سياسة عربية

لواء متدين في الجيش الإسرائيلي يتعمد التنكيل بالفلسطينيين

سجّل عدد الملتحقين بالجيش الإسرائيلي من الحريديم في السنة الجارية ارتفاعا ملحوظا - أرشيفية
سجّل عدد الملتحقين بالجيش الإسرائيلي من الحريديم في السنة الجارية ارتفاعا ملحوظا - أرشيفية
كشفت مصادر صحافية إسرائيلية، النقاب عن أن لواء عسكريا جميع جنوده وضباطه من التيار الديني الحريدي المتشدد، مسؤول عن معظم عمليات التنكيل التي تعرض لها الفلسطينيون منذ اندلاع انتفاضة القدس، سيما في شمال الضفة الغربية.

وفي تقرير بثته مساء الجمعة، نوهت شبكة الإذاعة العبرية الثانية "ريشيت بيت" إلى أن جنود وضباط ما يعرف بـ"لواء الناحل الحريدي" يقومون بعمليات تنكيل فظيعة بالمدنيين الفلسطينيين أثناء قيامهم بتنفيذ عمليات الاعتقال والمطاردة في المدن والبلدات والقرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينية في الضفة الغربية.

ونوهت الإذاعة إلى أن الجنود يعكفون على الاعتداء على كل من يقابلونه أثناء تنفيذهم عمليات الاغتيال، وضمن ذلك نساء وكبار السن وأطفال.

وأشارت الإذاعة إلى أن الجنود "الحريديم" يرتكبون هذه الاعتداءات أمام ناظري ضباط جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) الذين يتولون قيادة حملات الاعتقال، وفي كثير من الأحيان بتشجيع منهم.

وأكدت الإذاعة العبرية أن قيادة المنطقة الوسطى على علم بممارسات عناصر اللواء، لكنها حتى الآن لم تحرك ساكنا.

يذكر أن لواء "الناحل الحريدي" هو من ألوية المشاة في الجيش، وقد تشكل قبل 15 عاما فقط، وينضم إليه جنود من التيار الديني "الحريدي"، الذي عادة لا يخدم أفراده في الجيش.

وذكر الصحافي أمنون أبراموفيتش، أن قيادة الجيش تبدي تساهلا إزاء ممارسات وجرائم هذا اللواء من أجل تشجيع المزيد من عناصر التيار "الحريدي" على الانضمام للخدمة العسكرية.

وفي تعليق له خلال النشرة الإخبارية المسائية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، نوه أبراموفيتش إلى أن قيادة الجيش "تدلل" ضباط وجنود هذا اللواء بشكل يمس "بأخلاقيات الجيش"، مشيرا إلى أن هذا اللواء ارتكب فظاعات خلال انتفاضة الأقصى.

يشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية رصدت خلال انتفاضة الأقصى قيام عناصر هذا اللواء بالتمثيل بجثث المقاومين الفلسطينيين الذين سقطوا في مواجهات مع الاحتلال أو بعد تنفيذهم عمليات.

وفي سياق متصل، كشف تقرير خاص نشرته مجلة "بمحانية"، التي يصدرها الجيش الإسرائيلي أن العقدين الماضيين، وتحديدا منذ مقتل رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، إسحاق رابين، شهدا ارتفاعا هائلا في عدد الجنود المتدينين من التيار الصهيوني الديني، المؤيد للاستيطان والمعارض لفكرة
دولة فلسطينية.
 
ونقلت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر أمس الجمعة عن "بمحانيه" قولها، إن ارتفاعا بنسبة 30% طرأ على عدد الشباب اليهودي المتدين الذي ينضم للوحدات القتالية في السنة الأخيرة، مع تأكيد التقرير على اختراق المتدينين سلما للقيادة العسكرية العليا للجيش الإسرائيلي.

ونوه التقرير إلى ارتفاع نسبة عدد الجنود المتدينين الذين التحقوا بمسارات تدريب وتأهيل الضباط والتي تضاعفت ثلاث مرات لتصل إلى 38%.. ونتيجة لذلك فقد ارتفعت أيضا نسبة أتباع التيار الديني الصهيوني في صفوف قيادة الوحدات القتالية منذ عام 2007 بشكل كبير أيضا، وأصبحوا بنسبة واحد من كل ثلاثة قادة عسكريين من التيار الديني الصهيوني، بعدما كانت النسبة واحدا إلى ستة.

وعلى مستوى الجنود العاديين، فقد بات واحد من كل ثلاثة جنود مقاتلين، من المتدينين الصهيونيين بعدما كانت النسبة تساوي 1 من كل 50 جنديا في سنوات التسعينيات، بحسب التقرير.
التعليقات (0)