سياسة عربية

"جيجاك نحن أخوة" حملة سورية لتخفيف الاحتقان العربي الكردي

جيجاك نحن أخوة - حملة لتخفيف الاحتقان بين العرب والأكراد في سوريا
جيجاك نحن أخوة - حملة لتخفيف الاحتقان بين العرب والأكراد في سوريا
أثارت الأنباء التي تحدثت عن انتهاكات ارتكبتها وحدات حماية الشعب الكردية، بحق المكون العربي في مدينة تل أبيض في الشمال السوري، بعد استعادة السيطرة على المدينة من تنظيم الدولة، جملة من الانتقادات اللاذعة في صفوف السوريين، وأججت تلك الأنباء حفيظة الكثير من النشطاء، الذين ذهب بعضهم إلى وصف ما جرى بـ"التهجير الديموغرافي"، ارتكبته بعض المليشيات الكردية لفرض واقع جيوسياسي جديد على المنطقة برمتها.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعية مسرحا لتلك الانتقادات، وحملات التخوين من كلا الطرفين، الكردي والعربي على حد سواء.

ولعل المتتبع البسيط لهذه الوسائل يدرك على الفور كمية الاحتقان الطائفي لدى النشطاء من كلا الطرفين، ولأن هذا الاحتقان لا يخدم القضية ولا المستقبل السوري، كما يقول الكثير من النشطاء، كان لا بد من إطلاق حملات مضادة على هذه الوسائل أيضا، فالحل بالضرورة يعني المواجهة، والمواجهة هنا كانت عبر حملة تحت مسمى "جيجاك نحن أخوة"، تهدف وفق القائمين عليها إلى إعادة المحبة والسلام بين مكونات الشعب السوري.

يقول أحد مطلقي الحملة، ويدعى "غيفارا نبي"، وهو ناشط مدني كردي، في اتصال لـ"عربي21": "كلمة جيجاك تعني الوردة باللغة الكردية، وهي كلمة متداولة في الشمال السوري، ما بين الكرد والعرب، وتطلق للنداء على الشخص الذي لا تعرف اسمه، ولأن الحملة تهدف للمحبة والسلام، بالتالي ليس هنالك أجمل من الوردة للتعبير عن ذلك".

وأضاف نبي: "بعيد الانتهاكات التي ارتكبت في تل أبيض، والانتهاكات السابقة التي ارتكبتها جبهة النصرة عندما اعتقلت حوالي 40 كرديا في مدينة بنش في الريف الإدلبي، ساد خطاب عنصري، في أوساط الناشطين السوريين، ولهذا نحاول من خلال هذه الحملة تذكير الجميع بأننا أخوة".

وعند الحديث عن فعاليات هذه الحملة ذكر نبي، أن البداية سوف تكون بتنظيم اعتصامات في كل من محافظتي حلب وإدلب. وأضاف: "سننظم حملات لرسم شعار الحملة على جدران المدينتين أيضا، علاوة على عقد جلسات حوارية لنشطاء سوريين، في مدينة عينتاب التركية، تتناول موضوع الاحتقان الحاصل في الفترة الأخيرة وبحث سبل تفاديه، إضافة إلى بحث دور الفصائل المسلحة في إشعال حالة الاحتقان، كتنظيمي حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم الدولة الإسلامية".

وحمل نبي العسكرة من كلا الجانبين المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأمور، مشددا على أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يمثل الكرد، كما أن تنظيم الدولة لا يمثل العرب السنة أيضا. وقال: "لن ندع تحديد مصير سوريا المستقبل بيد أحزاب شمولية، من يحدد مصيرنا نحن الشعب فقط".

ورأى الناشط نبي أن الأزمة الحاصلة هي أزمة ثقة فقط، ولا بد من العمل على كسر حالة الجمود، لأن ما عاشه الشعب السوري، من تاريخ جميل مشترك، لا يمكن أن ينسف بسهولة"، وفق تقديره.

أما محمد زياد، مدير تحرير وكالة "شمال برس" الإخبارية المحلية، وبعد أن شدد على وقوفه ضد الخطاب العنصري العربي الكردي، دعا إلى ضرورة الوقوف من قبل الجميع ضد تصرفات حزب الاتحاد الديمقراطي، وتنظيم الدولة.

وقال في حديث مع "عربي21": "حزب الاتحاد الديمقراطي عينة سيئة من الشريحة الكردية، وحالهم كحال مناصري النظام السوري في الشريحة العربية أيضا".

أما بخصوص حملات التخوين المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى زياد أن هذه الحملات لا تخدم إلا أعداء الثورة السورية. وقال: "التاريخ يؤكد أن الشعب السوري واحد، وهتافاتنا أثناء المظاهرات أسمعت العالم جميعا أننا شعب واحد".

وقد حفلت الصفحة الرسمية للحملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فور انطلاقها، بصور لنشطاء سوريين من مختلف العواصم والمدن العالمية حملوا لافتة كتب عليها شعار الحملة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب أهداف الحملة. لكن مصادر محلية مطلعة بينت أن مؤشرات الاحتقان العنصري ستبقى وتيرتها متصاعدة، ما لم تصدر تطمينات من جهات رسمية كردية تؤكد رفضها المطلق لفكرة قيام الدولة الكردية في الشمال السوري.
التعليقات (0)