صحافة دولية

لاكروا: جامع موسكو بين افتخار المسلمين وامتعاض الأرثوذكس

يتسع المسجد الجديد لنحو 10 آلاف مصل لكن موسكو تحتاج لـ50 مسجدا آخر
يتسع المسجد الجديد لنحو 10 آلاف مصل لكن موسكو تحتاج لـ50 مسجدا آخر
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية؛ تقريرا حول افتتاح المسلمين الروس مسجدا جديدا في موسكو، الأربعاء (23 أيلول/ سبتمبر)، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط جدل كبير من مرحب ورافض لهذه الخطوة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الجامع بني في شارع أولامبيسكي بروسبكت، وهو أحد الشوارع الرئيسة وسط العاصمة الروسية، وقد كان سببا في شعور المسلمين في روسيا بفرحة غامرة، على غرار علي الذي كان يتشارك الفرحة مع أصدقائه من خلال التقاط الصور أمام القبة الذهبية الضخمة للجامع الجديد، الذي بني من الجرانيت والرخام الأبيض، ويمتد على مساحة تبلغ نحو 19 ألف متر مربع، ويمتد على ستة طوابق، مع طاقة استيعاب تصل إلى 10 آلاف مصل.

وأكدت الصحيفة أن بوتين سيحضر حفل تدشين الجامع الكبير بموسكو، بمشاركة العديد من رؤساء الدول الإسلامية، وبحضور رجل الأعمال الروسي المسلم سليمان كريموف، الذي موّل معظم تكاليف البناء التي بلغت نحو 150 مليون دولار.

ونقلت الصحيفة عن علي أن "حضور الرئيس الروسي له أهمية رمزية! فنحن جزء من روسيا، نحن نعيش حياة طبيعية هنا، كما تشهد البنية التحتية والمرافق الخاصة بالمسلمين، ولا سيما بالنسبة للأطفال، تطورا ملحوظا، مع تناقص الهجمات المعادية للمسلمين مقارنة بما كان يحصل في الماضي".

وذكرت الصحيفة أنه على بعد أمتار قليلة من الجامع الكبير، يبدو مواطنون آخرون من سكان موسكو أقل حماسا، ويمكن ملاحظة الشعارات المعارضة لبناء هذا الجامع، الصادرة من أولئك الذين تجمعوا حول الكنيسة الأرثوذكسية الصغيرة في الحي، حيث قال أحدهم: "لماذا يتم بناء هذا المسجد الكبير وسط موسكو؟ هل نجرؤ نحن على بناء كاتدرائية أرثوذكسية في مكة؟".

وقالت الصحيفة إن استطلاعا للرأي أجري مؤخرا في مركز "ليفادا" المستقل، بيّن أن 30 في المئة فقط من الروس يوافقون على بناء مسجد في حيهم، وتنخفض هذه النسبة لتصل إلى 4 في المئة بالنسبة لسكان العاصمة موسكو.

ويقول ليونيد سيفاستيانوف، وهو شخص مقرب من البطريرك الأرثوذكسي: "في موسكو يبدو الانزعاج واضحا، فكثيرون لا يفهمون هذا الوجود المتنامي للمسلمين في موسكو، هذه المدينة التي تعتبر عاصمة للكنيسة الأرثوذكسية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الطفرة الاقتصادية في سنوات الألفين، فقد استقرت جاليات كبيرة من العمال المسلمين من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، في موسكو، للعمل في مواقع البناء، كما أنهم شغلوا وظائف أخرى هجرها الروس.

وهؤلاء المهاجرون يمثلون اليوم أكثر من مليون شخص، بالإضافة إلى مليوني مسلم موجودين تاريخيا في العاصمة موسكو، مع وجود 20 مليون مسلم يعيشون في روسيا. والمهاجرون هم في الغالب من الشباب وليسوا من التتار أو الأسر القوقازية التي استقرت في العاصمة منذ فترة طويلة.

وبحسب الباحث جان فرانسوا ثيري، الذي يدير حوارات بين الأديان في موسكو، فإنه "يعتبر الدين بالنسبة لهذه الفئة من الشباب المسلم عاملا للتوحيد ولتأكيد الهوية، وهكذا أصبح اليوم عدد المسلمين الذين يحافظون على شعائرهم الدينية في موسكو أكثر من المسيحيين الأرثوذكس".

ولا يوجد سوى خمسة مساجد لهذه الجالية المسلمة في موسكو، ما يتسبب في تجمع أعداد كبيرة من المصلين أيام الجمعة والأعياد الإسلامية، حيث تفيض بهذه الأعداد من المصلين المساجد لتحتل الأرصفة والطرق، ما تسبب في إثارة غضب السكان وإشعال موجة من التعصب.

ونقلت الصحيفة عن دامير موخيتدينوف، نائب رئيس المجلس الروحي لمسلمي روسيا، قوله: "يجب بناء حوالي خمسين مسجدا في موسكو مع مضاعفة عدد الأئمة عشر مرات. وقد فهم رئيس بلدية موسكو ذلك، إلا أن الأمور تتقدم ببطء شديد".

ولا يخفي هذا المفتي المنحدر من أصل تتاري؛ شعوره بالإحباط، ولكنه أظهر أيضا دعمه لنظام فلاديمير بوتين، وأكد علاقاته الجيدة مع البطريركية الأرثوذكسية.

وأكد دامير موخيتدينوف، الذي لا يخفي ولاءه لبوتين، أن "الرئيس سجل أفضل نتائجه الانتخابية في المناطق التي يقطنها المسلمون، كما أن المسلمين يعقدون اجتماعات منتظمة مع القيادات الأرثوذكسية".

وذكرت الصحيفة أن مجلس شورى المفتين لروسيا، وكذلك الكنيسة الأرثوذكسية والكرملين، يخشون انتشار الفكر الديني المتطرف في روسيا، لأن بلدهم ليس بعيدا عن الصراعات التي يشهدها العالم، فقد انضم ما بين 2000 وسبعة آلاف شاب إلى صفوف التنظيمات في سوريا والعراق خلال السنوات الأخيرة.
التعليقات (1)
جديد شاهد مسجد موسكو من الداخل
الأربعاء، 23-09-2015 04:48 م
شاهد مسجد موسكو المركزي من الداخل https://www.youtube.com/watch?v=aBY_wuHg58E&feature=youtu.be