سياسة عربية

مرشحة خاسرة بدائرة السيسي: "الدعارة الانتخابية" أسقطتني

ناعوت نفت مرارا اتهامات لها بمهاجمة "حكم العسكر" - أرشيفية
ناعوت نفت مرارا اتهامات لها بمهاجمة "حكم العسكر" - أرشيفية
حمَّلت المرشحة الخاسرة بدائرة النزهة ومصر الجديدة (دائرة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي)، الكاتبة الصحفية العلمانية فاطمة ناعوت، "الرشاوى الانتخابية" مسؤولية إخفاقها في اجتياز جولة الإعادة بالمرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية، واصفة تلك الرشاوى، والمال السياسي، بـ"الدعارة الانتخابية".

وقالت ناعوت - في تصريحات صحفية الخميس - إنها تعرضت للاغتيال المعنوي في الدائرة الانتخابية، وذلك بعد ما تقدمت في الجولة الأولى، وكانت في المركز الأول، بحصاد أكثر من 40 ألف صوت.

وأكدت أن حملتها كانت الأبسط، والأقل دعاية، والأقل إلحاحا على الناس، فضلا عن أنها كافحت شراء أصوات الناخبين لأنها تعتبره إهانة كبرى ليس فقط للمرشح بل للناخب، حيث تراه لونا من "الدعارة الانتخابية"، لأن بيع الصوت لا يقل مهانة عن بيع الجسد، وفق وصفها.

وأعربت عن تعجبها من تراجعها في الجولة الثانية للانتخابات، وخروجها من السباق الانتخابي، قائلة: "أفخر أنني لم أشتر صوتا، ولم أوهم صوتا، أو ناخبا.. فبيع الصوت أسوأ وأكثر مهانة من بيع الجسد.. ونفسي أن لا يهان المصري بشراء صوته".

وتابعت: "أنا مش منزعجة من النتيجة، فقد سعيت لدخول البرلمان، وتحويل الحلم لحقيقة، لكن خارج البرلمان مقالي برلماني، ولكن إزاي (كيف) من المركز الأول في الجولة الأولى، للثالث في الإعادة.. هناك علامات استفهام كبيرة".

واعتبرت الكاتبة الصحفية - في تدوينة لها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الأربعاء - أن الشائعات "الكذوب" وصلت في تشويه صورتها أمام من لم يقرأها، وحصلوا على كراسي البرلمان، مردفة أنها "نجت بنفسها بعيدا عن دنيا قبح المصالح، والشر المجاني"، بحسب قولها.

وقبل جولة الإعادة قالت ناعوت، في سلسلة من التغريدات عبر حسابها على موقع "تويتر": "للمرة الأخيرة، لم أقل يوما يسقط حكم العسكر، بل انتقدت تسليم المجلس العسكري للإخوان، في فترة ملتبسة على الجميع".

والأربعاء (اليوم الثاني بجولة الإعادة) كتبت ناعوت: "اليوم سيبدأ بيع الأصوات على رؤوس الأشهاد أمام أبواب المدارس.. على الشرفاء أبناء مصر الحقيقيين أن ينزلوا، ويدلوا بأصواتهم الحرّة لمن يستحق لكي نقاوم تلك الآفة الرهيبة، ونفوّت الفرصة على المال السياسي، ويدخل البرلمان من يستحق، وليس من يملك المال، ويمتلك صفاقة وبجاحة إهانة الفقراء بشراء أصواتهم".

ومن جهته، قال مسؤول حملتها الانتخابية، خالد عوض: "لم يحالفنا الحظ في الانتخابات، وخضنا جولة الإعادة بشرف، وانتصرنا لقيمنا ومبادئنا ومؤيدينا الشرفاء، ولم ننفق الملايين على الدعاية وشراء الأصوات، مثل أغلب المرشحين الناجحين".

وتابع في صفحته على "فيسبوك": "حاجة غريبة جدا أن اللجنة العليا للانتخابات تعترف بظاهرة المال السياسي، وشراء الأصوات، ولم تضع أي عقوبة لها.. يعني الوطن بيتسرق قدام عنيهم، والمرشحين شغالين، وبينجحوا بشراء الأصوات، واللجنة العليا والدولة لم تتخذ أي قرار بشأنهم.. يرضيك كده يا سيسي مش إنت رئيس الدولة ديه؟".

وكانت اتهامات لاحقت فاطمة ناعوت بأنها هتفت من قبل "يسقط حكم العسكر"، وأعلنت مناهضتها للمجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير، لكنها نفت ذلك بشدة، مشيرة إلى تاريخها الحافل في عداء الإخوان والإسلاميين، ودعمها 30 يونيو.

لكن رئيس تحرير صحيفة "الوطن"، الموالية للسيسي، محمود الكردوسي، هاجم ناعوت، قائلا: "الناعوتة الطائفية فاطمة بنت محمد البرادعي، غافلت مصر الجديدة - مسقط رأس ثورة 30 يونيو - وتصدرت المرحلة الأولى بـ40 ألف صوت، وعلقة سخنة في نادي هليوبوليس لأنها طالبت بعودة الندل".

وتساءل الكروسي: كيف انخدع الأقباط - وقود هذه الثورة - في "ينايرجية" مخادعة تجرأت على جيش مصر، وهتفت بسقوطه؟، من "وفد" البدوي إلى "مصريين ساويرس الأحرار"، مرورا بالتطاول على دينها ولغتها، حجزت "مرشحة الفتنة الطائفية" فرصة في برلمان "30 يونيو"، ممثلة لكل "نواعيت يثكت يثكت حكم العثكر".. تصدقي - لامؤاخذة - بالله: خسارة فيكِ اسم "فاطمة".

لكن فاطمة ناعوت، ردت على الكردوسي، غاضبة في رد نشرته صحيفة "الوطن"، الخميس، قائلة: "رقم هاتفي كان على مرمى ضغطة زر من هاتفه ليسألني، وأبيّن له حقيقة ما ذُكر من أكاذيب وشائعات لا تليق إلا بجليسات الأعتاب.. وجوجل أيضا  كان على مرمى ضغطة زر من إصبعه ليطالع مقالاتي التي تساند الجيش المصري منذ خمسة عشر عاما، وتنتقد مواقف البرادعي المشينة في حق مصر، عكس ما افترى على قلمي، مدعيا أنني هاجمت الجيش، وناصرت البرادعي".

وأضافت: "قال لي الكردوسي في رسالته: إذا حاول كل كاتب أن يستوثق مما سيكتب عنه، فلن يكتب، وهنا أضع ألف علامة تعجب، وأبكي على المهنية التي انتحرت عند قلم كاتب يطلق الكلام على عواهنه كما يفعل الأطفال والبسطاء، وكما كتب: خسارة فيكي اسم فاطمة، أقول له: خسارة فيك اسم كاتب".

وخاضت فاطمة ناعوت، جولة الإعادة في الانتخابات بدائرة مصر الجديدة والنزهة، بعدد حصولها على 39 ألفا و540 صوتا، يليها مدحت الشريف بـ24 ألفا و363 صوتا على المقعد الفردي، ما رشحها لتحقيق فوز مستريح في الإعادة.

لكن رئيس اللجنة العامة للانتخابات بدائرة النزهة ومصر الجديدة، محمد الفقي، أعلن مساء الأربعاء، فوز مدحت الشريف وكريم سالم بمقعدي الفردي للدائرة.

وأظهرت نتائج الفرز حصول الشريف على 43 ألفا و 382 صوتا وكريم سالم على 36 ألفا و 936 صوتا، وحصول فاطمة ناعوت على 31 ألفا و686 صوتا، وزين السادات على 16 ألفا و318 صوتا.                    

وفاطمة ناعوت، شاعرة وكاتبة صحافية من مواليد القاهرة في 18 أيلول/ سبتمبر 1964، وهي مهندسة معمارية وأديبة ومترجمة مصرية، وكاتبه صحفية وحقوقية.

وترجمت عشرات الروايات والكتب، ولها 19 كتابا، كما أنها مولعة باللغة العربية الفصحى، وتجيد التعبير بها، إلا أنها من المؤمنين بشدة بهوية مصر الفرعونية.
التعليقات (2)
واحد من الناس .... لا كدة عاجب ولا كدة عاجب
السبت، 05-12-2015 09:43 ص
ساهمت ناعوط في الانقلاب على مرسي و اغتالت الديموقراطية .... و لم تكن تعرف انها مجرد حشرة في منظومة الانقلاب ... و الآن عرفت الحقيقة لتنقلب على ديموقراطية الانقلاب
نبيل زيدان
الخميس، 03-12-2015 06:45 م
خلاص يا ناعوت خلى هوية مصر الفرعونية تنفعك. هل رأيت عاقبة التخاذل والانبطاح؟ ماذا جنيت من معاداة الدين الإسلامي؟ بعض المال؟ وأيه يعنى؟