سياسة عربية

ضربة مزدوجة لتنظيم الدولة بسقوط الرمادي ومقتل قادته

استعادة الرمادي أول انتصار للقوات العراقية على تنظيم الدولة - أرشيفية
استعادة الرمادي أول انتصار للقوات العراقية على تنظيم الدولة - أرشيفية
قال متحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، إن قوات التحالف قتلت عشرة من زعماء تنظيم الدولة، بينهم أفراد على صلة بهجمات باريس، خلال غارات جوية في ضربة مزدوجة للتنظيم بعدما طردته القوات العراقية من مدينة الرمادي.

ورفع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، العلم الوطني في مدينة الرمادي، بعد أن استعاد الجيش السيطرة على وسط المدينة من تنظيم الدولة، في انتصار قد يساعد على دعم استراتيجيته لإعادة بناء الجيش بعد هزائم منكرة.

فقدان قادة

وقال العقيد ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة: "قتلنا على مدى الشهر المنصرم عشرا من الشخصيات القيادية في تنظيم الدولة بضربات جوية محددة منهم عدد من مخططي الهجمات في الخارج وبعضهم على صلة بهجمات باريس"، مضيفا أنه "كانت لدى الآخرين خطط لشن مزيد من الهجمات على الغرب".

وقال وارن إن أحد القتلى يدعى عبد القادر حكيم، وكان يتولى تسهيل العمليات الخارجية للتنظيم، وارتبط بالشبكة التي نفذت هجمات باريس، موضحا أنه قتل في مدينة الموصل العراقية في 26 من كانون الأول/ ديسمبر.

وقال المتحدث إن غارة جوية نفذها التحالف في 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري قتلت شرف المؤذن، وهو عضو بارز بتنظيم الدولة في سوريا، على صلة مباشرة بعبد الحميد أباعود الذي يشتبه في أنه العقل المدبر لهجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصا، مضيفا أن المؤذن كان يخطط لهجمات أخرى ضد الغرب.

وتابع وارن قوله إن أثر الغارات الجوية على قيادات تنظيم الدولة "يمكن رؤيته في النجاحات التي تحققت ضد التنظيم في ميدان المعركة في الفترة الأخيرة"، معتبرا أن "جزءا من تلك النجاحات سببه أن التنظيم يفقد قيادته"، ومحذرا في الوقت نفسه من أن التنظيم "لا تزال لديه مخالب".

رجوع للجيش

وتمثل استعادة الجيش العراقي للسيطرة على وسط الرمادي، الأحد، أول نصر كبير على تنظيم الدولة منذ سيطر المسلحون على ثلث العراق في حزيران/ يونيو 2014، وجاء الانتصار بعد أشهر من التقدم الحذر بدعم من الضربات الجوية التي ينفذها التحالف.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن ثلاث قذائف مورتر سقطت على بعد نحو 500 متر من مكان العبادي خلال الزيارة، مضيفة أن رئيس الوزراء لم يكن في خطر لكنه اضطر لمغادرة المنطقة.

وكان العبادي وصل إلى الرمادي في طائرة هليكوبتر وتجول في المدينة مع محافظ الأنبار وكبار مسؤولي الأمن، في قافلة من عربات الهمفي وعبر جسرا عائما استخدمته القوات المسلحة لاستعادة السيطرة على وسط المدينة.

واجتمع العبادي مع جنود في المجمع الحكومي الرئيس الذي سيطرت عليه قوات مكافحة الإرهاب الاثنين ورفع العلم العراقي خارج المبنى.

وأعلن العبادي عن الزيارة بنفسه على موقع "تويتر:، وأعلن الخميس عطلة وطنية للاحتفال، على الرغم من أن قوات الأمن لا تزال تقوم بإزالة المتفجرات في مختلف أنحاء المدينة وتخلي بعض المناطق من مقاتلي تنظيم الدولة.

والرمادي هي المدينة الوحيدة التي وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة منذ تولى العبادي السلطة في أيلول/ سبتمبر 2014.

وقال هشام الهاشمي، وهو محلل مقيم في بغداد وكان يعمل مع الحكومة العراقية، إن العبادي يشعر بالسعادة لهذا الانتصار، لأنه استطاع أن يزيل هذه الوصمة من ملفه كقائد للقوات المسلحة.

وتشير استعادة السيطرة على الرمادي إلى أن استراتيجية العبادي بالاعتماد على الضربات الجوية الأمريكية المكثفة مع تهميش فصائل الحشد الشعبي قد تكون فعالة، إذ إنها حاولت التصدي للتنظيم، لكن وجودها قوبل باعتراض من واشنطن.

وقال الهاشمي إن معركة الرمادي نموذج يرغب الجيش النظامي في ترويجه لمعارك التحرير المقبلة.

طريق طويل للموصل

وقالت الحكومة العراقية إن مدينة الموصل التي يغلب على سكانها السنة والتي تبعد 400 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد هي الهدف القادم للقوات المسلحة العراقية.

لكن وزير المالية العراقي هوشيار زيباري، قال إن "الجيش العراقي سيحتاج إلى مساعدة المقاتلين الأكراد لاسترداد الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة"، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يكون "الهجوم المزمع في غاية الصعوبة في منطقة هي مركز لجماعات دينية وعرقية متنافسة".

وقال زيباري وهو كردي، الاثنين في بغداد، إن "الموصل تحتاج إلى تخطيط جيد واستعدادات والتزام من كل الأطراف الرئيسة"، مضيفا أن "البشمركة قوة رئيسة ولا يمكن استعادة الموصل من دون البشمركة"، في إشارة إلى القوات المسلحة لإقليم كردستان العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد قرب الموصل.
التعليقات (0)

خبر عاجل