سياسة عربية

ظهور مسلح لـ"حزب الله السوري" وسط دمشق خلال تشييع قتيل

حزب الله السوري
حزب الله السوري
شيّعت مليشيا "حزب الله السوري" أحد قتلاها وسط دمشق، وسط ظهور مسلح لعناصرها، ما يشير إلى النفوذ المتصاعد للمليشيات في دمشق.

وتم تشييع عضو المليشيا عباس عبد الله أبو كلام، وهو من سكان حي الأمين في مدينة دمشق، صباح الثلاثاء من أمام مركز الهلال الأحمر في الحي، وسط إطلاق نار كثيف، وبحضور رسمي لمسؤولين في مليشيا حزب الله السوري، وعشرات العناصر المسلحة التابعين للمليشيا.

ووفقا لما أعلنه ذوو القتيل، فقد تم دفن أبو كلام في مقبرة السيدة زينب المخصصة للقتلى الشيعة، ممن يلقون حتفهم خلال المعارك مع الثوار في المنطقة الواقعة جنوب العاصمة.

وكان أبو كلام قد تعرض لإصابة بليغة خلال معارك يوم الإثنين، أسعف على إثرها إلى مركز الهلال الأحمر السوري قبل أن تعلن وفاته.

ورغم تواجد عناصر المليشيا على عدد من الجبهات المشتعلة والحساسة، كما أعلنت كتائب الثوار اعتراف عدد من عناصر المليشيات الذين تم القبض عليهم خلال المعارك على الجبهات؛ بانتمائهم لهذه المليشيا، إلا أنه لم يتم الإعلان عن تشكيل هذه المليشيا بشكل رسمي حتى الآن.

وينتمي عناصر حزب الله السوري إلى أبناء الطائفة الشيعية حصرا، من المدن والقرى والأحياء الشيعية كشارع الأمين ومنطقة زين العابدين في دمشق، وبلدات الفوعة وكفريا في ريف إدلب، وبلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، فضلا عن جنسيات عربية وآسيوية أخرى، مثل لبنان والعراق وإيران أفغانستان، وبقيادة ضباط إيرانيين أو قياديين من حزب لله اللبناني.

وتقاتل في دمشق وريفها أيضا مليشيا عراقية شيعية تتواجد على أطراف الغوطة الشرقية وريف دمشق الجنوبي، تحت مسمى مليشيا "قوات أسد الله الغالب" بقيادة عبد الله الشباني الذي يشغل منصب الأمين العام للمليشيا.

وتشير المعلومات إلى أن الشباني كان قد وصل إلى دمشق عبر مطارها الدولي في منتصف شهر حزيران/ يونيو الماضي، واستقبله عدد من القادة العسكريين، بعضهم من جنسيات عراقية، بينهم حسين العبودي ومروان الأسدي وغسان العبودي وحيدر الشمري، حيث استضافوه في مقر قيادة اللواء في بلدة السيدة زينب، لرسم خطوط التعاون المشترك بين الألوية العراقية التي تقاتل بالنيابة عن قوات بشار الأسد في المنطقة، بحسب مصدر تحدث لـ"عربي21".

ويقود مليشيا "أسد الله الغالب في العراق والشام"، عسكريا أبو فاطمة الموسوي الملقب بـ"العقيل الموسوي"، حيث يشرف على الألوية العراقية المقاتلة، وعلى الحواجز العسكرية التي ترابط قواته عليها في ريف دمشق الجنوبي، لا سيماغ بلدة السيدة زينب التي تعتبر المعقل الرئيسي لهذه المليشيات.

وتتمركز في المنطقة الواقعة بريف دمشق الجنوبي، التي تعد خزان المليشيات الشيعية في سوريا ومستقطبها، المئات من عناصر حزب الله اللبناني، ولواء أبي الفضل العباس، وحركة النجباء العراقية، ولواء ذو الفقار، تحت قيادة الأمين العام للواء أبو شهد الجبوري، والقائد العسكري للواء أبو مهدي الكناني، ومعاونه علي البياتي، بالإضافة إلى المليشيات الإيرانية، ومنها "لواء فاطميون" و"لواء زينبيون" اللذان يضمان مرتزقة شيعة الأفغان والباكستان، بالإضافة إلى قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وقد احتضنت قوات النظام السوري هذه المليشيات داخل أحياء تقع تحت سيطرتها في محيط ضاحية السيدة زينب، بالإضافة إلى بلدتي السبينة والحسينية، ليحل هؤلاء مع عائلاتهم محل السكان السوريين الأصليين.

ومن هذه المنطقة، يتوزع مسلحو المليشيات حول المراقد الشيعية والبلدات الموجودة فيها، بالدرجة الأولى، كمقام السيدة سكينة في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ومقام السيدة رقية بجانب الجامع الأموي وسط دمشق، ومقام السيدة زينب بالريف الجنوبي، حيث تستغل إيران والنظام السوري حجة المراقد للتحشيد الطائفي والتعبئة في صفوف هذه المليشيات، وإيهام المقاتلين الشيعة بأنها حرب للدفاع عن المراقد المقدسة.
التعليقات (0)