ادعت وكالة "تسنيم"
الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن قناة "
الجزيرة" الإخبارية تأسست "على يد أخوين إسرائيليين، بمعاونة سياسيين عراقيين خونة زودوها بمعلومات مضللة"، وذلك نقلا عما أسمته "مصادر سياسية" لم تسمها.
وزعمت "تسنيم" أن الأخوين الإسرائيليين ديفيد وجان فرايدمان هما اللذان أسسا القناة، لتكون "منبرا للتنظيمات الإرهابية والتكفيرية للعراق"، مشيرة إلى بث الجزيرة "تقريرا تضمن إساءات لقوات الحشد الشعبي، وتمجيدا مستترا لنظام الطاغية المقبور صدام"، دون أدلة على مزاعمها.
وتابعت الوكالة بأن القناة "تناولت اتهامات كيدية تناولها التقرير لبعض الشخصيات السياسية
العراقية، التي وقفت بوجه المخططات القطرية في الدعم الانتقائي لجهات محلية على أساس المذهب، إضافة إلى دعم التنظيمات المسلحة"، في إشارة إلى برنامج "الصندوق الأسود" الذي بثته الجزيرة، وكشف عن سعي رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري
المالكي إلى اغتيال علماء عراقيين بالتعاون مع الموساد.
وبحسب "مصادر سياسية" لم تسمها "تسنيم"، ادعت الوكالة الإيرانية أن تقرير الجزيرة "كُتب بالمال العراقي، وبتعاون مع جهات متهمة بدعم الإرهاب، فبركت الوثائق، وسوّقت الأكاذيب على أنها حقائق، وهي تفتقد للمصداقية والأدلة المقنعة"، بحسب تعبيرها.
وواصلت الوكالة مزاعمها بأن "تقرير القناة القطرية تم إعداده بالتعاون مع شركة كيوتل للاتصالات القطرية وشركة آسيا سيل للاتصالات في العراق، العائدة في حصص كبيرة منها لقطر"، لافتة إلى أن "قطر امتلكت القدرة على التنصت والتجسس بسهولة داخل العراق، واطلعت على الكثير من إسراره ومعلوماته بعد أن استحوذت على الشركة بشرائها 60% من أسهمها في العراق".
وأضافت أن "التقرير الذي بثته الجزيرة هدفه التسقيط السياسي بعد تحريف المعلومات التي حصلت عليها القناة القطرية عن طريق صاحب شركة آسيا سيل، فاروق ملا مصطفى، بالتعاون مع كيوتل القطرية وشخصيات سنية داعمة للإرهاب، منها وزير التخطيط سلمان الجميلي الذي زار قطر مؤخرا، وسرب معلومات بحوزته إلى المخابرات القطرية".
وتابع المصدر الذي لم تسمه "تسنيم" بأن "الجزيرة اتصلت بكل من رجل الأعمال خميس الخنجر، المعروف بدعمه للإرهاب، وبالسياسي الهارب المدان بالإرهاب طارق الهاشمي، وبمثنى الضاري، حيث تعاونوا معها في رفد التقرير بالمعلومات المضللة"، فيما يراه مراقبون "اتهاما انتقائيا مبنيا على المذهب، إذ إن كل متهمي الوكالة من الطائفة السنية"، وهو ما انتقدته "تسنيم" في تقرير الجزيرة.
وكانت قناة الجزيرة بثت مؤخرا وثائقيا بعنوان "نوري المالكي.. الصورة الكاملة"، كشفت من خلاله دور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ملفات أمنية، منها علاقته بفرق موت تابعة للموساد الإسرائيلي وإيران.
واعتمدت القناة في الوثائقي على ملفات كثيرة، منها ما صدر عن مكتب المالكي ويحمل توقيعه الخاص، وتكشف الملفات عن انتهاكات أمنية خطيرة في فترة تولي المالكي لرئاسة الحكومة بين عامي 2006 و2014. بالإضافة إلى وثائق أخرى تتهمه بالتعاون مع الموساد لتصفية علماء نوويين وطيارين عراقيين.
وأثار الفيلم موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى درجة طالب فيها نشطاء بمحاكمة نوري المالكي على "جرائمه"، ومنهم من اعتبر ما جاء في الوثائقي مجرد غيض من فيض.