سلم
مسلح نفسه لقوات الجيش بمحافظة جيجل، شرق
الجزائر، ومعه ثلاث نساء وسلاحه المتمثل في قطعة "كلاشينكوف" بمخزوناتها المعبأة، وقال في تصريحات له إنه قرر تسليم نفسه لمصالح الأمن منذ ثلاث سنوات، لكنه لم يجد منفذا يقيه انتقام القيادات التي تتحكم بنشاطه المسلح بجبال المحافظة إلا بالأيام الماضية.
وتنقل بوزيد بوطاوي إلى فرق القطاع العسكري بمدينة جيجل شرق الجزائر، بالتوازي مع حملة مطاردة يقوم بها أفراد الجيش ضد مجموعات مسلحة بجبال المحافظة، حيث قتل إرهابيين اثنين، الأربعاء واسترجع سلاحيهما.
وأكد بيان لوزارة الدفاع الوطني بالجزائر، الخميس أنه "بفضل مجهودات قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن وبعد تحريات واتصالات مثمرة، سلم الإرهابي بوطاوي بوزيد المكنى الهلالي نفسه رفقة ثلاث نساء إلى قوات الجيش، حاملا معه مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وثلاثة مخازن ذخيرة مملوءة" .
وأكد بيان الجيش أن بوطاوي "مولود سنة 1976 بالعوانة بمحافظة جيجل وقد التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1995 بجبل القروش بالمحافظة".
أما ما تعلق بالنساء الثلاث، يضيف البيان الذي بحوزة صحيفة "
عربي21"، "فيتعلق الأمر بابنة خالته المولودة سنة 1970، وقد التحقت رفقة عائلاتها بالجماعات الإرهابية سنة 1994 بجبل القروش، وابنتها الكبرى من إرهابي مقبوض عليه، من مواليد 1996 بجبل قروش، أما ابنتها الثانية فهي من إرهابي آخر مقضي عليه، وتعتبر من مواليد سنة 1998 بجبل القروش ودون مستوى دراسي".
وقال بوطاوي في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي الجزائري إنه سمع بسياسة المصالحة الوطنية متأخرا، وأن القيادات الإرهابية كانت تمنع عنهم الصحف وسماع الإذاعة، قصد إبعادهم مما قد يشكل لهم دافعا لترك العمل المسلح، وأن تنفيذ قراره بتسليم نفسه إستغرق وقتا طويلا بالنظر إلى صعوبة الموقف وخوفا من انكشاف أمره لدى القيادات المسلحة.
ولم يذكر بوطاوي التنظيم المسلح الذي يتبعه، لكن المعروف أن تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" ينشط بتلك المنطقة.
ووجه بوطاوي نداء للمجموعات المسلحة بالجزائر، من أجل ترك السلاح والإندماج بالمجتمع، وقال" تركت السلاح وأنا بين أيدي الجيش ولا أحد اعتدى علي، لا خوف عليكم".
وشهدت المنطقة نفسها، شهر كانون الثاني/ يناير، القبض على المسلح علي إسماعيل، الذي التحق بالجماعات المسلحة العام 1994، وكان برفقته وزوجته وثلاثة من أبنائه.
وطرحت قضية علي إسماعيل جدلا واسعا فيما عرف بأطفال الجبل، أي الأطفال المولودين وسط الجماعات المسلحة عن طريق زيجات غير مقيدة مدنيا وإداريا. بينما أغلب جل هؤلاء الأطفال لا يعرفون القراءة والكتابة.
وقال مروان عزي رئيس خلية المتابعة لتنفيذ المصالحة الوطنية في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الخميس، "إن الخلية قيدت 700 حالة لطفل ولد بالجبال وسط الجماعات المسلحة، بكل مناطق القطر الجزائري"، مضيفا" هناك إجراءات تتبعها الحكومة من أجل تسوية الملفات الإدارية لهؤلاء الأطفال، ومن ذلك تمدرسهم".
وقال عزي "عدد كبير من آباء هؤلاء الأطفال قضي عليهم بعمليات أمنية وإشتباكات بين قوات الأمن والعناصر المسلحة على مدار السنوات الماضية.