مع الذكرى الثانية لمذبحتي فض اعتصام "
رابعة" دشن النشطاء المصريون ممن حضروا الفض والمنتقدين للمذبحة العديد من الهاشتاجات للتنديد بما ارتكبه النظام المصري إبان عملية الفض.
وعبر مواقع التواصل دشن النشطاء باللغتين العربية والإنجليزية عددا من
الوسوم تصدرت قائمة أعلى الهاشتاجات تداولا في مصر، وفي عدد من الدول العربية، حيث دشن النشطاء "ذكرى فض الاعتصام المسلح رابعة، remember rabaa، rabaa story، قصة رابعة"، ووسوم أخرى.
وعبر تلك الوسوم نشر العديد من أهالي شهداء فض رابعة والنهضة شهاداتهم للأحداث الأخيرة قبيل استشهاد ذويهم، كذلك نشر العديد ممن حضر الفض شهاداتهم على ما قالوا عنه "الوحشية" في تعامل السلطات المصرية مع المعتصمين ، وأيضا تداول عدد من النشطاء صورا ومقاطع مسجلة لمذبحتي النهضة ورابعة قالوا عنها أنها تنشر لأول مرة.
وكان من أبرز ما تداوله النشطاء ما كتبته والدة إحدى الشهيدات على صفحة ابنتها المتوفاة من ذكرياتها الأخيرة معها قبيل استشهادها، فقالت والدة الشهيدة حبيبة أحمد عبد العزيز "حبيبة في آخر مكالمة لي معها قالت لي أنها تري قناصة الجيش و أن أحدهم أشار لها بأن تغادر وهي أشارت له بالرفض فأشار لها بعلامة الذبح وطلبت مني الدعاء كثيرا، وتركتها وقلبي فيه شئ".
وأردفت والدة الشهيدة "اتصلت فورا على هاتف حبيبة، فرد علي أخ، فقلت له المفروض أن هذا هاتف حبيبة، فرد علي رأسا حبيبة (استشهدت)، فقلت له حبيبة مين؟! فقال لي أنت مين ؟ فقلت والدة حبيبة، فقال حبيبة إستشهدت، وقال لي استرجعي، فحمدت الله و استرجعت (وأعتقد أنه كان يسمع دقات قلبي) وسألته كيف استشهدت فقال لي لا وقت هناك كثير من الشهداء حولي، ويريد أن يذهب أي أحد لإستلام (جثتها) كنت أكلمها من قليل! فقلت له والله بحاول أكلم والدها ولا أستطيع، سأحاول مرة أخرى، واتصلت على والدها، وسبحان الله يرد علي من أول مرة، فاطمئنت عليه و أنه موجود خلف المنصة وبخير، ثم قلت له حبيبة إرتقت، فحمد الله من أول وهلة، وقلت له يريدون أن يستلم (جثتها أي أحد من أقاربها)، لأن الشرطة تريد خطف جثمانها، فقال لي أين هم؟ قلت له اتصل بهاتف حبيبة".
وعبر وسم رابعة العدوية المتصدر لتويتر حتى الآن تداول النشطاء صور ليوميات المعتصمين في رابعة والنهضة مقابل صور أخرى للفض، وجثث المعتصمين التي أحرقها الأمن والجثث التي أزاحتها الكاسحات من الميدان.
وخلال الوسم كذلك تداول النشطاء أسماء العديد من المعتقلين منذ الفض –أي منذ عامين– فقال الصحفي المفرج عنه مؤخرا عبد الله الشامي "افتكروا شوكان و حسام أبو البخاري و طه و الصفتي و محمد سعيد وغيرهم افتكروا 4000 إنسان في السجن من سنتين".
وقال الشاعر تميم البرغوثي "صبرا وشاتيلا في شوارع القاهرة، هذا ما جرى في مثل هذا اليوم منذ سنتين، من أمر بالمذبحة ومن نفذها ومن أيدها ومن سكت عنها مثله مثل الكتائب وميليشيا لحد والإسرائيليين، لم تكن القاهرة شهدت مقتلة بهذا الحجم منذ قصف جان باتيست كليبر للأزهر والغورية عام 1799، وإذا لم يدفع الفاعلون الثمن مضاعفا فسيكررون ما فعلوا، ما جرى خطر شخصي على كل مصري أو مقيم في مصر أيا كان انتماؤه السياسي".
كذلك أهدت حركة الاشتراكيين الثوريين عبر موقعها الرسمي قصيدة لشهداء الفض تحت عنوان "عمر المناضل ما فكره يموت" والتي شهدت تداولا واسعا بين نشطاء التواصل.
بينما كان للناشط رضا فهمي وجهة نظر أخرى فقال "اليوم العالم الافتراضي حزين (فيس بوك وتويتر متوشحين بالسواد) ياترى العالم الحقيقي حزين بجد أم أصبحنا نتكلف الحزن إرضاء للضمير؟ في الذكرى الثانية لرابعة هل بمقدورنا تحويل بركان الغضب الذي بداخلنا إلى طاقة عمل نعلي فيها المصالح العليا على حساب المصالح الضيقة، والرهانات الخاسرة والاستمرار في المعركة الخطأ؟ شعارنا وأعدوا".
وعبر وسم قصة رابعة باللغتين العربية والإنجليزية، تداول المئات من النشطاء إحصائيات حول أعداد الشهداء، في عمليتي الفض وشهادات من حضر الفض وتقارير الصحف العالمية عن الذكرى الثانية للفض وذلك خلال تنديدهم بمواقف الإعلام المحلي.
ومن بين الإحصائيات التي نشرها موقع قصة رابعة عبر الوسم، أن عدد الضحايا وصل إلى 1104 تم توثيقه منهم 868 تم توثيقهم داخل رابعة والنهضة، و 199 تم توثيقهم خاج الميدانين و 37 مازالوا مفقودين، بالإضافة إلى عدد غير معروف تم نقلهم إلى المستشفيات ودفنوا دون توثيق.