سياسة عربية

معهد واشنطن: سلفية ضد حزب النور ويسمونه "سلفية ديمقراطية"

عدد من قيادات حزب النور السلفي - أرشيفية
عدد من قيادات حزب النور السلفي - أرشيفية
تناول معهد واشنطن في تقرير له "ظهور حزب في مصر مؤخرا، ما أطلق عليه اسم السلفيون الهادئون"، الذين يعارضون حزب النور السلفي في توجهاته القاضية بدخوله في السياسة البرلمانية، على حساب "المبادئ السلفية".

وجاء في تقرير الباحث في المعهد يعقوب أوليدورت، أن "السلفيين الهادئين، يهاجمون حزب النور والفصائل السلفية الأخرى، لسعيها في الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات النيابية التي ستنطلق مرحلتها الأولى في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، على حساب المبادئ السلفية التي منها التربية والدعوة".

وفي ذلك، ضرب الباحث مثالا، إذ استشهد بوصف الشيخ أحمد النقيب الذي يعدّ من أشد منتقدي حزب النور، حيث وصف النقيب  أعضاء الحزب بأنهم "سلفيين ديمقراطيين".

وأشار كاتب التقرير إلى أن النقيب المعارض للدخول في العمل السياسي على حساب التربية والدعوة، كان قد دعا في العدد الأول من مجلته الشهرية في أعقاب الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي، إلى إعطاء "دور نشط للشباب عن طريق توسيع معرفتهم بالشريعة الإسلامية، من خلال اتباع استراتيجية التصفية والتربية".

ودعم الباحث أوليدورت نظريته، بالاستدلال بانتقاد آخر صادر عن المتحدث باسم "الجبهة السلفية"، الجماعة التي انفصلت عن "الدعوة السلفية" المنظمة الأم لـ "حزب النور"، خالد سعيد، الذي وصف "حزب النور" بأنه يعتمد على مَصدرين في دعم الحزب، هما أموال الخليج والتعيينات الحكومية". 

وفي مقام آخر، انتقد فيه سعيد الحزب، ما جاء في مقال له ظهر على شبكة الإنترنت في 30 آب/أغسطس الماضي بعنوان "التنازلات التي قدمها حزب النور من أجل البرلمان"، قال سعيد في المقال: "إن الحزب لا يولي اهتماما للمصادر الإسلامية، بل إلى ما يمليه الحكام والممولون"، لافتا إلى أن "مواقف الحزب لا علاقة لها بمبادئ الشريعة الإسلامية".

وفي انتقاد ثالث، قدمه تقرير معهد واشنطن ضد الأحزاب السلفية، ما اعتبره صوتا أكثر تشددا في إدانة "حزب النور"، لوقوف الحزب مع حكومة السيسي على حساب المبادئ السلفية، فقد نبذ السلفي المصري ذو الميول الجهادية المقيم في قطر وجدي غنيم، الأحزاب السلفية، ووصفها بأنها "ليست سلفية حقا".

وطبقا لما ذكره التقرير، فإن انتقاد غنيم جاء في محاضرة ألقاها في 28 آب/ أغسطس الماضي بعنوان "السيسي الكافر ابن اليهودية يحارب الإسلام"، ندد من خلالها بـ"حزب الظلم"، في إشارة منه إلى "حزب النور".

ورأى الباحث أن "الأحزاب السلفية تتجه إلى المجال التربوي للترويج لبرامجها وإعادة تشكيل صورها كعوامل محفزة على "البناء والتنمية"، معتبرا أن "هذه الاستراتيجية، يتم تنفيذها  من هذه الأحزاب، بناء على خلفية بيان وزارة الأوقاف الصادر في 26 آب/أغسطس حول دعم حملة "لا للأحزاب الدينية".

وتابع إضافة إلى ذلك، بأن حافزا آخر يساعد في تنفيذ هذه الاستراتيجية من الأحزاب السلفية، وهو المبادرة الآنية من المؤسسة الدينية في الأزهر، لتهميش الفكر السلفي الصادر عن تنظيم، ويتم ذلك من خلال المطبوعات والشراكات مع الوزارات الوطنية والمعاهد التربوية.

واعتبر  الباحث أوليدورت أن "أسلوب الأحزاب السلفية في التركيز على التربية، هو استجابة واضحة للعداء المتزايد في المجال السياسي، لكنه قد يكون أيضا وسيلة لكسب منتقدي هذه الجماعات من السلفيين الهادئين".

ولكي تُظهر الأحزاب السلفية والإسلامية التزامها تجاه مؤيديها من مستوى القاعدة الشعبية، في الوقت الذي تعمل فيه على إقناع أكبر عدد من أفراد الجمهو،ر بأنها توجه مصر بعيدا عن العنف الناجم عن أعمال تنظيم الدولة، قال الكاتب: "إن هذه الأحزاب ذهبت إلى أبعاد مختلفة لتثقيف الطلاب حول الحاجة إلى بناء قيم صحيحة، والمساهمة في المجتمع الحديث، والحفاظ على القانون والنظام".

وواصل الكاتب حول التزامات الأحزاب السلفية، قائلا: "ألقى مؤخرا زعيم حزب النور يونس مخيون محاضرة أمام جمهور من طلاب المدارس الثانوية وتلاميذ تحفيظ القرآن الكريم، حول ضرورة غرس كل من المعرفة والأخلاق الحميدة، والعمل على حماية الدولة والحفاظ عليها موحدة".

ولفت أوليدورت إلى ما عكسته منشورات الجماعات المنتسبة لحزب النور، من قلق الحزب من تعزيز الفهم الصحيح لأيديولوجيتها، فعلى سبيل المثال، في مقالة نُشرت في 26 آب/ أغسطس الماضي من على موقع "الدعوة السلفية" "أنا السلفي"، بعنوان "براءة السلفية من التكفير"، أكد المؤلف محمد القاضي "براءة السلفية براءة تامة من المنهج الداعشي الذي انتشر في هذه الأوقات للأسف الشديد بين أبناء الصحوة؛ نتيجة قلة العلم و انتشار الجهل بالأدلة الشرعية وأقوال العلماء".

وخلص أوليدورت في نهاية تقريره إلى أنه "على الرغم من أن استراتيجية التصفية والتربية، التي كانت السمة المميزة للحركة السلفية على مدى عقود، إلا أن التركيز مؤخرا على التربية من الأحزاب السياسية السلفية، قد يكون أكثر تعلقا بتوجيه صورتها العامة بعيدا عن ارتباطها الأيديولوجي مع تنظيم داعش، ذلك الارتباط الذي استخدمه المعارضون السياسيون والوزارات الدينية الحكومية باستمرار ضدهم".
التعليقات (0)