سياسة عربية

بدء تنفيذ اتفاق الزبداني.. مشاعر انتصار للثورة وخيبة إيرانية

فرحة عناصر "جيش الفتح" بتحرير إدلب في آذار/ مارس الماضي - أرشيفية
فرحة عناصر "جيش الفتح" بتحرير إدلب في آذار/ مارس الماضي - أرشيفية
بدأت المراحل الأولية للاتفاق التاريخي بين النظام السوري، و"جيش الفتح" بالتنفيذ بوصول الدفعة الأولى من جرحى الثوار المحاصرين في الزبداني إلى مدينة إدلب المحررة.

وعد الكثير من المراقبين اتفاق التهدئة الذي تم برعاية الأمم المتحدة بأنه "أهم حدث سياسي منذ بدء الثورة السورية"، في حين قالت العديد من المصادر إن الاتفاق تم بوساطة تركية.

وقال محللون إن "أبعاد الاتفاق لن تظهر في الوقت الحالي، حيث سيرسم هذا الاتفاق شكلا جديدا للثورة السورية، في حال التزم نظام الأسد به".

وبين مشكك في الاتفاق ومعتبرا إياه "هزيمة وخذلانا لدماء الشهداء"، وآخر مبارك له باعتباره "نصرا مؤزرا"، يمضي "جيش الفتح" في معركته السياسية الأولى من نوعها، التي ستحدد مصير الجيش وفقا لمراقبين.

وقلل ناشطون من إمكانية التزام نظام الأسد في الاتفاقية، قائلين إن "جل الهدن التي كان يعقدها الثوار مع النظام، يقوم الأخير بخرقها بشكل مفاجئ، وكان آخرها خرقه للهدنة في حي الوعر بحمص".

وقال القاضي العام لـ"جيش الفتح" الداعية السعودي الشيخ عبد الله المحيسني إنه "بعد 80 يوما من الحصار، ومن النزيف، تصل الدفعة الأولى من أبطالنا الجرحى من الزبداني إلى إدلب وهم مرفوعي الرأس".

وأوضح المحيسني خلال مداخلة تلفزيونية مع قناة "أورينت" أن النظام رضخ بالفعل، متابعا: "اليوم نحن نتمشى بالأسواق دون أن يقصفنا النظام المجرم، وهذا بفضل الله".

ولم يخف المحيسني توقعه بخرق النظام للهدنة، قائلا إن "هذا النظام النصيري ليس ببعيد عليه أن ينكث الاتفاقية ويعاود قصف المدنيين، وحينئد سينطلق أبطالنا الاستشهاديين ليدكوا الفوعة وكفريا".

ووجه المحيسني رسالة إلى أهالي الفوعة وكفريا، قال فيها إن "جيش الفتح استطاع في يوم واحد أن يصل إلى وسط الفوعة، فإذا أردتم النجاة بأنفسكم فاضغطوا على نظامكم المجرم".

 يشار إلى أن الاتفاقية تشمل قرى ومناطق عدة، هي: "الفوعة"، و"كفريا"، و"بنش"، و"تفتناز"، و"طعوم"، و"معرة مصرين"، و"رام حمدان"، و"زردنا"، و"شلخ" في محافظة إدلب، إضافة إلى مناطق "مضايا"، و"بقين"، و"سرغايا"، بريف دمشق، والقطع العسكرية المحيطة بها.

بدوره اعترف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الجمعة، بهزيمة حزبه والنظام السوري في الزبداني، قائلا في مقابلة متلفزة إنه "عندما ربط المسلحون موضوع الفوعة وكفريا بالزبداني اعتبرنا الأمر فرصة، وكان يمكن للمعركة أن تنتهي عسكريا بسرعة"، ولكن أزمة البلدتين الشيعيتين دون ذلك، وفقا لنصر الله.

وحاول نصر الله تغطية هزيمتهم الواضحة في بنود الاتفاقية، بالقول بأن "الاتفاق يلبي الشروط ويوافق مصالح الطرفين"، وأضاف: "من غير الوارد التخلّي عن أهل الفوعة وكفريا.

وحول ضعف حزب الله في معارك الزبداني الأخيرة، اعترف نصر الله أن تقدم "جيش الفتح" في كفريا، والفوعة، أرغمهم على تخفيف حدة القتال في الزبداني كي لا يواصل "جيش الفتح" مضيه نحو معاقل النظام، وحزب الله.

يشار إلى أن الهدنة التي تم الاتفاق عليها تسري على بنود اقترحها المفاوض الإيراني، ووافق "جيش الفتح" عليها مبدئيا، إلا أن القاضي العام الشيخ عبد الله المحيسني أوضح بعض الأمور العالقة في البنود.

وجاءت بنود المقترح الإيراني الذي تم الموافقة عليه، كتالي: 

والبنود هي بالإضافة بحسب المقترح المنسوب للمفاوض الإيراني:

- خروج كامل المقاتلين من بلدة الزبداني مع الراغبين بالخروج مع عائلاتهم من منطقة الزبداني إلى إدلب حصرا.

- تعمل حكومة إيران مع الحكومة اللبنانية على إخراج عائلات الزبداني التي هربت بطريقة غير قانونية إلى لبنان، وإعادتهم إما إلى سوريا مباشرة أو إلى تركيا، شرط أن يكون العدد بين أربعين وخمسين عائلة فقط، وأن يتم ذلك خلال المرحلة الأولى.

- خروج الراغبين من النساء والأطفال دون الثامنة عشرة، والرجال فوق الخمسين من الفوعة وكفريا، بحيث لا يزيد العدد عن عشرة آلاف مواطن سوري.

- خروج كامل الجرحى قيد العلاج في الفوعة وكفريا، على أن يحتسب الذين يمكن معالجتهم في الفوعة وكفريا حال خروجهم من سقف العشرة آلاف.

- التعهد والالتزام بإطلاق سراح 500 معتقل من سجون النظام بعد إنجاز المرحلة الأولى، والبدء بمباحثات المرحلة الثانية وتفصيل هذا العدد 325 امرأة 25 حدثا 150 رجلا، دون الالتزام بأسماء محددة أو مناطق معينة، على أن تكون تواريخ اعتقالهم سابقة لـ 01-07-2015.

- تعتبر ساعة الصفر لسريان وقف إطلاق النار هي وقت البدء بتنفيذ المرحلة الأولى.

- يشمل وقف إطلاق النار الأمور التالية والالتزام من الطرفين:
أ- وقف كامل العمليات العسكرية وإطلاق النار من داخل مناطق "التهدئة" إلى خارجها، ومن خارجها إليها.
ب- وقف الطيران الحربي والمروحي، بما في ذلك إلقاء المساعدات من الطيران المروحي.
ج- وقف أي تحصين للدشم والمقرات على الخط الأول من الجبهة.
د- وقف أي تقدم في المناطق الفاصلة على خطوط التماس.

- تشمل التهدئة إضافة إلى وقف إطلاق النار إيقاف الخطوات العدائية؛ كإغلاق الطريق الإنساني إلى الفوعة وكفريا، أو إغلاق منافذ مضايا وبقين وسرغايا.

- يتم خروج المسلحين من بلدة الزبداني بالسلاح الفردي الخفيف مع الجعب وحقيبة كتف واحدة (لا تحتوي سلاحا أو ذخائر)، يشمل السلاح الفردي الخفيف (المسدس)، وأحد الأسلحة التالية: "البندقية بأنواعها، القناصات بأنواعها، رشاش PKC، قاذف RPG" مع الوحدة النارية لها".

- يتم تدمير السلاح الثقيل في منطقة الزبداني.

- يتم تنفيذ الاتفاق برعاية وإشراف وحضور الأمم المتحدة.

- يضمن كل طرف الأمن والسلامة خلال سير العمل داخل مناطق سيطرته.

- تم الاتفاق أن تكون نقطة الاستلام والتسليم للداخلين إلى منطقة إدلب أو الخارجين منها هي بلدة مورك، أما في الزبداني فيتم الاتفاق على نقطة من خلال ضباط الارتباط من الطرفين.

- يتم خلال 48 ساعة من تاريخ الموافقة على الوارد أعلاه التحضير اللوجستي لبدء تنفيذ الاتفاق.

- لا يشمل هذا الاتفاق خروج مسلحي مضايا، ولكن يسمح بإخراج الجرحى ذوي الحالات الصعبة الذين لا يمكن علاجهم داخل مضايا، ويحدد ذلك من خلال الهلال الأحمر تحت إشراف الأمم المتحدة.

- عوائل مسلحي الزبداني الراغبين في الخروج : يشمل العوائل كافة الراغبة بالخروج الموجودة في الزبداني - مضايا - بقين - سرغايا.

- بعد احتساب العدد الإجمالي الذي سيخرج من الفوعة وكفريا (نساء - أطفال - عجز - جرحى) والزبداني (جرحى - مسلحين - عوائل )، يتم تحديد دفعة من المنطقتين بما يتناسب والأعداد المحددة، وتكون نقطة مورك هي نقطة التبادل بالاتجاهين.

- يتم دخول فريق طبي إلى الفوعة وكفريا (تحدده الأمم المتحدة) لتحديد الجرحى الذين يمكن علاجهم داخل الفوعة وكفريا، ويرغبون بالخروج لاحتسابهم ضمن سقف العشرة آلاف.

- يتم تشكيل مجموعة عمل تشمل مندوبا من الأمم المتحدة، ومندوبا من إيران، ومندوبا من طرف المسلحين، لتعتبر مرجعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق وحل أي مشاكل قد تطرأ، وأن يوجد مندوبو الأمم المتحدة وإيران في دمشق، ويكون التواصل مع مندوب المسلحين.

- مع انتهاء المرحلة الأولى، تبدأ المرحلة الثانية التي تشمل إطلاق سراح الـ500 معتقلة ومعتقل، وتثبت هدنة لمدة 6 أشهر في المناطق التي ذكرت في البند رقم 2.

الشيخ المحيسني علق أولا على الاتفاقية بالقول إن "جيش الفتح" فاوض النظام الإيراني وأرضخه على الركوع، "النظام الذي أتعب أمريكا في مفاوضات النووي".

وأوضح المحيسني أن "نظام الأسد خارج اللعبة في سوريا بشكل كامل".

وبرر المحيسني توقيع الاتفاقية بالرغم من التقدم المتسارع لـ"جيش الفتح" نحو الفوعة وكفريا، بقوله إن "أقرب نقطة محررة للزبداني تبعد 40 كم، وإخواننا هناك نفد عندهم الطعام والشراب، فكان لا بد من إنقاذهم".

وتحدث المحيسني عن كواليس المفاوضات، قائلا: "طلب النظام الإيراني أن نخرج المقاتلين في الزبداني، مقابل إخراج المقاتلين بالفوعة وكفريا وهذا، ما رفضناه بشدة، لأنهم سيخرجون ويقاتلوننا في مناطق أخرى".

وتابع: "قالوا لنا إذن نخرج النساء والأطفال، فرفضنا، واتفقنا بالنهاية على إخراج مقاتلينا وذويهم من نساء وأطفال في الزبداني، مقابل إخراج نصف النساء والأطفال بالفوعة، وهذا لا يعني أننا نريد استهداف نصفهم الآخر، فنحن نحرم قتل النساء والأطفال".

وأضاف: "أكرر لمن يقول ضحيتم بالاستشهاديين ووقعتم هدنة مع النظام، الاستشهاديون كان هدفهم هو إخراج حرائرنا بالزبداني، وهذا ما سيحصل إن شاء الله".

وأكمل: "عندما عانقني أبو دجانة الدوسري قبل تنفيذه العملية الاستشهادية، قال لي يا شيخ ادع ربي أن يخبرني ما حل بإخواتنا في الزبداني".

وفاجأ الشيخ المحيسني المتابعين بقوله إنه "قبيل العمليات الاستشهادية الست، وقبل أن يدخل الانغماسيون المائتين، كان الاتفاق على إخراج مقاتلينا وأهالي الزبداني مقابل نصف نساء وأطفال كفريا والفوعة فقط".

وتابع: "وبعد المفخخات، وضعنا شروطا بأن نخرج 500 معتقل من سجون النظام، وأن يتوقف الأخير عن قصف إدلب لمدة ستة شهور، وألا يوصل إمدادات للفوعة وكفريا، وأن يخرج مقاتلونا من الزبداني بأسلحتهم، بالإضافة إلى منعه أهالي الفوعة وكفريا من بناء سواتر ترابية لمنع قذائفنا، فما كان للروافض سوى الرضوخ لمطالبنا، فأي نصر بعد هذا النصر؟".

وواصل المحيسني أجوبته المفاجئة، حيث رد على سؤال المحاور عن الجهة الضامنة لنجاح الاتفاق، قائلا: "الجهة الضامنة ليست الأمم المتحدة، بل مفخخات الاستشهاديين التي تنتظر على قارعة الطريق".

وأكمل: "جهزنا عددا من هؤلاء الأبطال الاستشهاديين والانغامسيين، وهم على أهبة الاستعداد لأي خرق يحدث النظام ليركعوه مرة ثانية كما ركع في المرة الأولى".

وكان المجلس المحلي في مدينة الزبداني أصدر بيانا بعد اتفاق الهدنة، تقدم فيه بالشكر لـ"جيش الفتح" على ما قدمه من "شهداء وتضحيات من أجل نصرة أهالي الزبداني".

وقال المجلس إن "الزبداني خُذلت من القريب قبل البعيد، إلا من ذوي الضمائر الحية، والقلوب النابضة، وعلى رأسهم جيش الفتح الذي قدم الكثير الكثير من أجلنا، وضحى لنصرتنا".

ونوّه البيان في ختامه إلى رفضه أي مزايدة على "جيش الفتح"، في إشارة إلى الأصوات التي اتهمت الجيش بالتخاذل بعد تلميحات حول قبولهم هدنة في الزبداني وكفريا والفوعة.
التعليقات (4)
محمد الاحمد
الإثنين، 12-10-2015 01:42 م
نشالله الله ينصر الحق
مازن
السبت، 26-09-2015 02:16 م
نصر للزبداني وللثوار والحمد لله والمعركة انتهت والحرب مستمرة
احمد قداح
السبت، 26-09-2015 10:23 ص
جزاكم الله خيرا جيش الفتح منصورين بإذن الله
من المضحكات
السبت، 26-09-2015 07:57 ص
من المضحكات