في ملاعب
كرة المضرب في ناد راق في إسلام أباد، يشجع المدرب محبوب خان المتدربين، لكنهم لا يطمحون إلى الوصول إلى بطولة ويمبلدون أو رولان غاروس، بل إنهم يحلمون في أن تساعدهم هذه
الرياضة على الحصول على
منحة للالتحاق بجامعات أمريكية عريقة.
وفي مجال الرياضة، يعرف عن
الباكستانيين شغفهم بالكريكت والهوكي على المساحات العشبية، أما رياضة كرة المضرب فتحتل حيزا أضعف من الاهتمام لدى الباكستانيين وتستقطب شبابا من الطبقة الميسورة فقط.
لكن خلال السنوات الأخيرة تغيرت أولويات الشباب في البلاد.
ففي خلال مسيرة ممتدة على 36 عاما، قام المدرب محبوب خان (65 عاما) بتدريب العشرات من رواد هذه الرياضة ممن تنافسوا مع رياضيين محترفين ومثلوا البلاد في مباريات كأس الاتحاد أو كأس ديفيس.
لكن على مر السنين، تخلى المتدربون الأكثر كفاءة عن أحلامهم باحتراف هذه الرياضة في مجال تحتدم فيه المنافسة، مفضلين التركيز على طموحات أكثر واقعية.
فكرة المضرب باتت في نظرهم بمثابة تأشيرة دخول إلى
الجامعات الأمريكية التي يتعذر عليهم تكبد تكاليفها دون المنح الرياضية التي تمنحها.
سارة محبوب ابنة المدرب، البالغة من العمر 24 عاما، صنفت الأولى في باكستان لمدة ست سنوات على التوالي، لكنها اضطرت لتوظيف هوايتها للحصول على منحة، وتابعت دراستها وتخرجت في كلية علم الاجتماع بجامعة جيمس ماديسون في الولايات المتحدة التي قدمت لها منحة دراسية سخية.
أما ناتاشا أفريدي، منافسة سارة والمصنفة في المرتبة الثانية، فقد سلكت أيضا هذا الدرب، شأنها في ذلك شأن الكثيرين من الشباب الموهوبين في رياضة كرة المضرب.
وشرح محبوب خان أن اللاعبين يختارون جميعهم توظيف هواياتهم للحصول على منح دراسية بدل متابعة مسار الاحتراف في بلدهم، نظرا لتكاليفه الباهظة وغياب التمويل من الجهات الراعية.
وكانت كرة المضرب بداية رياضة محصورة بالنخبة في باكستان، وهي لم تعد تستقطب لا الموارد العامة ولا الاستثمارات الخاصة.
وقال المدرب: "يتبارى الشباب في مباريات وطنية بداية ثم يخوضون المسابقات الدولية المخصصة لفئتهم العمرية. لكن عندما يدركون أنهم لن يحصلوا على الدعم اللازم، يفضلون متابعة الدراسة في الجامعات الأمريكية".
وفي الغرب، لا تتوانى الشركات المتعددة الجنسيات عن التعاون مع اللاعبين المبتدئين الذين قد يسطع نجمهم في أحد الأيام في المسابقات الدولية، لكن الوضع أكثر تعقيدا في باكستان.
وقالت سارة محبوب: "ليس من السهل الحصول على دعم الجهات الراعية، لا سيما للفتيات اللواتي يخضن هذا المجال.. وقد اضطررت إلى اتخاذ قرار صعب، فكان علي إما أن أجرب حظي عند المحترفين أو أن ألتحق بالجامعة. وفي نهاية المطاف، بدت لي الجامعة الخيار الأنسب".
وقد بلغ هيثم الحق قريشي، أفضل لاعب في باكستان، المرتبة الثامنة عالميا في تصنيف فئة الزوجي لدى اللاعبين المحترفين في حزيران/ يونيو 2011.
لكن في ملاعب العاصمة الباكستانية، يبدو أن الشباب غير مهتمين بإنجازات مماثلة. وقال عمار داغا، وهو ابن مسؤول حكومي رفيع المستوى في الثانية عشرة من العمر: "لا أريد أن أصبح لاعبا محترفا، بل مجرد الحصول على منحة من جامعة أمربكية عريقة".