تظاهر العشرات من طلاب الثانوية
الأزهرية وأولياء أمورهم، أمام مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة الأحد، تحت شعار: "غضب طلاب الأزهر"، احتجاجا على انخفاض نسبة النجاح التي بلغت 28.1% فقط هذا العام، وهي أدنى نسبة فى تاريخ الأزهر.
وأعلن المشاركون في المظاهرة رفضهم "التصحيح الجائر للامتحانات"، وطالبوا بإعادة التصحيح، ورفع نسبة النجاح، وإقالة وكيل الأزهر عباس شومان.
وهددوا بإعادة التصعيد، الثلاثاء المقبل، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، مشددين على رفضهم تشويه صورة طالب الأزهر، بالقول إنه يعتمد على الغش دائما فى الإجابة، مؤكدين أنهم تعرضوا لظلم من المصححين.
وشكا طلاب كثيرون من رسوبهم في معظم المواد، مؤكدين أن النتيجة جاءت بشكل عشوائي، وأن خفض نسبة النجاح تهدف إلى القضاء على الأزهر ودوره.
وردد المحتجون: "ياللي بتسأل إحنا مين.. إحنا الطلبة المظلومين"، و"مش هنسلم مش هانطاطي.. إحنا كرهنا الصوت الواطي"، و"أنا أزهري حر.. وهاوريكم المر"، و"قول ماتخافشي.. شومان لازم يمشي"، و"مش هنسلم مش هنبيع.. حق الطلبة مش هيضيع".
وبحسب مراقبين، فأن إعلان ارتفاع نسب النجاح بالثانوية العامة إلى قرابة 80% مقابل نحو 28.1% للثانوية الأزهرية، يدل على توجه سياسي لدى سلطات الانقلاب لتنفير أولياء الأمور من إلحاق أبنائهم بالتعليم الأزهري، مشيرين إلى إصرار شيخ الأزهر أحمد الطيب على اعتماد نتائج الثانوية الأزهرية، دون رفع نسبة نجاحها عن 28.1 فقط.
ولم يستبعد المراقبون أن تكون النتائج المنخفضة عقابا جماعيا من سلطات الانقلاب لطلاب الأزهر الذين تعتبرهم قلعة مناهضة للانقلاب، قائلين إن الهدف من هذه النتائج قد يكون التنكيد على أولياء الأمور، كي ينكدوا على أبنائهم، حتى يكفوا عن المظاهرات، ويركزوا فقط على المذاكرة، محذرين من أن هذا السيناريو سينقلب عكسيا، وأن الأهالي قد يدفعون أبناءهم لمزيد من التظاهر.
وتأتي نتيجة الثانوية الأزهرية هذا العام، في ظل دعوات دائمة من رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي إلى "تجديد الخطاب الديني"، وإصلاح الأزهر.
الأزهر يتذرع بالخطوات الإصلاحية ومنع الغش
من جهته، أرجع وكيل الأزهر، عباس شومان، السبب في انخفاض نسبة النجاح هذا العام إلى "الخطوات الإصلاحية" التي اتخذها الأزهر لضبط العملية التعليمية، ومنع الغش بهدف إعطاء كل طالب حقه، على حسب مستواه العلمي، وتحصيله خلال العام، وفق قوله.
وأضاف أن هذه النسبة هي أولى ثمار الإصلاح التي بدأها الأزهر منذ فترة، مشيرا إلى انخفاض تنسيق الجامعة لهذا العام نظرا للانخفاض الشديد الذى حدث فى نتيجة الطلاب.
ومن جانبه، اعتبر رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، محمد أبو زيد الأمير، أن السبب الرئيس فى تدني نسبة النجاح يرجع إلى الخطوات التي اتخذت لإصلاح التعليم الأزهري، ومنع الغش تماما داخل اللجان، مضيفا أن منع الغش أولى خطوات هذا الإصلاح، حتى يكون خريج الأزهر على قدر المسؤولية، ويستطيع تجديد الخطاب الديني، ومواجهة التطرف، والإرهاب.
في المقابل، اشتكى أولياء أمور الطلاب والطالبات من عدم وجد مدرسون، وغياب الاهتمام بالمدارس الأزهرية أصلا، وأن الدراسة قائمة على الدروس الخصوصية، داعين مسؤولي الأزهر إلى الإصلاح من أنفسهم أولا.
وكان وكيل الأزهر، عباس شومان، اعتمد نتيجة الدور الأول للشهادة الثانوية الأزهرية بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2014-2015م، وبلغت نسبة النجاح للقسم الأدبي 25.8%، فى حين بلغت نسبة النجاح للقسم العلمي 40.2%، وبلغت نسبة النجاح الإجمالية للشهادة الثانوية الأزهرية 28.1%.
وبلغ عدد الطلاب الذين تقدموا لأداء امتحانات الثانوية الأزهرية هذا العام 121 ألفا و722 طالبا وطالبة، فيما بلغ عدد الناجحين والناجحات 33 ألفا و796 من الطلاب، وبذلك تكون أعداد الطلاب الذين سيتقدمون لامتحانات الدور الثاني 58 ألفا و976، وهى ضعف نسبة الطلاب الناجحين بالدور الأول!
هروب جماعي من التعليم الأزهري
في سياق متصل، أعلنت مديريات التربية والتعليم في المحافظات ارتفاع معدل التحويل من التعليم الأزهرى للتعليم العام بشكل غير مسبوق، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إعلان نتائج الثانوية الأزهرية.
وبلغت أعلى نسبة للتحويل -وفقا لتقارير إدارة شؤون التعليم والطلاب بمديريات التعليم- بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية، ومن الصف الأول الثانوي الأزهري للثانوية العامة الـثلاثين في المئة، وهى النسبة المخصصة لقبول التحويل فى أي مدرسة من التعليم العام، والخاص، والأزهري.
ورفضت الإدارات والمديريات التعليمية قبول تحويلات أعداد كبيرة من طلاب المعاهد الأزهرية بمختلف مراحلها؛ لعدم وجود أماكن شاغرة بالمدارس الحكومية.
ونقلت تقارير صحفية عن مسؤول بمديرية التربية والتعليم في القاهرة تأكيده وجود ظاهرة "الهروب الجماعي" من الأزهر لمدارس التعليم العام، وقال: "إن الأهالي قلقون جدا من انخفاض نتائج الثانوية الأزهرية، فوجدوا التعليم العام هو البديل المناسب".
وكان طلاب الأزهر الغاضبون دشنوا صفحات عدة بموقع التواصل الاجتماعي، حملت أسماء مختلفة منها: "تمرد طلاب الأزهر"، و"غضب الأزهر"، و"معا لمقاطعة امتحانات الدور الثاني بالأزهر"، وهاشتاج "قادمون _ إلى _ المشيخة"، و"غضب طلاب #الأزهر".
ومن جهتها، زعمت صحيفة "المصري اليوم"، الصادرة الأحد، أن جهات سيادية بالدولة طالبت الأزهر بفتح تحقيق موسع حول التدني الشديد فى نسبة النجاح فى امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام، فيما اعتبره مراقبون "نوعا من ذر الرماد في العيون، وغسلا لليد من المسؤولية عن هذه النتيجة المزرية، وهربا إلى الأمام"، تلافيا لغضب الرأي العام من النتيجة.
فضيحة الثانوية الأزهرية
وعلى صعيد متصل، أعرب صحفيون وكتاب عن دهشتهم من نسبة النجاح المتدنية فى الثانوية الأزهرية التي بلغت 28.1%.
وتحت العنوان السابق وصف "علاء عريبي"، الكاتب الصحفي بجريدة الوفد، النسبة، بأنها "نسبة مهينة للتعليم فى مصر، وفضيحة لمؤسسة الأزهر، التي تمثل صورة الديانة الرسمية التي تمثل مذهب الحكومة وخطابها الديني"، على حد تعبيره.
وأضاف أن هذه النسبة من النجاح تعني إعلان فشل المنظومة التعليمية لهذه المؤسسة، مؤكدا أنه من المفترض مع نسبة متدنية مثل هذه أن نغير المنظومة التعليمية فى الأزهر بجميع قياداتها.
وشدد على أن المشكلة ليست فى تقصير الطلبة بل فى الأسباب التى أدت إلى هذا التقصير، ولماذا تم إهمال الطلبة، وتركهم بمستواهم هذا، وما مستوى هيئة التدريس، وما نسبة النجاح فى السنوات السابقة، ومستوى درجات الطلبة، وهل تتوافق، ومستواهم التعليمي؟