حمل الحاكم الأول في
العراق سابقا
بول بريمر، ما يشهده العراق حاليا من مآسٍ، للرئيس الأمريكي
باراك أوباما، نتيجة سحبه للقوات الأمريكية في العام 2011.
وقدم بريمر في مقابلة له مع موقع "سي إن إن عربي"، اطلعت عليه صحيفة "
عربي21"، ثلاثة مقترحات للخروج من الأزمة التي تشهدها العراق، أولها توسيع الحملة الجوية بصورة أكبر بكثير مما هي عليه في الوقت الحالي؛ حيث أشار إلى أن هناك حاليا نحو 14 غارة جوية في اليوم، ثلاث أرباعها تعود دون قصف أهدافها، أما المقترح الثاني، فيرى أن الأمريكان بحاجة لعناصر على الأرض لتوجيه الضربات الجوية، ثم ثالثا البدء بإرسال أسلحة للقبائل السنية وللأكراد."
وتابع قائلا "لابد من العمل على تحقيق الأهداف التي وضعها الرئيس الأمريكي، وهي هزيمة تنظيم الدولة، ولابد من هزيمته أمام العالم، لأن مصداقية أمريكا على المحك، والسؤال المهم الآن هو كيف يمكننا تحقيق أهداف أوباما؟".
وعن الانتقادات التي وجهت له خلال فترة خدمته في العراق مثل تفكيك الجيش، رد بريمر على أن "القاعدة في العراق هزمت على أيدي الجيش العراقي الذي تم تدريبه من القوات الأمريكية، وبنهاية العام 2009 كان تنظيم القاعدة في العراق منتهيا."
وأكد بريمر، أن الرئيس أوباما اعترف بإنجازات بريمر في العراق، عندما تولى فترته الرئاسية، حيث نسب إليه القول "أنه استلم ملف العراق مستقرا وديمقراطيا".
وقال في نهاية مقابلته، إن "المشكلة الرئيسية التي نواجهها اليوم، هو قرار الرئيس بنهاية العام 2011 بسحب كل القوات الأمريكية من العراق، وهذا السبب الرئيسي لرؤيتنا المولد الجديد لتنظيم القاعدة في العراق، التي تدعو نفسها الآن بتنظيم داعش".
محملا مرة أخرى عدم استقرار العراق، إلى أوباما بعد سحبه للقوات الأمريكية، وهو ما اعتبره خطأ كبيرا، جعل العراق يعيش في حروب داخلية، مع احتقان سياسي وطائفي لا يريد أن ينتهي".
وتولى بول بريمر حكم سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق، وامتد حكمه كممثل لسلطة الاحتلال الأمريكي من 21 نيسان/أبريل 2003 إلى 28 حزيران/يونيو 2004.
وكانت أول سلطة شكلت لإدارة أمور العراق بعد الإطاحة بحكومة صدام حسين في نيسان/أبريل 2003، حيث استندت سلطة الائتلاف في حكمها على قرار مجلس الأمن المرقم 1483 في 2003، حسب قوانين الحرب والاحتلال العسكري المتفق عليها في الأمم المتحدة.
وعقب
غزو العراق 2003، تشكلت هيئة لإدارة شؤون العراق باسم مكتب المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار العراق، واختير العسكري الأمريكي المتقاعد جاي كارنر مشرفا عليها.
وكان عمر هذه الهيئة قصيرا حيت تم حله بصورة مفاجئة، وعين بعدها بول بريمر في مكان "جاي كارنر"، وتم تبديل الاسم لسلطة الائتلاف المؤقتة التي كانت تدعم من ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية، حيث كان وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد"، هو المسؤول الأعلى لبول بريمر.
في 13 تموز/يوليو 2003 شكلت سلطة الائتلاف المؤقتة مجلس الحكم في العراق، بالرغم من أن مجلس الحكم كان محدود الصلاحيات بوجود سلطة الائتلاف المؤقتة، إلا أنه كان يمتلك بعض الصلاحيات كتعيين وزراء وتعيين ممثل للعراق في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى كتابة مسودة دستور، الذي سمي لاحقا بقانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية.