حقوق وحريات

رسالة مسربة تكشف تجاوزات "بشعة" بحق معتقلي الرأي بمصر

لجنة حقوق الإنسان في برلمان مصر بالخارج حمّلت سلطات الانقلاب مسؤولية حياة المعتقلين ـ أرشيفية
لجنة حقوق الإنسان في برلمان مصر بالخارج حمّلت سلطات الانقلاب مسؤولية حياة المعتقلين ـ أرشيفية
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع رسالة "مسربة" من أحد المعتقلين بسجن "استقبال طرة" في محافظة القاهرة يدعى عبدالله النجار، تكشف بعض التجاوزات "البشعة" التي يتعرض لها المعتقلون داخل سجون الانقلاب. وهذا نص الرسالة التي اطلعت عليها "عربي21": 

المشهد الأول:

الساعة السادسة صباحا. داخل زنزانة في سجن طره. يوم 28 نوفمبر2015 صوت المفتاح يوضع في الباب ويدخل ضابط مباحث السجن، وينادي بصوته العالي: طلعولي واحد من الأوضة دي بسرعة!!
يدخل اثنان من المخبرين، فيوزعوا أبصارهم على القابعين في الزنزانة، ثم يمسك أحدهم بملابسي ويقول: قوم يلا تعلى معانا أنت!!

بدأت أسأله: إيه في إيه؟؟! فلم يجب، ولكن سحبني كما يسحب البعير للنحر!! خرجت من الزنزانة فإذا بخلق كثير من كل الزنازين وكلهم مسحوبين كحالي بالضبط. تم اقتيادنا إلى مكان فسيح داخل السجن.

المشهد الثاني:


عربات ترحيلات ينزل منها ما لا يقل عن 300 مجند أمن مركزي ملثمين ومسلحين ومعهم كلاب الحراسة. يتم اقتيادنا أمامهم مكبلين بالأغلال، ثم تأتي سيارة مرسيدس سوداء فيقف جميع المجندين انتباه، وكأنهم على رؤوسهم الطير. ينزل من السيارة مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون وبيده سلاحه الميري، تلك الطبنجة عيار 9 ملم!!

في هذه اللحظة أحسست بأنه ينوي تصفيتنا رميا بالرصاص، ولكن نزل "الباشا"، وأخذ يدور حولنا، ثم بدأ يوجه خطابه لنا: "إنتوا بقى السياسيين اللي مش عاجبكم النظام! أديكم بقيتوا هنا تحت جزمتنا وهنطلع دين أهلكوا كلكوا!".

رد أحد الإخوة، وقال: متسبش الدين يا باشا!

فرد "الباشا": دين مين يا ابن دين ال*** دا أنا هطلع *******، وأشار لبعض المجندين فأخذوا الأخ وانهاروا عليه ضربا بكل الطرق. ثم أمر "الباشا" بنقل السجين إلى سجن العقرب! ولمن لا يعرف سجن العقرب، فقط أبحث عن أسمه!!!!

ثم أكمل "الباشا" قائلا : أنا عندي استعداد أصفيكم كلكم دلوقتي وانتوا ملكمش دية! إحنا في إدينا القوة كلها محدش يقدر يوقفنا ومعانا رئيس خلى (جعل) العالم كله يركعله!!
هنا تذكرت قول الله تعالى: (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون)
فقلت له: ولكننا لم ولن نركع لغير الله تعالى.

فنظر لي نظرة متجهمة وقال: أنا هوريك إزاي تركعوا!!

ثم وفي لحظ البصر أنهال المجندين علينا جميعا بالضرب والسب، ثم بعد ساعة كاملة من الضرب و"الباشا" ينفخ سيجاره. أمرهم بأن يعيدونا إلى زنازيننا!

إقرأ أيضاتناقض بين وزير داخلية مصر ومساعده حول التعذيب بالأقسام

المشهد الثالث:

داخل الزنزانة الساعة التاسعة صباحا بعد حفلة الضرب دخلت وأغلق الشاويش الباب، ثم مرت نصف ساعة وإذا بالباب يفتح مرة أخرى ويدخل ما لا يقل عن 15 مجندا بأسلحتهم ويأمروننا جميعا بالخروج من الزنزانة، ثم يأمرونا جميعا بخلع ملابسنا!!

وبعد بعض المناوشات الكلامية سحبوا كل واحد على حدة، وتم تقطيع ملابسنا بالقوة ووقف كلا منا بملابسه الداخلية السفلية فقط!!

المشهد الرابع:


العساكر يأخذوا كل شيء موجود في الزنزانة، وأخدوا البطاطين والأطباق والملابس، وكل شيء في الزنزانة، ثم أمر العساكر بإدخالنا ونحن عراة!!!

زنزانة 4×3 بها 10 أشخاص عراة بلا أي شيء مطلقا.. تم تجريدنا من كل أشيائنا التي أرسلها أهلنا لنا!!!

بعد حوالي 3 ساعات ويرموا لنا كل واحد طقم ميري خفيف لنلبسه في عز هذا الشتاء والبرد!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

إلى كل إنسان في كل مكان. لا تسكت على الظلم وأنشر قضيتنا فنحن لم ندخل السجن إلا من أجل كلمة واحدة وهي :- لا إله إلا الله!!!

لا يكفيهم أنهم سلبونا حريتنا وحبسونا بدون ذنب ولا جريمة اقترفناها، ولكن هذا أقل ما يحدث معنا في السجن. وهناك الكثير والكثير، ولكن لا داعى للحديث!!!

فقط اعلموا وليعلم العالم كله أن لكم إخوانا في السجون يسامون سوء العذاب، ولا ملجأ لهم سوى الله تعالى:

وفي سياق متصل، قالت لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري بالخارج إنه لأكثر من عامين تواصل سلطات الانقلاب العسكري في مصر أساليبها الفاشية ضد الشعب المصري، وتنتهج أبشع الطرق الوحشية ضد المعتقلين والموقوفين، متجاوزة حرمة الدماء في الشرائع السماوية وتجريم القوانين الدولية.

وأشارت- في بيان لها بشأن حالات القتل تحت التعذيب بأقسام الشرطة في شهر نوفمبر الماضي وصل "عربي21" نسخة منه- انطلاقا من قسوتهم المفرطة في التعامل مع الشعب المصري فقد قتلت.

إلى أن وزارة الداخلية قتلت ستة مواطنين تحت التعذيب في أقسام الشرطة خلال الشهر الماضي، هم: عفيفي مصطفى عفيفي (الإسماعيلية)، وطلعت شبيب (الأقصر)، وعمرو سعيد أبو شنن (القليوبية)، وعادل عبد السميع (الغربية)، ومصطفى إبراهيم قنديل (حدائق القبة/القاهرة)، وعلى محمود محمد (عين شمس/القاهرة).

وحمّلت لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري سلطة الانقلاب مسؤوليتها تجاه تلك التجاوزات بحق مواطنين عزل، مؤكدة أن ما تقوم به وزارة الداخلية ضد المعتقلين والموقوفين هي "جرائم ضد الإنسانية وتعذيب ممنهج لا ولن تسقط بالتقادم، وأن يد العدالة والقصاص باتت أقرب مما يتصور هؤلاء المجرمون"، بحسب قوله.

وأهابت اللجنة بكافة "المنظمات الحقوقية وقوى العالم الحر سرعة التحرك لوقف تلك انتهاكات بحق عشرات الآلاف من المعارضين للانقلاب في سجون السلطة العسكرية الغاشمة".

إقرأ أيضامصريون يحذرون من ثورة بسبب التعذيب بأقسام الشرطة (فيديو)
التعليقات (3)
عبدالله الصومالي
السبت، 05-12-2015 01:02 ص
إذا يحصل لكم كل هذا ما الذي يمنعك ان تقاوموا الظلم، يا سيدي العالم يعلم جيدا الجرائم والتعذيب في السجون المصرية ولن يساعدوا من يقول لا اله الا الله لويساعدون أحد كان ساعدوا الرئيس المنتخب محمد مرسي
علي
الجمعة، 04-12-2015 09:54 م
الله ينتقم من كل ظالم و ربنا يفك اسر المحتجزين
عباس الأبيض
الجمعة، 04-12-2015 06:34 م
المشكلة أن عبيد مصر بالملايين... وأحرارها بالعشرات بل ربما أقل اللهم كن لإخواننا المستضعفين من المسلمين في كل مكان عونا وظهيرا ومؤيدا ونصيرا ...اللهم أيدهم بنصرك وبجند من عندك واربط على قلوبهم برباط الثبات على الحق وشهادة التوحيد واجعلهم على عدوك وعدوهم ظاهرين...