صحافة دولية

لوموند: الرمادي هل هي بداية النهاية لتنظيم الدولة؟

سيطرت القوات الحكومة والمليشيات المتحالفة معها على مركز الرمادي
سيطرت القوات الحكومة والمليشيات المتحالفة معها على مركز الرمادي
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا، حول استعادة القوات العراقية مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم الدولة، حيث احتفل آلاف العراقيين من كربلاء إلى بغداد بهذا "الانتصار" الذي تحقق يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر 2015.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن مدينة الرمادي التابعة لمحافظة الأنبار السنية، والتي تقع على بعد 130 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، شهدت معارك ضارية بين الجيش العراقي ومقاتلي تنظيم الدولة، أدّت في النهاية إلى انسحاب مقاتلي التنظيم من المجمع الحكومي، الذي يعتبر مركز العمليات الرئيسي بالنسبة لهم في الرمادي.

وفي هذا السياق، قال صباح النعماني، الناطق الرسمي باسم قوات مكافحة الإرهاب العراقية، التي قادت المعركة في الرمادي، "إن السيطرة على المجمع الحكومي تؤشر على هزيمة تنظيم الدولة".

ولكن وفق تصريحات اللواء إسماعيل المحلاوي، قائد العمليات العسكرية في المحافظة، فإن 30 في المئة من مدينة الرمادي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة، وقال: "قواتنا لم تدخل إلا المجمع الحكومي، ولا يمكننا القول إن كل الرمادي تحررت، ذلك أن مقاتلي التنظيم ما زالوا يسيطرون على عدّة أحياء بالمدينة".

وذكرت الصحيفة أن رئيس البرلمان العراقي والنائب السني، سليم الجبوري، رحب بهذا الانتصار قبل الإعلان عنه رسميا. وعلّق المتحدث باسم التحالف الدولي، ستيف وارن، بالقول إن "هذا الانتصار نتيجة أشهر من العمل الشاق، مع الجيش العراقي وأجهزة مكافحة الإرهاب والسلطات المحلية والقوات الجوية العراقية".

واعتبر ستيف وارن "أن الفضل أيضا يرجع لمقاتلي العشائر وللمساندة الجوية، حيث تم توجيه 600 ضربة جوّية منذ تموز/ يوليو الماضي".

وقالت الصحيفة إنه بعد أن سيطر التنظيم على ثلث العراق في حزيران/ يونيو 2014، وبعد الخسارة المذلة للجيش العراقي لمدينة الرمادي في 17 آيار/ مايو 2015، قامت اليوم القوّات العراقية برد الاعتبار لكيانها، بعد أن كانت قد سجّلت أوّل انتصار لها بمساعدة الحشد الشعبي، الذي يضم قوّات شيعية تساندها إيران، في تحرير مدينة تكريت الواقعة شمال بغداد في شهر نيسان/ أبريل.

وأفادت الصحيفة بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي أقصى المليشيات الشيعية من المشاركة مع الجيش العراقي والتحالف الدولي في معركة تحرير الأنبار، خوفا من إثارة الحساسيات الطائفية مع السكان السنّة في الأنبار.

وقالت الصحيفة إن الهجوم المضاد، الذي قامت به الحكومة منذ أواخر آيار/ مايو الماضي، قد واجه صعوبات عدّة، من أبرزها البيئة الصحراوية للعراق، والمفخخات التي زرعها تنظيم الدولة، والعمليات الانتحارية التي يقوم بها مقاتلوه، فضلا عن عدم جهوزية جنود الجيش العراقي.

ونظرا لهذا الوضع، قام الجيش الأمريكي بتجهيز ثلاث كتائب عراقية بـ5 آلاف صاروخ مضاد للدبابات، كما قدم السلاح لثمانية 8500 مقاتل سني، بهدف فرض الاستقرار في المناطق المحررة.

وقالت الصحيفة إنه بعد حصار الجيش العراقي لمدينة الرمادي، منذ أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، قام في 22 كانون الأول/ ديسمبر بمهاجمة وسط المدينة بمساندة طائرات التحالف، التي قامت بـ31 ضربة في ستة أيّام.

لكن باتريك مارتن، من المعهد الأمريكي لدراسة الحروب ومقره واشنطن، يعتبر أن تحرير الرمادي لا يمثل خسارة استراتيجية بالنسبة لتنظيم الدولة، حيث ما زال يسيطر على أجزاء هامة من محافظة الأنبار وعلى طول نهر الفرات. والمحافظة التي لها حدود مشتركة مع سوريا والأردن والسعودية.

وأضاف باتريك أن "تلك الأجزاء التي يسيطر عليها التنظيم قد تكون منطلقا لهجمات جديدة قد يشنها لاستعادة الرمادي".

أما رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد اعتبر أن تحرير الرمادي هو نقطة البداية لتحرير الموصل.

وفي الختام، تقول الصحيفة إن التعاون بين بغداد والقوات الكردية مهم جدا، لتكوين قوة من 80 ألف مقاتل عراقي يساعدون في معركة الموصل، وهي المعركة التي أعلن عنها منذ أيلول/ سبتمبر 2014 ولم يتم الشروع فيها بعد بسبب عدم الجهوزية.
التعليقات (0)