جهود واتصالات مكثفة لمنع الانفجار في مخيم عين الحلوة
بيروت– عربي21- عزالدين أحمد28-Jul-1509:05 PM
0
شارك
تخاول جهات وتير الأوضاع في المخيم لإشغال الساحة اللبنانية بملفات عن ملفات أخرى - عربي21
تبذل قوى وفصائل فلسطينية وإسلامية في مخيم عين الحلوة جهودا حثيثة لمنع تدهور الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطنيين بمدينة صيدا جنوبي البلاد بعد اغتيال القيادي الفتحاوي العقيد طلال الأردني برصاص مجهولين السبت الماضي.
مصادر فلسطينية أكدت لـ"عربي21" أن الاتصالات ومساعي التهدئة ومنع انفلات الأمور تعدت الفصائل الفلسطينية إلى خارج حدود المخيم، حيث دخلت في الساعات الأخيرة قوى وأحزاب لبنانية على الخط، منعا لأي تدهور أمني في المخيم من انعكاسات سلبية على محطي المخيم بشكل خاص، ولبنان بشكل عام تحديدا في ظل الأزمات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد.
توترات أمنية
وشهدت الليلة الماضية توترا أمنيا تمثل بإطلاق رصاص في منطقة الشارع الفوقاني بالمخيم، تؤكد مصادر أمنية فلسطينية في المخيم لـ"عربي21" بأن الأوضاع الأمنية لا تزال تحت السيطرة على الرغم من حالة الاستنفار في أوساط المسلحين التابعين للعميد محمود عيسى (اللينو) الذي كان يُعد الأردني ذراعه الأيمن في المخيم، يقابله استنفار في أوساط مجموعة مسلحة يقودها بلال بدر الذي توجه له الاتهامات بالوقوف خلف عملية الاغتيال، ويصنف على أنه من التيار السلفي الجهادي.
توجيه الاتهام
أكد قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيمات لبنان اللواء منير المقدح أن اللجنة العليا للتحقيقات في المخيم ستصدر الأربعاء نتائج التحقيقات في حادثة الاغتيال، وتناقل ناشطون تصريحات له وجه فيها الاتهام رسميا لبلال بدر ومساعديه بتنفيذ عملية الاغتيال، وسرعان ما أصدر المقدح بيان ينفي ما نسب إليه.
وذكرت مصادر خاصة لـ"عربي21" أن اجتماع اللجنة الأمنية العليا الإثنين شهد بالفعل توجيه اتهامات لبلال بدر على لسان المقدح طالبا عدم تسريب الإتهام للإعلام وانتظار نتائج التحقيقات، إلا أن الإتهام جرى تسريبه بالفعل ما اضطره لاصدار بيان لنفيه.
وكان مسؤولون من حركة فتح أعلنوا خلال تشييع جنازة الأردني أمس أنهم لن يتقبلوا العزاء في الأردني، دلالة على إصرارههم على الثأر من قتلته، وهو ما وضعته مصادر فلسطينية في المخيم في إطار "المزوادات الداخلية" في ظل الانقسام الذي تعاني منه حركة فتح في الساحة اللبنانية بين تيار يؤيد الرئيس محمود عباس وآخر يؤيد القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.
ويجري الحديث حسب مصادر "عربي21" عن توافق فتحاوي-فتحاوي على استبعاد الرد المباشر عسكريا على مجموعة بلال بدر لتكلفته المرتفعة في الأرواح من الطرفين واحتمالية تطورها لمواجهة شاملة مع التيار السلفي الجهادي في المخيم، دون استبعاد أن يتم الرد باغتيالات محددة، لا سيما وأن سجل الاغتيالات بين الطرفين مستمرة منذ فترة طويلة.
جهات خارجية
توتير الأوضاع في المخيم يضعه متابعون أيضا في إطار مساع لجهات مهتمة بإشغال الساحة اللبنانية بملفات عن ملفات أخرى، حيث يؤكد في هذا الصدد عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان ياسر علي أنه "ثبت لدينا بالدليل القاطع أن هناك جهات خارجية تعمل لذلك".
ويحذر علي في حديث خاص لـ"عربي21" من وصول الأمور في المخيم إلى نقطة اللاعودة "إذا لم يتم تدارك الأمر، وتصرف الجميع بمسؤولية تجاه أهلنا في المخيم"، لافتا إلى أن المستفيد مما يجري "هو من لم يناسبه العمل المشترك بين الفصائل ضمن المبادرة الفلسطينية التي تعمل الفصائل مجتمعة فيها لتثبيت الأمن في المخيم".
ويضيف علي أنه بات "من الواضح أن البعض اعتبر نفسه خارج المبادرة وغير معني بها، وبالتالي يهمه إفشالها وتصفية حساباته ولا يهمه وضع شعبه ومستقبل مخيمه"، مشيرا إلى أن "الأمور حتى الآن يجري احتوائها من خلال اللجان المعتمدة والقوة الأمنية، غير أن هذا لا يكفي ولا يحمي من انزلاقات مفاجئة"، داعيا لما سماه "بناء نظام أمان رادع، يحمي المخيم".
ظاهرة الجهاديين
وبخصوص حديث بعض وسائل الإعلام اللبناني بكثرة عن ظاهرة "الجهاديين" أو "الإرهابيين" في المخيم، يقلل علي من حجم هذا التيار، مشيرا إلى أن "أعدادهم ليست كبيرة، ولا يمكن وصفهم بالظاهرة، ونلاحظ محاولات تكبير خطرها من عدة جهات"، مجددا خشيته من أن يكون "المقصود من ذلك هو تبرير نشوب معركة غير حتمية".
ويتحدث علي عن هذه الشريحة بالقول: "هم من المتأثرين عن بعد، ومن الشباب الصاعد الممنوع من مغادرة المخيم، المضغوط في معيشته، المخنوق في تحركه، ويناله ما ينال الشعب الفلسطيني من ظلم وهضم، مما أوجد البيئة الحاضنة لنقمة الشباب على الواقع".
وتعليقا على ما تناقله نشطاء من احتمالية أن يكون للانقسام الفتحاوي-الفتحاوي علاقة بعملية الاغتيال، يقول ياسر علي: "لا نرغب بالتدخل بالشأن الداخلي لحركة فتح، رغم أن بعض الأخبار قالت العقيد اللينو اتهم عزام الأحمد، لكن التحقيقات التي تجري الآن حددت الأطراف المنفذة لعملية الاغتيال. وستصدر لجنة التحقيق تقريرها قريب".