سياسة عربية

معهد واشنطن: المحن والمتاعب الداخلية لحزب الله تتصاعد

تدخل حزب الله في سوريا أثقل كاهل المجتمع الشيعي في لبنان - أرشيفية
تدخل حزب الله في سوريا أثقل كاهل المجتمع الشيعي في لبنان - أرشيفية
يواجه حزب الله اللبناني اليوم ضغوطا كبيرة متصاعدة، فعدد الضحايا في سوريا والأخطاء التي ارتكبها في الداخل اللبناني، أديا إلى موجة غير معتادة -إن لم نقل غير مسبوقة- من الانتقادات الشيعية إليه.

هذا ما رآه مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن ديفيد شينكر، عبر ما كتبه في تقرير على موقع معهد واشنطن الإلكتروني.

واستشهد شينكر على ما اعتبره متاعب ومحنا كبيرة متصاعدة يتعرض لها حزب الله، باستطلاع قال فيه 70 بالمئة فقط من الشيعة: "إن حسن نصر الله هو ذلك القائد بالنسبة إليهم".

وقال شينكر: "يقينا، إن الأغلبية الساحقة من الشيعة اللبنانيين ما زالت تثق بنصر الله، ولكن في الآونة الأخيرة، أفادت تقارير عن ظهور بعض علامات التذمر داخل صفوف المنظمة، وتتعلق الشكوى الأساسية من التذمر بالمحسوبيات داخل المنظمة، وخصوصا فيما يخص منح المناصب العليا لأبناء القادة البارزين في حزب الله، وقد سُربت هذه الشكوى إلى الصحافة، وجرى التأكد منها بشكل مستقل من مصادر لبنانية".

وتابع بأن من علامات التذمر التي أدت إلى تراجع الثقة في الحزب هي أن"تدخل حزب الله في سوريا ثقل كاهل المجتمع الشيعي المتلاحم في لبنان، فمنذ عام 2011، سقط حوالي 1000 مقاتل من الحزب بين قتيل وجريح في سوريا وحدها، وهو عدد  كبير إلى درجة أن أكثر من 50 في المئة من الشيعة الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يعرفون شخصا استشهد في الحرب".

وواصل مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن بالقول: "على الرغم من ثقافة الاستشهاد المزعومة عند حزب الله، يبدو أن المجتمع الشيعي بدأ يتأثر بتزايد أعداد الضحايا، فخلال حملة الحزب الدموية في أيار/ مايو لاستعادة السيطرة على منطقة القلمون السورية على الحدود مع لبنان، فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وجد نفسه مضطرا لإرضاء الرأي العام من خلال الحديث عن عدد الضحايا خلال خطاب تلفزيوني، وخلافا للإشاعات، أعلن نصر الله أن 13 مقاتلا فقط قُتلوا في المعركة التي استمرت أسبوعين. ولكن تحقيقات صحفية لاحقة أجرتها صحيفة النهار اللبنانية اليومية أشارت إلى أن الأمين العام لم يعترف سوى بنصف عدد الضحايا".

وفي معرض أسباب قلق حزب الله من وجود المصاعب والضغوط التي يواجهها، أشار الباحث في المعهد إلى أن "مما يدل على قلق المنظمة من المشاعر المحلية هو قيام الحزب في حزيران/ يونيو بمهاجمة منتقديه من الشيعة اللبنانيين بصورة علنية، من على صحيفة الأخبار اللبنانية اليومية الموالية لحزب الله، وقد أُطلق على أولئك المنتقدين لقب شيعة السفارة الأمريكية".

ولفت إلى أنه "بالنسبة إلى اللبنانيين الشيعة، فإن الهموم المحلية هي التي تطغى، فشيعة لبنان، الذين يبلغ عددهم 1.6 مليون شخص، قلقون من تنظيمي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، ولأسباب وجيهة، إذ إن حزب الله المليشيا اللبنانية الشيعية التي تدعمها إيران يقاتل في سوريا منذ أربع سنوات، وقد ساعد نظام الأسد في قتل حوالي 300 ألف شخص، معظمهم من السنة".

ونوه شينكر إلى أنه "لم يؤدّ تغير حجة وجود حزب الله من مقاومة إسرائيل إلى إطلاق الحملات العسكرية دعما لإيران في اليمن والعراق وسوريا - إلى إضعاف الدعم الذي يلقاه الحزب من جمهوره المحلي. لكن دور الحزب الجديد حارسا للمصالح الإقليمية الإيرانية، بالإضافة إلى العثرات التي يواجهها على الصعيد المحلي، يؤديان إلى إثارة مخاوف الكثير من اللبنانيين الشيعة".

وعرج الباحث الأمريكي إلى  وجود ضغط كبير يواجهه حزب الله محليا، وهو "تهمة المحسوبية التي تتعلق بشكل أساسي بأبناء القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق في شباط/ فبراير 2008، ودفن بعد ذلك بفترة وجيزة في "روضة الشهيدين" التابعة للحزب، ومن ثم في كانون الثاني/ يناير 2015، قُتل جهاد، ابن عماد مغنية البالغ من العمر 26 عاما، في غارة جوية إسرائيلية على مدينة القنيطرة السورية أثناء مراقبته لمنطقة الجولان السورية مع لواء إيراني".

هذا الأمر وفقا لمعهد واشنطن، "دفع مقتل جهاد مغنية بعض اللبنانيين الشيعة إلى التساؤل عن سبب وجود عنصر حديث العهد نسبيا في حزب الله مع قائد عسكري إيراني رفيع المستوى. وسرعان ما تبيّن أن جهاد مغنية كان قد عُيّن قائدا لجبهة الجولان التي أُنشئت حديثا من قبل حزب الله ضد إسرائيل. وبعد أقل من 6 أشهر، تم اختيار نجل عماد مغنية الأكبر سنا، مصطفى، البالغ من العمر 28 عاما، لشغل المنصب البارز ذاته، وقيل إن نصر الله شخصيا هو الذي اختاره".

وطبقا لوجهة نظير شينكر، فإنه "على الرغم من أن هذه المحسوبية لصالح أبناء عماد مغنية غير لائقة، إلا أن حزب الله مرّ بفضائح أسوأ بكثير وتخطاها، ففي عام 2009، على سبيل المثال، أُلقي القبض على الممول المحلي الرئيسي لحزب الله، وهو ناشر يدعى صلاح عز الدين، لقيامه بخداع المليشيا و10 آلاف لبناني شيعي آخر بمبلغ 300 مليون دولار. وقد أضرت عملية الاحتيال المالي موضع البحث بسمعة حزب الله إلى درجة أن رجال الدين في الحزب أصدروا أمرا أشبه بفتوى دينية، يمنع الشيعة من ذكر عز الدين بكل ما يتعلق بالحزب".

واعتبر أنه "رغم توسيع الحزب لدائرة نفوذه في المنطقة، يتزايد قلق بيئته في الداخل اللبناني، ولعل اللبنانيين الشيعة يشعرون بالأمان بفضل مغامرة الحزب في سوريا، ولكن وفقا لاستطلاع الرأي، قال نصف الذين شملهم الاستطلاع إن الحملة في سوريا أثرت سلبا على العلاقة مع السنة ومع لبنانيين آخرين".
 
وختم مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن ديفيد شينكر تقريره قائلا: "إنه بالرغم من كل الضغوط، فإن هناك احتمالا ضئيلا بأن يختفي حزب الله قريبا، وذلك بفضل مهارته العسكرية وجمهوره الوفي الذي ما زال يدعمه".
التعليقات (1)
فريد
الجمعة، 24-07-2015 10:43 م
ستكون نهاية هده الميليشية الطائفية الارهابية على ايدى الثوار السوريين بادن الله