قال الصحفي البريطاني المخضرم
ديفيد هيرست إن
بريطانيا تعظ العالم عن الديمقراطية، لكنها تمدح وتطري على الجنرال عبد الفتاح السيسي في الوقت ذاته.
وانتقد هيرست، في مقال له على هافينجتون بوست، وترجمته "
عربي21"، تصريحات وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون التي مدح بها السيسي "لما له من رؤية لمجتمع أكثر رخاء وديمقراطية"، بالإضافة لمدحه مؤسسات
مصر الإسلامية العليا مثل الأزهر ودار الإفتاء، التي اعتبرها شريكة لبريطانيا في مكافحة الإرهاب.
ونقل هيرست، رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" المتابع لشؤون الشرق الأوسط، تصريحا لجنرال بريطاني لصحيفة بريطانية قال فيها إنه "إذا وصل زعيم حزب العمال المنتخب جيريمي
كوربين إلى السلطة، فإن الجيش سينفذ انقلابا عسكريا"، معتبرا أن ذلك لم يكن بعيدا عن السلطة التي تؤكد على هذه الفكرة منذ أسبوع.
وربط هيرست بين تصريح الجنرال البريطاني وتصريحات رئيس المخابرات ونائب الرئيس المصري عمر سليمان، حينما حذر في 2012 من أن انقلابا سيقع ضد أي حكومة ديمقراطية منتخبة، مشيرا إلى أن ذلك وقع بالفعل عام 2013، ودعمته بريطانيا وتدعمه الآن بحماسة غير مسبوقة.
وتحدث الكاتب عن الترحيب الرسمي البريطاني الذي تلقاه رئيس هيئة الأركان المصري محمود حجازي لزيارته لبريطانيا، التي التقى بها بوزير الدفاع فالون والجنرال نيكولاس هوتون، مشيرا إلى أنهما أركان الدفاع أنفسهم الذين أعربوا عن سخطهم تجاه كوربين.
وأوضح هيرست أن حجازي تلقى منحة بما يسمى "وضع مهمة خاصة"، ما يحصنه ضد أي مذكرة توقيف قد تصدر بحقه، سواء عن طريق مواطنين عاديين أو عن طريق الشرطة، في وقت يعدّ فيه حجازي من أكبر مجرمي الحرب في مصر، والمسؤولين عن المجازر التي وقع في مصر، وأوضحها مجزرة رابعة في آب/ أغسطس 2013.
واعتبر هيرست أن "عسكر مصر ليسوا غرباء عن السياسة، فلقد حكمها العساكر منذ بداية تاريخها المعاصر. وبريطانيا ليست غريبة عن إغداق الاهتمام على الدكتاتوريين وتزويدهم بالحراسة الشخصية".
ونقل هيرست دعوة كوربين للساسة البريطانيين بالوقوف على الجانب الصواب من التاريخ حينما يتعلق الأمر بالترويج للسلام والعدل والعالمية، معتبرا أن هذه الأزمة هي الوتر الحساس في الحالة السياسية البريطانية.
واختتم بقوله: "لا عجب إذن أن يشعر الجنرالات في بريطانيا بأن كوربين يهدد وضعهم ومستقبلهم، ولا عجب أن يرحبوا برفاقهم القادمين من مصر ويفتحوا لهم أذرعهم ليأخذوهم في الأحضان".