صحافة دولية

إلموندو: للقضاء على تنظيم الدولة يجب دعم قوة عربية سنية

تقول الصحيفة إن أنظمة ديكتاتورية في المنطقة لايمكن أن تهزم التنظيم - أرشيفية
تقول الصحيفة إن أنظمة ديكتاتورية في المنطقة لايمكن أن تهزم التنظيم - أرشيفية
قالت صحيفة إلموندو الإسبانية إن ظهور تنظيم الدولة هو نتيجة لأخطاء تاريخية ارتكبها الغرب، وسياسات ديكتاتورية في الدول العربية، وأن الحل الأفضل للقضاء على هذا التنظيم هو دعم قوة عربية سنية في مواجهته.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بينما يواصل عناصر تنظيم الدولة زرع الرعب والدمار في شوارع أوروبا، ويطلقون دعواتهم لقتل "الصليبيين"، يبدو الانتصار على هذا التنظيم الدموي في سوريا والعراق أمرا معقدا جدا، وبعيد المنال في الوقت الحاضر.

وأضافت أن نجاح هذا التنظيم في بسط سيطرته على أجزاء مهمة من سوريا والعراق، يعود أساسا إلى سلسلة من الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها القوى الغربية، والسياسات الفاشلة التي اعتمدتها الديكتاتوريات العربية لعقود من الزمن، وهو ما أدى إلى تغذية التطرف وتمكين الإرهاب من أن تكون له هيكلة وتنظيم محكم، ما يعقد مهمة مواجهة هذا الخطر في الوقت الحالي.

 ونقلت عن الباحث السياسي الأمريكي جيم برغر، مؤلف كتاب "حكم الرعب" الذي يتناول صعود تنظيم الدولة وتجاوزه خطورة وقدرات تنظيم القاعدة، قوله: "ليست هنالك طريقة مضمونة لهزم هذا التنظيم، ولكن أفضل حل هو أن تقوم دول المنطقة بالأخذ بزمام الأمور، والتوحد والدخول في مواجهة مباشرة معه في مناطقه، رغم أنني لست واثقا من قدرتها على القيام بذلك".

واعتبرت الصحيفة أن الدور الذي أدّته الدول العربية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة حتى الآن؛ يوضح سبب تشاؤم هذا الباحث، فقبل سنة انضمت دول المنطقة للتحالف الدولي وأبرزت دورها في العمليات بطريقة استعراضية، من خلال إرسال طائراتها لقصف مواقع التنظيم، ولكنها اليوم تبدو غائبة تماما عن هذا الصراع.

فالمملكة العربية السعودية شنت آخر غاراتها ضد مواقع التنظيم في أيلول/ سبتمبر، كما أن الطيران الحربي الأردني توقف أيضا عن القيام بطلعات، وطائرات الكويت لم تحلق في سماء المنطقة منذ شباط/ فبراير، والإمارات أيضا أوفقت عملياتها بعد شهر. 

وأضافت الصحيفة أن هذه الدول انشغلت بالصراع اليمني، حيث أطلقت في أواخر أذار/ مارس حملة جوية في اليمن، بقيادة السعودية، لوقف زحف المليشيات الحوثية الشيعية، وصد توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، ومنذ ذلك الوقت انشغلت هذه الدول بالصراع الطائفي ونسيت التزامها تجاه خطر تنظيم الدولة، كما تقول الصحيفة.

واعتبرت الصحيفة أن تعقيد الحسابات وتقاطع المصالح والتحالفات في المنطقة أدى لتأزيم الوضع، ونقلت في هذا السياق عن بيرغر قوله: "هنالك العديد من الخصومات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، بين الدول التي يفترض أنها تقف ضد تنظيم الدولة، خاصة بين تركيا وإيران والسعودية، كما أن الصراع المزمن بين السنة والشيعة يعطل التوصل لاتفاق، وبالتالي فإن أفضل طريقة لهزم تنظيم الدولة في الوضع الحالي، هو المساعدة على تشكيل قوة سنية مشتركة، من أجل استعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم".

وأشارت الصحيفة إلى أن هنالك عدة عوائق تقف في طريق هذه الفكرة، من بينها أن الحكومة العراقية مثلا سترفض بلا شك وضع السلاح الذي تسلمته من الولايات المتحدة بين أيدي هذه القوة السنية.

ونقلت عن رمزي مارديني، الباحث في مركز دراسات الأطلسي بواشنطن، أن "هناك حلا آخر يمكن تنفيذه في سوريا، وهو توقيع الولايات المتحدة وروسيا لاتفاق، أما في العراق فإن الولايات المتحدة وإيران هما اللتان بإمكانهما الدفع نحو إيجاد الحلول".

وقالت الصحيفة إن عددا من المحللين يحذرون من التعويل في مهمة دحر تنظيم الدولة على أنظمة ديكتاتورية، لطالما قامت بخنق شعوبها وقمع تطلعاتها نحو الحرية، وهو ما أدى إلى دفع الشباب المهمش نحو براثن التطرف والعنف.

وهذا ما يؤكده الكاتب الفرنسي جون بيار فيلو، في كتابه "من الدولة العميقة إلى الدولة الإسلامية"، الذي قال فيه إن "رجال الدولة العميقة في الأنظمة الديكتاتورية أدّوا دورا كبيرا، بالتنسيق مع تنظيم الدولة، في سحق تطلعات شعوب المنطقة نحو الديمقراطية".

وذكرت الصحيفة في السياق نفسه أن الأجهزة الأمنية في سوريا ومصر تلاعبت بالشباب المتطرف لإفساد الربيع العربي، وقامت بتحرير السجناء المتشددين وغض النظر عن المسلحين، وساهمت في صعود التيار السلفي المتشدد لإقناع الغرب بأن دعم الديكتاتورية أفضل وهو الحل الوحيد".
1
التعليقات (1)
حسن
الأحد، 22-11-2015 02:53 م
والله جاتك الموت يا تارك الصلاة.. هذا المثل يعبر عن حقيقة الوضع الذي يتواجد فيه الغرب اتجاه المارد الاسود القادم من اقاصي الارض وادانيها.. الوا ال دعم السنة السبيل الوحيد لمحاربة الدولة.. يتعلقون باي قشة وقد اضحوا في حيص بيص.. مادا يفعلون.. يلطمون وجوههم ولا استبعد للاوربيين ان يدخلون قريبا في نوبة تطبير يجدبون وينحون في هيستريا مرعبة على الوضع الذي الوا اليه..

خبر عاجل