سياسة عربية

استطلاع رأي: كيف ينظر المصريون لوضعهم ومحيطهم وللإخوان؟

حاز تنظيم الدولة على أكثر التقديرات المعارضة في الاستطلاع - أرشيفية
حاز تنظيم الدولة على أكثر التقديرات المعارضة في الاستطلاع - أرشيفية
عكس استطلاع رأي في مصر وجهة نظر عيّنة وطنية غير إيجابية للغاية تجاه قائمة كاملة من الحكومات والحركات السياسية الفاعلة في الشرق الأوسط، سواء من داخل المنطقة أو خارجها. 

وطبقا لما جاء في تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كتبه الباحث في المعهد، ديفيد بولوك، فإن الاستطلاع أجرته شركة عربية تجارية رائدة في أواخر آب/ أغسطس، وأوائل أيلول/ سبتمبر، شمل عينة مؤلّفة من ألف مصري راشد، مع ضمانات صارمة بالتزام السرّية.

وفي توضيح عن الاستطلاع، قال الباحث: "إنه خلافا لمعظم الاستطلاعات المصرية الأخرى، تُعدّ هذه العيّنة ممثلة تمثيلا كاملا لمجمل السكّان المصريين الراشدين، فعلى سبيل المثال، 93 بالمئة هم مسلمون و7 بالمئة هم مسيحيون أقباط، ونصفهم تحت سنّ الخامسة الثلاثين، وثلثهم فقط أكمل المدرسة الثانوية. 

كما وُزّعت العيّنة بشكل نسبيّ في جميع أنحاء البلاد: 20 بالمئة في القاهرة الكبرى/ حلوان/ الجيزة/ مدينة السادس من أكتوبر، و6 بالمئة في الإسكندرية، وثلاثة أرباع موزّعة على الدلتا، وصعيد مصر، ومنطقة قناة السويس، ومناطق مصرية أخرى حضرية وريفيّة".

ووفقا للتقرير، فقد تطرق الاستطلاع إلى "الرأي العام تجاه سياسات الحكومة المصرية نفسها التي تحصد تقييم "إيجابي جدّا" (48 بالمئة) أو "إيجابي إلى حدّ ما" (24 بالمئة) على الأقلّ".

واستنادا للاستطلاع، فقد عبّر غالبية المصريين (64 بالمئة) المستطلعة آراؤهم عن وجهة نظر معارضة لـ"الإخوان المسلمين". ولكن بالرغم من حملة حكومة السيسي الشرسة ضدّ "الجماعة"، قال حوالي ثلث المصريين، بصورة غير علنية، إنّهم يتمتّعون بوجهة نظر إمّا "إيجابية جدّا" (10 بالمئة) أو على الأقل "إيجابية إلى حدّ ما" (19 بالمئة) حيالها. وقال 5 بالمئة إنّهم يرفضون الإجابة عن السؤال أو لا يعرفونها. ولم تتغيّر هذه الأرقام كثيرا خلال العام الماضي".

وحول سؤال آخر في الاستطلاع حول فهم الإسلام،، قال خمس المصريين فقط: "إنّ تفسير الإسلام بطريقة أكثر اعتدالا أو تسامحا أو حداثة يشكل فكرة جيّدة، في حين يرفض ثلاثة أرباع المصريين تلك الفكرة".

أما تنظيم الدولة، فقد حاز على أكثر التقديرات المعارضة في الاستطلاع، حيث كان 90 بالمئة "سلبيّ جدّا"، بالإضافة إلى 3 بالمئة "سلبيّ إلى حدّ ما"، كما تصدّر الصراع ضد التنظيم لائحة الأولويّات للحكومة، مع وضع 24 بالمئة من المصريين هذا الصراع في المرتبة الأولى من الأولويات لمصر و29 بالمئة في المرتبة الثانية من الأولويّات، بتقدم بفارق كبير ليس فقط عن سوريا أو إيران أو اليمن، بل عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أيضا.

وفي الملف السوري، عبّر المصريون عن وجهة نظر سيّئة بأغلبية كبيرة تجاه نظام الأسد: 56 بالمئة "سلبي جدّا" و28 بالمئة "سلبي إلى حدّ ما". ولكن 19 بالمئة فقط لا يريدون مساعدة المعارضة السورية على الإطلاق، ومجرد 4 بالمئة يؤيّدون تدخّلا عسكريّا مصريا مباشرا باسم المعارضة. وقال نصف عدد الذين شملهم الاستطلاع إنّه يتوجب على مصر إمّا "دعم الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية" (24 بالمئة)، وإما "الابتعاد التامّ عن الصراع السوري" (27 بالمئة).

ومن المفاجئ أنّ أقلّية كبيرة (17 بالمئة) فضّلت "تدخّلا عسكريّا تركيا لتهدئة الوضع في سوريا". لكن 15 بالمئة فقط أدرجوا الأزمة السورية في طليعة أولويّات مصر من ضمن لائحة تضمّ خمسة صراعات إقليمية حالية. وكان الصراع في اليمن هو الوحيد الذي احتلّ مرتبة متدنّية بنسبة 6 بالمئة.

وفي الشأن الروسي، قيّمت الغالبية الكبرى من المصريين، 79 بالمئة، السياسات الروسية الأخيرة في المنطقة بالسلبية. وأكّدت غالبية أكبر، 89 بالمئة، الأمر نفسه بالنسبة إلى إيران. وبفارق أكبر، توقّع الجمهور المصري تدهور العلاقات العربية الإيرانية (62 بالمئة) بدلا من تحسّنها (11 بالمئة) خلال السنوات القليلة المقبلة. لكن مع ذلك، اختلطت وجهات النظر حول الصفقة النووية الأخيرة مع إيران: فقد أكّد 42 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع أنّها صفقة جيّدة، فيما وصفها 35 بالمئة بالسيّئة، في حين أنّ 24 بالمئة لم يعطوا رأيهم حول الموضوع. وقال 15 بالمئة فقط إن "الصراع بين إيران والبلدان العربية" يجب أن يتصدّر لائحة الأولويّات الإقليمية لمصر اليوم.

وختم تقرير معهد واشنطن، في نقله عن نتائج الاستطلاع، بالإشارة إلى أن "ثلاثة أرباع المصريين المستطلعة آراؤهم أو أكثر، عبروا عن وجهة نظر معارضة للولايات المتحدة وقطر و"حزب الله"، بينما حصل لاعبون إقليميون رئيسيّون آخرون على تقديرات أفضل بقليل فقط: فقد حصلت حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية وتركيا وباكستان على نتائج سلبية في حدود الـ60 بالمئة. وربما ما هو مفاجئ أكثر هو حصول فرنسا والصين على نتائج مماثلة".
التعليقات (2)
ثروت
السبت، 24-10-2015 10:30 ص
بصراحة الروس اكبرعدو للاسلام والمسلمين
امير باسا
السبت، 24-10-2015 08:01 ص
استطلاع في بلد ليس فيها حرية تفتكر هيكون واقعي؟