سياسة عربية

هدنة حي القدم بدمشق تبدأ بالتنفيذ بعد عام ونصف من إبرامها

تتقاسم قوات النظام والثوار السيطرة على حي القدم - أرشيفية
تتقاسم قوات النظام والثوار السيطرة على حي القدم - أرشيفية
في استكمال لهدنة مبرمة منذ قرابة العام ونصف، أطلق النظام السوري سراح 20 معتقلا من أهالي حي القدم الدمشقي، وفتح أبواب الحي أمام الأهالي من نازحي الداخل للعودة إلى بيوتهم الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري أو كتائب الثوار، ولو كان الهدف مجرد الاطمئنان على ما بقي منها.

وقال الناشط الإعلامي "براء الدمشقي"، من حي القدم، لـ"عربي21": "دخل الحي خلال اليومين السابقين حوالي 200 عائلة، قصد معظمهم البيوت الواقعة في القسم الغربي من حي القدم، وهو القسم الأكبر والأقل تضررا، ويخضع لسيطرة قوات النظام السوري".

لكن الدمشقي رأى أن كل من دخل الحي لن يكون قادرا على التعايش مع الدمار والخراب وانعدام أساسيات الحياة، متوقعا أن تزور هذا العائلات بيوتها ثم تغادر لتعود من حيث أتت.

وذهب الناشط إلى أن أهالي حي القدم لن يأمنوا العيش في القسم الغربي؛ بسبب سطوة قوات النظام والميليشيات المساندة له، ولن يتمكنوا من التأقلم مع باقي أجزاء الحي الواقعة تحت سيطرة كتائب الثوار، كالقسم الشرقي وجورة والعسالي والماذنية، بسبب دمارها شبه الكامل (بنسبة 90 في المئة) وانعدام المياه والكهرباء، بحسب الناشط الدمشقي.

من جهة أخرى، تحدث إعلام النظام السوري عن عودة نحو 2500 مواطن إلى حي القدم، في أكبر حركة عودة منذ بدأت ما يسميها النظام "المصالحات الوطنية التي تجري في البلاد"، بحسب مصادر موالية، الأمر الذي نفاه ناشطو الحي، وأكدوا أن من دخل الحي كان قد سجل اسمه مسبقا لدى المجلس المحلي لحي القدم؛ الذي وثّق بدوره دخول قرابة 200 عائلة فقط.

وفي السياق ذاته، أطلق النظام السوري سراح 20 معتقلا ومعتقلة، بينهم تسع نساء، خلال الأسبوعين الفائتين، من أصل 500 معتقل من أهالي المنطقة يقبعون وراء القضبان منذ سنوات.

وجاء إطلاق سراح المعقتلين عقب مفاوضات ترأسها وفد عسكري من حيي القدم والعسالي، يمثل الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، ولواء شهداء دمشق، إلى جانب ممثلين عن الأهالي.

وتم بموجب الاتفاق السماح بتسوية وضع المطلوبين للنظام السوري من أهالي حي القدم، حيث تمت تسوية وضع 15 شابا، من نازحي الحي في مدينة الكسوة، الخاضعة لسيطرة النظام في ريف دمشق، ممن تجاوزت أعمارهم 30 عاما، دون تسجيل أي حالة تسوية للمقاتلين المحاصرين داخل الحي.

وذكر الناشط الإعلامي صهيب الشامي، لـ"عربي21"، أنه تم التوصل إلى اتفاق للسماح بتسوية وضع المطلوبين، وهو أحد أهم الأمور التي كانت عالقة طوال المدة السابقة، ومنعت إكمال تنفيذ بنود الهدنة الموقعة قبل نحو عام ونصف، حيث وافق الاتحاد الإسلامي أخيرا على هذا البند بعد أن قامت مجموعات من حي العسالي بالخروج إلى النظام وتسوية أوضاعهم معه، كمجموعة إيهاب السلطي التي تضم حوالي 50 شابا، ومجموعة أبي التركماني، فضلا عن موافقة الاتحاد الإسلامي على تفعيل مجمع القدم الصناعي، الواقع في الجهة الغربية من حي العسالي ويفصل بين حيي القدم والعسالي.
التعليقات (1)
‏‎‏ و‏أشخاص اْخرون عدد ‏25‏‏ معجبون بهذا.
الجمعة، 22-01-2016 11:50 م
‏‎‏ و‏أشخاص اْخرون عدد ‏25‏‏ معجبون بهذا.