سياسة عربية

3 صحف مصرية: برلمان التسالي غير شرعي ولا يمثل الشعب

البرلمان الجديد عزاء للتجربة الديمقراطية في سرادق خال من المعزين ـ أرشيفية
البرلمان الجديد عزاء للتجربة الديمقراطية في سرادق خال من المعزين ـ أرشيفية
واصلت ثلاث صحف مصرية، السبت، هجومها اللاذع على البرلمان المرتقب تشكيله في مصر، وذلك صبيحة إعلان نتيجة المرحلة الأولى للانتخابات، السبت، واصفة إياه بأنه برلمان "التسالي واللب"، مؤكدة أنه لا يمثل الشعب، وأنه "فاقد الشرعية"، وأنه "يدخل مصر في متاهة العودة إلى ما قبل ثورة 25 يناير".

الصحف هي "الدستور" و"المقال" و"صوت الأمة"، ويرأس مجلس إدارة الأولى رجل العمال القبطي المتطرف رضا إدوارد، ويرأس تحرير الصحيفتين الأخريين كل من الإعلاميين الموالين لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي: إبراهيم عيسى، وعبدالحليم قنديل.

الهجوم الذي شنته الصحف الثلاث على البرلمان المزمع تشكيله ليس وليد اليوم، ولكنه امتداد هجوم متواصل عليه طيلة أيامها الأخيرة، كما يأتي في سياق صحفي عام يتسم بالضجر إزاء هذا البرلمان، ويعج بمقالات رأي تهاجمه بضراوة.

لا يمثل الشعب
"الدستور" قالت في مانشيتها السبت: "سياسيون: برلمان 2015 لا يمثل الشعب".

وشددت على أن "النواب الجدد لم يحصلوا على "الشرعية"، وأن "الشباب والرجال والمرأة والمثقفين غابوا تماما عن المشاركة الانتخابية، محذرة من أن تجريف الحياة السياسية من كوادرها أمر خطير للغاية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه باعتراف اللجنة العليا للانتخابات انعدم تصويت المصريين في الخارج، مضيفة أن هناك عشر دول لم يصوت فيها أحد بجولة الإعادة، وأن 19 ألفا و835 ناخبا فقط من المصريين، هم الذين أدلوا بأصواتهم.

وفي الصفحة الخامسة ذكرت الصحيفة أن"خبراء في الشأن السياسي" ذهبوا - في تصورهم لبرلمان 2015 - إلى أنه "لا يمثل قطاعات الشعب المختلفة"، خاصة بعد نسبة المشاركة الضعيفة من الناخبين، وغياب معظمهم عن لجان الاقتراع.

وأضافت أن الخبراء رأوا أن رموز الرئيس الأسبق (المخلوع) حسني مبارك، وأصحاب رؤوس الأموال، سيكون لهم الغلبة والسيطرة والكلمة العليا تحت قبة البرلمان، الذي كان يعول عليه الكثير، كونه أكثر برلمان يحصل على صلاحيات بموجب الدستور، وفق الصحيفة.

برلمان"لبوتسالي"

"صوت الأمة" هي الأخرى وصفت البرلمان الجديد بأنه "برلمان لب وتسالي"، مشيرة إلى استحواذ رجل أعمال مبارك السابق، أمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل، أحمد عز،على "كوتة" (حصة) أكبر من كتلة رجل الأعمال القبطي، مؤسس حزب "المصريين الأحرار"، نجيب ساويرس.

واستمر رئيس تحرير الصحيفة، عبد الحليم قنديل، في فتح النار على هذا البرلمان، قائلا إنه حذر مبكرا جدا من "تفليل" ظاهرة السيسي، وإنه كان يجب على السيسي أن يقدم على "مذبحة مماليك" للبيروقراطية الفاسدة، ومليارديرات المال الحرام، لكن السيسي تردد فلم يفعل، وكانت المحصلة أن أُحيط به، وانحصرت دوائر اختياراته للحكومة والمحافظين من الخزان البيروقراطي الأمني العفن ذاته، بما يحول السلطة إلى فوضى، ومتاهة، وفق قوله.

وشدد قنديل على أنه "برلمان لا يمثل أحدا سوى طبقة الواحد بالمائة الناهبة الغاصبة، وهو ما قد يعني سد الطريق أمام التغيير بالبرلمان حتى إشعار آخر"، مضيفا أنه لم يعد بوسع سواد المصريين أن يصبروا أكثر.

وتابع: "عندما يتكلم الشعب المصري فلابد أن تصمت أصوات الجهالة والهرتلة ومحاولات التهوين البائس من دلالة ما جرى في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، وهو ما سيجري مثله في المرحلة الثانية، فلم يكن الأمر مجرد مقاطعة تلقائية واسعة، ضمت ثلاثة أرباع الناخبين، بل كانت عملية عصيان مدني على طريقة "خليك في البيت"، شاركت بها عشرات الملايين من الناس.

واختتم قنديل مقاله بالقول إن المحصلة مع تردد السيسي وتهافت البرلمان تبدو ظاهرة، فلا يوجد شعب تتجمد حركته السياسية والاجتماعية تماما.

وتوقع أنه "مع انسداد السبل أن تعود الحركة المصرية الاجتماعية بالذات إلى الميدان من جديد، وأن تتداعى إلى الشارع والمصانع وأماكن العمل موجة إضرابات ومظاهرات واحتجاجات اجتماعية جارفة، وأن ترتسم ملامح اضطراب متزايد على خرائط الوضع المصري، لن يكون بالوسع قمعها بتخويف الأمن، وسنكون وقتها بصدد تحول الغضب الصامت على طريقة مقاطعة الانتخابات إلى غضب ناطق، فلم يعد بوسع سواد المصريين أن يصبروا أكثر".

وأشار إلى أن الشعب المصري لن يقبل "أن تعود مصر سيرتها الأولى، وأن يعود الذي كان حاكما غاصبا سارقا فوق الرؤوس من جديد"، وفق وصفه.

"شكر الله سعيكم" في الديمقراطية
من جهتها، قالت جريدة "المقال": "لنعرف جميعا أننا ضعنا في الطريق، نعم دخلنا متاهة العودة إلى ما قبل خمسة وعشرين يناير".

وسخر رئيس تحريرها، إبراهيم عيسى من الانتخابات، وما أفرزته من نواب فائزين، في مقال حمل عنوان: "مصر الحائرة بين محجوب عبد الدايم وعلي طه"، وهما شخصيتان في فيلم "القاهرة 30".

في السياق نفسه، تساءلت الصحيفة: "كيف نصدق وعود الرئيس أنه لا عودة إلى ما قبل 25 يناير بينما ما قبل 25 يناير عاد إلينا بشحمه، ولحمه؟".

وسخرت "المقال" من برلمان "لا عودة لما قبل يناير" بينما عاد 82 من أعضاء الحزب الوطني المنحل إليه، ولم يحتو "برلمان الشباب" سوى على 18 شابا، مؤكدة أن "البرلمان القادم فاقد الشرعية من أول يوم".

وكان عيسى قال في مقاله بالجريدة نفسها، الجمعة - تحت عنوان "شكر الله سعيكم"، مخاطبا القارئ: "أستطيع أن أقول لك مع نهاية المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، بمنتهى الأمانة، ورضا الضمير: "شكر الله سعيكم.. إنه عزاء للتجربة الديمقراطية في سرادق خال من المعزين".
التعليقات (0)