اشتكى مواطنون من ناحية عامرية
الفلوجة في محافظة الأنبار
العراقية من قيام
مليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية المتمركزة على طريق معبر بزيبز (باتجاه بغداد)، قرب عامرية الفلوجة، بعمليات خطف متكررة للمدنيين، حيث اختفى العشرات عند المرور عبر هذه النقطة.
وفي حديث خاص بـ"عربي 21"، قال الضابط في شرطة عامرية الفلوجة عمر الشهابي: "نتلقى الشكاوي منذ أكثر من شهرين على هذه السيطرة التي يتمركز فيها الحشد الشعبي متمثلا بسرايا السلام وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، بعد انسحابهم من بعض مواقعهم في محيط عامرية الفلوجة، ليتمركزوا على هذه الطريق الاستراتيجية؛ حيث يقومون باعتقال المواطنين دون أي مذكرات اعتقال أو أسباب تدعو لذلك".
ويرى الشهابي أن هذه الممارسات تأتي في إطار "حملة انتقامية منظمة ضد أهالي عامرية الفلوجة الذين رفضوا دخول الحشد للناحية أكثر من مرة"
ويضيف الشهابي: "هذه السيطرة ومن يقف فيها لم يكتفوا بخطف المدنيين، بل قاموا باعتقال بعض الضباط والعسكريين، ولا نعلم مصيرهم حتى الآن".
وأكد الشهابي، في معرض حديثه لـ"عربي21"، مشاهدته "عددا من الذين تم إطلاق سراحهم من قبضة فصائل الحشد الشعبي بعد دفع ذويهم الفدية، وهم في حالة صحية متردية جدا نتيجة سوء المعاملة التي تلقوها والتعذيب النفسي والجسدي في معتقلات تلك الفصائل، وهي معتقلات خارج الإطار الرسمي"، بحسب قوله.
من جانبه، يروي أحد سكان القرى المحيطة بعامرية الفلوجة، في حديث مع "عربي21"، حادثة
اختطاف أحد أبنائه من قبل عناصر الحشد الشعبي المتواجدين "في نقطة تفتيش تبعد عن منزلي مئات الأمتار فقط، عندما كان متوجها إلى بغداد لإنجاز بعض المعاملات الرسمية في وزارة التربية". وذكر أنه بعد معاناة طويلة ورحلة بحث عنه "فوجئنا بسيارة فيها عدة أشخاص أبلغونا بأن ابني موجود في أحد المعتقلات ببغداد".
ويضيف المواطن أنهم عرضوا عليه "الإفراج عنه دون عرضه على المحكمة بتهم تتعلق بالإرهاب مقابل 10 آلاف دولار، وبعد تسليمهم المبلغ بعدة ساعات عاد ابني إلى البيت، وهو في حالة صحية متردية جدا"، بحسب قوله.
ويذكر والد المختطف أن هناك "سبع حالات اختطاف من عناصر نقطة التفتيش ذاتها، مشابهة لحالة ابني، وقدمنا شكاوى إلى مديرية شرطة ناحية عامرية الفلوجة التي لم تتخذ أيّ إجراء على الإطلاق، بحجة أن تلك الفصائل مدعومة من جهات عليا، ولا يمكن محاسبتها من قبل أي جهة"، وفق ما يرويه هذا المواطن.
وردا على ادعاء المواطن بعدم اتخاذ مديرية شرطة ناحية عامرية الفلوجة أيّ إجراءات بشأن حوادث الخطف المتكررة، يقول الضابط عمر الشهابي: "لقد أبلغنا قيادات الحشد بخطاب رسمي أن نقطة التفتيش هذه لا ضرورة لها، وأننا أعددنا قائمة باسم كل شخص تم اعتقاله واختفاؤه، وسنحملهم المسؤولية قانونيا عن مصير كل المعتقلين والمختطفين".
ويضيف الشهابي أن قيادة شرطة الأنبار قامت بتشكيل لجنة تحقيق، لكن حتى اللحظة لم تصل هذه اللجنة من مقر قيادة شرطة الأنبار في قضاء الخالدية".
وفي ختام حديثه مع "عربي 21"، دعا الضابط الشهابي ما أسماها "المليشيات" إلى التوقف عن "أعمال العصابات المنظمة والتكسب من خطف الأبرياء تحت مسمى الاشتباه بممارسة أو دعم الإرهاب"، على حد قوله.