليم نانغرهار أن يستمعوا لنشرات صوت الخلافة من الساعة السادسة مساء، حيث لا ينتظر (المتآمرين والكفار إلا الجحيم)".
ويشير التقرير إلى أن برامج الإذاعة، التي تبث من الحدود الباكستانية الأفغانية، تتكون من خطب إسلامية نارية ودعوات للشباب للانضمام، وتهدد كل من له ولاء للحكومة أو لحركة
طالبان بالإعدام، ويفصل البرامج صوت صليل السيوف وصوت المدافع الرشاشة.
وتورد الصحيفة أن الإذاعة بدأت بثها بلغة البشتو، ولكنها أضافت برامج بلغة أفغانستان الرسمية الثانية "داري"، وهي نمط من الفارسية، وتحكى في أفعانستان، بالإضافة إلى برامج أخرى باللغتين العربية والفارسية، في محاولة من التنظيم لعبور الخطوط القبلية والإثنية بحثا عن المجندين.
ويعلق الكاتبان بأن مساحات كبيرة من إقليم شرق أفغانستان المضطرب وقعت بيد الإسلاميين، وأصبح الإقليم يشكل قاعدة ينطلق منها التنظيم إلى بقية أفغانستان.
ويقول التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أثر الإذاعة إنه "حتى بالنسبة لأولئك الذين يبغضون تنظيم الدولة، فإنهم يجدون برامج الإذاعة السلسة وذات المستوى العالي أفضل من البرامج التي تقدمها الإذاعات التقليدية، أما بالنسبة للساخطين والشباب في المنطقة، فإن ما يقلق هو أن البرامج تثبت أنها مقنعة".
وتنقل الصحيفة عن الحاج محمد حسن، وهو أحد رجالات العشائر في جلال آباد، قوله: "إذاعة تنظيم الدولة في الواقع أفضل من الإذاعات المحلية، فهي تبث برامج ممتازة بلغة البشتو، وقد أثرت كثيرا في الشباب؛ لأن الكثير منهم عاطلون عن العمل وقابلون للتأثر بالإسلاميين".
ويذكر الكاتبان أن قوات الحكومة حاولت إغلاق الإذاعة، ولكن يعتقد أن المتطرفين يستخدمون أجهزة بث متنقلة لتجنب الكشف عن أماكنهم، مشيرين إلى أن فرع التنظيم في أفغانستان، كمثيليه في العراق وسوريا، أدرك أثر الدعاية متعددة الوسائط.
ويلفت التقرير إلى أن التنظيم يستخدم الإذاعة في الشرق الأوسط في الرقة والموصل، وفي أفغانستان هناك إذاعة لحركة طالبان المنافسة، وتقوم ببث الرعب في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في باكستان وأفغانستان.
وتورد الصحيفة نقلا عن مدير فرع نانغرهار لقسم الحدود والشؤون القبلية وجيه الرحمن شنواري، قوله: "بالطبع يؤثر الإعلام في الشباب؛ لأن عندنا عدد كبير من الإسلاميين، ويمكن أن ينضم الشباب العاطلون عن العمل، الذين لا يحبون الحكومة الحالية، للتنظيم".
ويفيد الكاتبان بأن فرع تنظيم الدولة في أفغانستان، "الدولة الإسلامية في خراسان"، تنامى بسرعة كبيرة منذ نشوئه، كونه تنظيما منشقا عن حركة طالبان، ويقوم التنظيم بالتجنيد على مستوى أفغانستان وفي نانغرهار، وقد تم تخريج الدفعة الأولى من معسكرات التدريب التابعة للتنظيم.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه قد تم اعتقال طلاب في جامعة جلال آباد؛ لرفعهم علم تنظيم الدولة، وقام التنظيم بهجومين على منطقة القنصليات هذه الشهر. ويحكم التنظيم في المناطق النائية من نانغرهار بوحشية، ويعدم الرجال، ويبيع البنات في العبودية الجنسية.