إدانات واسعة للاعتداء على السفارة السعودية في إيران

أدانت عدة دول وجهات الهجوم الذي تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، وطالبت إيران باحترام اتفاقية فيينا الخاصة بالتزام الدول بحمايه وصون البعثات الدبلوماسية وضمان سلامه طاقمها.

وكان مجهولون هاجموا الليلة الماضية السفارة السعودية في طهران وأضرموا النيران في أجزاء من المبنى احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في السعودية.

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس السبت، إعدام 47 ممن ينتمون إلى "التنظيمات الإرهابية"، من بينهم النمر.

روحاني: الهجوم غير مبرر على الاطلاق

اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الهجومين على السفارة والقنصلية السعوديتين "غير مبررين على الاطلاق".
 
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن روحاني قوله: إن "التصرف الذي قام به مجموعة من المتطرفين مساء أمس في طهران وفي مشهد (...) ضد السفارة والقنصلية السعوديتين، اللتين يفترض أن تكونا بموجب القانون والدين تحت حماية الجمهورية الإسلامية، غير مبرر على الاطلاق".

وأدان في الوقت نفسه إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر باقر النمر الذي تسبب بأعمال العنف هذه.

وكان مدعي عام طهران أعلن في وقت سابق توقيف 40 شخصا في إطار الهجوم على سفارة السعودية في طهران. كما تم توقيف أربعة أشخاص آخرين في مشهد.

الأردن: متضامنة مع السعودية لمواجهة "التطرف"

من جهتها أعلنت الأردن، الأحد، إدانتها الشديدة لحادثة الاقتحام، التي تعرض لها مبنى سفارة المملكة العربية السعودية، في طهران أمس السبت، مؤكدة تضمنها مع السعودية، في مواجهة "التطرف والإرهاب".

وقال وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في تصريح رسمي، تعليقا على تعرض مبنى السفارة السعودية في طهران لاقتحام أمس، "الأردن يدين بشدة حادثة الاقتحام، التي تعرض لها مبنى سفارة المملكة العربية السعودية، في طهران، ونعتبره خرقا فاضحا للقانون الدولي، واتفاقية جنيف بشأن صون وحماية البعثات الدبلوماسية واحترامها"، بحسب ما بثته الوكالة الرسمية الأردنية.

واستنكر المومني ما وصفه بـ"التدخل والتحشيد الإيراني ضدها، وتصاعده عقب تنفيذ الشقيقة السعودية أحكاما قضائية ضد مدانين من مواطنيها".

وشدد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، على حرمة البعثات الدبلوماسية، وضرورة صونها، وتوفير الحماية لها، التزاما بالقانون الدولي واتفاقية جنيف.

الكويت: السلطات الإيرانية تتحمل المسؤولية

وعبرت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين، للاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، وحملت السلطات الإيرانية مسؤولية الوفاء بالتزاماتها لحمايه مقر السفارة وسلامة موظفيها.

وقالت الخارجية الكويتية في بيان لها "إن هذه الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا لاتفاقية فيينا الخاصة بالتزام الدول بحمايه وصون البعثات الدبلوماسية وضمان سلامه طاقمها".

ودعت الخارجية الكويتية السلطات الإيرانية إلى "الالتزام بكافة القواعد والأعراف الدولية التي تنص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

وأكدت الخارجية وقوف الكويت إلى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها للإجراءات كافة التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها.

مصر تدعو إلى احترام البعثاث الدبلوماسية

من جهتها دعت مصر إلى "ضرورة احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية وسلامة الأفراد العاملين بها".

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان "إدانة مصر لحادثتي إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد بإيران".

الإيسيسكو: هجوم إجرامي
 
وصفت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ما تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتين في غيران بـ"العمل الإجرامي"، و"إنتهاك خطير للقانون الدولي وللأعراف والمواثيق الدبلوماسية".

وقالت إن الهجوم تم "من قبل متطرفين إيرانيين وإشعال النار فيهما (السفارة والقنصلية) أمام أنظار رجال الأمن الإيرانيين".

وطالبت الإيسيسكو، في بيان لها، السلطات الإيرانية بإحترام المعاهدات الدولية وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الإيسيسكو، وتوفير الحماية الواجبة للبعثات الدبلوماسية وللعاملين فيها، والبعد عن الشحن الطائفي والتدخل في شؤون الدول الأعضاء وإحترام سيادتها.

نبيل العربي: العتداء انتهاك صارخ للمواثيق الدولية

اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الهجوم على السفارة والقنصلية السعوديتين انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية، وحمل الحكومة الإيرانية مسؤولية حماية هذه المقرات وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

ودعا إيران إلى ضرورة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والتي من حقها المشروع الحفاظ على أمن مواطنيها والسلم الأهلي ووحدة نسيجها الاجتماعي، مؤكدا في هذا الشأن على أنه ليس من حق أي طرف التعليق على الأحكام القضائية للدول.

وأشاد الأمين العام بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية من أجل مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في المملكة وعلى المنطقة من حولها، مؤكدا دعم جامعة الدول العربية لهذه الجهود ووقوفها إلى جانب المملكة.

يشار إلى أن وزارة الداخلية السعودية أعلنت، السبت، عن إعدام 47 ممن ينتمون إلى "التنظيمات الإرهابية"، من بينهم رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.

وكانت محكمة الاستئناف الجزائية والمحكمة العليا، في المملكة قد أيدت في 25 أكتوبر/ تشرين أول 2015، الحكم الابتدائي الصادر بإعدام نمر النمر، في الشهر نفسه عام 2014، لإدانته بـ"إشعال الفتنة الطائفية، والخروج على ولي الأمر في السعودية".

وعقب الإعدامات هاجم متظاهرون مساء السبت مبنى السفارة السعودية في طهران وأحرقوه، كما هاجم متظاهرون مقر القنصلية السعودية في مشهد (شمال شرق).

والشيخ النمر (56 عاما) كان أحد اشد منتقدي العائلة الحاكمة في السعودية وإحدى أبرز شخصيات حركة الاحتجاج التي اندلعت عام 2011 في شرق المملكة حيث تعيش غالبية الأقلية الشيعية.

وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان إن تنفيذ أحكام الإعدام في السعودية ارتفع كثيرا منذ اعتلاء الملك سلمان العرش قبل عام بحيث أعدم 153 شخصا في العام 2015 وهو تقريبا ضعف عدد الذين اعدموا في 2014.