أكدت مصادر تابعة للنظام السوري فرار مدير مكتب تسويق
النفط في
سوريا، محمد روبية، إلى ألمانيا، متهمة إياه بسرقة ملايين الليرات السورية في صفقات وهمية لاسيتراد المشتقات النفطية، كما حملته مسؤولية أزمات النفط والكهرباء في البلاد.
وليس هناك أي دليل على قيام النظام السوري بمحاسبة روبية أو إحالته إلى لجنة تحقيق، قبل فراره، فالاتهامات الموجهة ضده تحدثت عنها المصادر الموالية للنظام فقط بُعيد فراره خارج البلاد.
وكان المسؤول في وزارة النفط السورية قد غادر البلاد قبل أيام، بحسب ما أوردته مصادر إعلامية محسوبة على النظام السوري، عن طريق البوابة الحدودية مع لبنان، متوجها بعدها إلى ألمانيا، بعد إرساله لزوجته وأولاده خارج البلاد قبل فراره من دمشق.
واتهم الإعلام الموالي للنظام السوري، روبية بسرقة ملايين الليرات السورية، بعد إبرامه، للعديد من العقود الوهمية الهادفة إلى استيراد النفط الخام والفيول إلى البلاد.
بل إن إعلام النظام السوري حمل روبية مسؤولية أزمات الكهرباء والوقود التي تعصف بالمناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
وفي المقابل، لم تشر وزارة النفط السورية، التي يديرها سليمان العباس، إلى حالة هروب مدير التسويق النفطي إلى خارج البلاد، واقتصرت أخبار الوزارة عن تطمينات للسوريين باستقرار أزمة
المحروقات في البلاد خلال الأيام القادمة.
وفاء، شابة موالية للنظام السوري، عقبت على ما تناقلته وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري عن هروب المسؤول النفطي بالقول على الـ"فيسبوك": "تقولون إنه هرب بملايين الليرات بعد توقيعه لعقود وهمية، وأعتقد أنكم تؤيدون حديثي، أن العقود تحتاج لفترات زمنية طويلة حتى تتم توقيعها، فأين وزير النفط والحكومة طوال هذه الفترة؟ وأين لجان الرقابة التفتيش؟ ومنذ متى نحن نوكل شخص واحد لتوقيع مثل هذه العقود، ونحن نعلم أن هذه الصفقات تحتاج إلى لجان وليس إلى أفراد؟".
وتساءل علي، وهو من الموالين للنظام في طرطوس الساحلية: "كيف لمثل هذا المسؤول أن يغادر البلاد مع أسرته؟ ألم تقوموا بختم جواز سفره على المعبر؟ لا أعتقد أنه هرب دون تنسيق مع رجال الدولة الأكبر منه سرقة، وما يهمكم الآن هو أنكم وجدتم من تلصقونه العجز الحكومي لتبرير التقنين الكهربائي، وفقدان المحروقات"، بحسب تعبيره.
مراقبون للشأن السوري، رأوا أنه من المستحيل أن توقع أي صفقات حكومية في سوريا إلا عقب تشكيل لجنة مشتريات، مشكلة من عدة شخصيات في الحكومة السورية، ومنتدبين من رئاسة الحكومة، فهي لا تتم بشكل فردي، حتى إن كانت صفقات وهمية، فإنه لا يمكن المباشرة فيها إلا عقب تشكيل لجان خاصة.
ومن المرجح أن حديث إعلام النظام السوري عن صفقات وهمية بعد هروب روبية، هو وسيلة لإلصاق مسؤولية العجر عن تأمين احتياجات المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وخاصة من المحروقات والكهرباء المفقودة بشكل شبه كامل.