سياسة عربية

في ذكرى ثورة 14 يناير.. هل أُريد لملف الشهداء أن يتشتت؟

وجود كتابة دولة خاصة بملف الشهداء كعدمه ـ غوغل
وجود كتابة دولة خاصة بملف الشهداء كعدمه ـ غوغل
أكدت المحامية ليلى الحداد أّن ملف شهداء ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011، التي تحيي تونس اليوم الذكرى الخامسة لها، أريد له التشتت بين مختلف هياكل الدولة منذ هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من البلاد.

وتابعت الناطقة باسم هيئة الدفاع عن شهداء الثورة وجرحاها، قولها: "في مثل هذا اليوم من العام الماضي، انتفضت عائلات الشهداء والجرحى على الرئيس الباجي قايد السبسي بقصر قرطاج، بسبب تهميشهم وعدم تكريمهم، واليوم اختارت رئاسة الجمهورية عدم دعوتهم أصلا، والرسالة واضحة ولا تحتاج إلى شرح".

وأضافت الحداد، التي كانت تحيي ذكرى سقوط شهداء الثورة بالشارع الرئيسي للعاصمة، لـ "عربي21" أن "الأمر واضح بالنسبة إلينا، فملف شهداء الثورة يزعج الجميع، فبعد أن حاولت السلطة امتصاص غضب العائلات من خلال إحداث كتابة دولة مكلفة بهذا الملف في تشكيل حكومة الحبيب الصيد الأولى (شباط/ فبراير)، تراجعت وألغت هذا الهيكل في الحكومة الثانية قبل أسبوع".

وجود كتابة دولة كعدمه

وأشارت إلى ضرورة بعث هيكل أو مؤسسة حكومية مستقلة تهتم بملف من تحققت بفضلهم الحرّية للتونسيين وأصبحوا محور العالم في كانون الثاني/ يناير 2011.

وقالت إن هيئة الدفاع وعائلات شهداء وجرحى الثورة كانوا مقتنعين تماما بعد تشكيل الحكومة الأولى بأن وجود كتابة دولة كعدمه، "لأن من أسندت إليها مهمة تسييرها في ذلك الوقت هي ماجدولين الشارني، وهي شقيقة ضابط أمن سقط في هجوم مسلح العام 2013، لذلك نحن نعتبر أن مبدأ الحياد مفقود منذ البداية".

قضية وطنية ذات أولوية

وأوضحت الأستاذة الحداد أن كتابة الدولة كانت ملحقة بوزارة الشؤون الاجتماعية، "وهو ما يعني أن السلطة تعتبر الملف اجتماعيا بالأساس، في حين كان يفترض أن يتم بعث وزارة جديدة مستقلة تعنى بملف شهداء الثورة وجرحاها، لأنه ملف شامل فيه الاجتماعي والأمني والسياسي والقضائي وغيرها".

وواصلت أن ملف شهداء والجرحى يعد "قضية وطنية ذات أولوية ولا يمكن أن يكتمل المشهد الديمقراطي في تونس طالما أن السلطة السياسية لا تبالي به، وهي بذلك تكرس الإفلات من العقاب".

مناطق محرومة إلى اليوم

إلى ذلك قال أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، الذي تغيب عن مراسم الاحتفال الرسمي بقصر الرئاسة بقرطاج، "إن الثورة قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والتشغيل والكرامة لكن باستثناء ما تم تحقيقه في المسألة السياسية ظلت بقية المحاور الأخرى محلها".

وتابع العباسي، أحد أبرز رباعي الحوار الفائز بنوبل للسلام، في تصريح إذاعي الخميس، أن ملف التنمية والاستثمار في الجهات الداخلية المحرومة ظل غائبا منذ قيام الثورة.

وقاطعت أغلب الأحزاب المعارضة في تونس (التيار الديمقراطي، الجبهة الشعبية، حركة الشعب، تيار المحبة، حراك تونس الإرادة...) الاحتفال الرسمي الذي نظمّته رئاسة الجمهورية بقصر قرطاج، الخميس.

وشارك الآلاف من بينهم أنصار حركة النهضة والأحزاب المعارضة وعدد كبير من المستقلّين ومنظمات المجتمع المدني في إحياء ذكرى 14 كانون الثاني/ يناير 2011 بالشارع الرئيسي بالعاصمة، الحبيب بورقيبة، الذي يعتبر المكان الرمزي للثورة التونسية.
التعليقات (0)

خبر عاجل