قال المخرج
الإيراني مجيد مجيدي، الذي انتهى مؤخرا من إخراج فيلم محمد رسول الله (عليه الصلاة والسلام)، إنه ركز في إنتاج فيلمه "على المصادر المتفق عليها بين الشيعة والسنة"، داعيا إلى الاستفادة من الإمكانيات السينمائية التي توفرها إيران "من أجل إظهار صورة حقيقية ناصعة عن الإسلام"، بحسب قوله.
وقال مجيدي لقناة "العالم" الإيرانية الاثنين، إنه أنتج الفيلم لشعوره "بضرورة أن يقوم بعمل ما"، بعد الهجمة التي تعرض لها رسول الله عليه الصلاة والسلام خلال العقود الأخيرة في الغرب، مثل الرسوم الكاريكاتورية المسيئة.
وأضاف مجيدي: "قبل حوالي 8 إلى 9 سنين أقيم تكريم لي في مهرجان بالدنمارك لاستعراض أعمالي هناك، وتقديم جائزة لي، وقد تصادف ذلك مع انتشار تلك الرسوم المسيئة، فكان هناك نوع من التناقض، فمن جهة كانت تلك فرصة مهنية لي، ومن جهة تعرضت أقدس مقدساتنا إلى الإساءة، فكتبت رسالة إلى رئيس المهرجان واعتذرت، وقلت إنني لا أستطيع الحضور في بلد تتعرض فيه أقدس مقدساتي ومعتقداتي إلى الإساءة".
وتابع مجيدي بقوله: "فكرت بما علي فعله بصفتي فنانا مسلما، ولذلك سعيت أن أنتج عملا يبيّن ولو قطرة من ذلك المحيط اللا متناهي من الرحمة الإلهية، نبي الإسلام"، مشيرا إلى أن إنتاج الفيلم استغرق حوالي سبع سنوات، والآن نحن في السنة الثامنة، وكان عملا صعبا، بحسب تعبيره.
وأوضح مجيدي أن "العالم المسيحي يحتوي ما لا يقل عن 200 فيلم حول حياة السيد المسيح عليه السلام، و120 فيلما حول حياة النبي موسى، و70 فيلما حول حياة سائر الانبياء، وحتى أن هناك 42 فيلما حول حياة بوذا"، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بحياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "هناك فيلمان، أولهما فيلم الرسالة الذي تم إنتاجه قبل 42 عاما على يد المخرج مصطفى العقاد، والثاني هو هذا الفيلم".
واعتبر المخرج الإيراني أن هناك صعوبات في إنتاج أعمال حول حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بسبب الحساسيات الموجودة في العالم الإسلامي والغرب، مشيرا الى أن إنتاج الفيلم استغرق سبع سنوات، كما أن ثلاث سنوات استغرقت في مجال التحقيق لإعداد السيناريو.
وأوضح مجيدي أنه سعى أن يختار مقطعا من حياة النبي الذي يتفق عليه الشيعة والسنة، حيث "تمت الاستفادة من كل مصادر أهل السنة والجماعة، مثل ابن هشام وتاريخ الطبري وغيرهما، وكذلك من المؤرخين السنة من تونس وليبيا واليمن والعراق والجزائر وغيرها من الدول الإسلامية"، مؤكدا أن الفيلم يصب في وحدة العالم الإسلامي، ويسعى لإيجاد وفاق بين المسلمين.
وتابع "نحن نفتح من خلال هذا الفيلم نافذة للإسلام على العالم الغربي، الذي يشهد في هذه الفترة دعاية سلبية ضد الإسلام، وللأسف أنها تتم تحت ذريعة الإرهاب، حيث نشاهد اليوم وللأسف مدى عنف الصورة التي يتم الترويج لها عن الإسلام في العالم الإسلامي".
وأكد مجيدي أن هذا الفيلم يقدم قراءة "رحمانية" عن محمد عليه الصلاة والسلام، مؤكدا مجددا أنه اختار مقطعا متفقا عليه بين الشيعة والسنة من حياة النبي.
أما حول إنتاج الفيلم، فأوضح مجيدي أنه تم بناء مدينة سينمائية خاصة للفيلم، تم خلالها إعادة بناء مكة قبل 1400 عام، بحيث يستفاد منها للسنوات الثلاثين القادمة، لإنتاج المزيد من الأفلام عن التاريخ الإسلامي، بحسب قوله.
من الجدير بالذكر أن عدة مواقع إيرانية مختلفة هاجمت مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، بسبب موقفه الأخير من فيلم "محمد" الذي تعده إيران عن حياة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- مشيرة إلى أنه "أعمى"، ولم يشاهد الفيلم، على حد تعبيرها.
وكان المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، قال إن عرض إيران للفيلم "لا يجوز شرعا"، واصفا إياه بأنه "فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام". وحذّر من تداوله، مشددا على أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- "منزه عن ذلك، والرسول له صفاته المعينة والمعروفة، وهؤلاء يصورون شيئا غير الواقع، فيه استهزاء بالرسول وحط من قدره؛ لأن هذا عمل فاجر، ولا دين له، وإنما تشويه للإسلام، وإظهار الإسلام بهذا السوء"، بحسب قوله.