سياسة دولية

ماذا استفاد "الحشد الشعبي" من رفع العقوبات عن إيران؟

الحشد الشعبي يرحب برفع العقوبات عن إيران - أ ف ب
الحشد الشعبي يرحب برفع العقوبات عن إيران - أ ف ب
لاقى رفع الحظر الإقتصادي المفروض على إيران، ترحيبا واسعا من مليشيات الحشد الشعبي في العراق. وفيما عدَّت الخطوة بأنها تنطوي على "نصر سياسي كبير" لداعمتها الأساسية إيران، فقد نفت السفارة الأمريكية في بغداد أمس سعي واشنطن لتجميد دور الحشد الشعبي في عمليات استعادة المناطق الواقعة في قبضة تنظيم الدولة.

وهنأ رئيس كتلة منظمة بدر في البرلمان العراقي، قاسم الأعرجي، والتي تمتلك مليشيا مسلحة بقيادة هادي العامري، إيران برفع الحظر الاقتصادي عنها، مؤكدا أن "إيران دولة محورية لاستقرار المنطقة"، مثنيا في الوقت ذاته على "حكمة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وحكمة الحكومة" اللتين أوصلتا إلى رفع العقوبات الاقتصادية ونجاح المفاوضات مع الدول الكبرى".

وأكد قاسم الأعرجي أن "صبر الجارة إيران جنب شعوب المنطقة فتنة كبيرة وحروبا مدمرة كانت دول الغرب وإسرائيل وبعض دول الجوار تخطط لها لسنين طويلة"، لافتا إلى أن "الجمهورية الإسلامية وقفت إلى جانب العراق وهي تعمل باستمرار من أجل استقرار دول الجوار، على العكس من بعض الدول الشقيقة".

ودخل الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى حيز التنفيذ مساء السبت، بإعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنجاز طهران لالتزاماتها، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الكشف عن رفع المجتمع الدولي للعقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج طهران النووي.

وكان رئيس البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف، أعلن مساء السبت، تفاصيل الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة البالغة 30 مليار دولار مع تنفيذ الاتفاق النووي، مؤكدا أنه ليس من المنطقي دخول هذا الحجم من العملة الصعبة إلى البلاد، موضحا أنه سيتم العمل للاستفادة منها لاستيراد السلع اللازمة.

من جهتها، وصفت نائبة عن إئتلاف دولة القانون، بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، رفع العقوبات عن إيران بأنه "انتصار لإرادة الشعوب الحرة على إرادة الظالمين".

وقالت فردوس العوادي في بيان: "هذه النتيجة تعبر عن قوة المفاوض الإيراني الذي تمسّك بقضيته وسار بها إلى بر الانتصار الكبير".

بدورها نفت السفارة الأمريكية في بغداد، أمس الاثنين، سعي واشنطن لتجميد دور الحشد الشعبي في عمليات استعادة المناطق الواقعة في قبضة تنظيم الدولة.

ونقلت صحيفة "الجورنال" التي تصدر في بغداد عن مستشار في السفارة الأمريكية قوله إن "الولايات المتحدة تتعامل مع الحكومة العراقية وتقدم الدعم والإسناد لها وليس لديها أي أعتراض على مشاركة الحشد الشعبي أو أي طرف آخر في معارك التحرير".

وشهدت الأشهر الماضية جدلاً حادا بين حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة المليشيات الشيعية المشكّلة للحشد الشعبي المطالبين برفع المبلغ المخصص للحشد المشارك في الحرب ضد تنظيم الدولة وأصبح بمثابة جيش رديف، ما يرتّب على الدولة المنهكة أصلا مصاريف باهظة.

ويرى مراقبون مختصون في الشأن العراقي، أن دعم إيران للمليشيات الشيعية العراقية، بالمال والسلاح وتوفيرها الغطاء السياسي لقادتها، أدى إلى تغوّلها وانفلاتها من رقابة الدولة، وهو ما كان له انعكاس مباشر على مستوى الأمن في العراق خصوصا في ظل الحرب الدائرة ضدّ تنظيم الدولة، والتي باتت تتخذ ذريعة وغطاء لارتكاب جرائم كبرى، آخرها في قضاء المقدادية ذي الأغلبية السُنية في محافظة ديالى على أيدي مليشيات الحشد الشعبي.
التعليقات (1)
اسامة
الثلاثاء، 19-01-2016 01:20 م
لما لا يفلحون المجرمين قادة الحشد ( القنادر) المنبوذين أهل الميليشيات المجرمة وعميلة للمجوس برفع الحصار على ايران ( أهل المتعة)، وكيف للمرجع الديني قابل على وضع الحشد مملوء بالمجرمين و الميليشيات اذا لم يكن هو شخصياً مستغلاً وضع البلد و تحت غطاء الدين عميلاً وعاملاً لتخريب العراق بشكل إضافي.