ذكرت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير أعده ريد ستاندش أن قائمة الانتحاريين الذين يرغبون بالشهادة في
تنظيم الدولة الإسلامية يتم التلاعب بها لتفضيل السعوديين على بقية المقاتلين من مناطق أخرى.
ويرى الكاتب في التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، أنه حتى في داخل دولة "الخلافة" من الصعب التخلص من المحسوبية.
وجاءت الاتهامات بالمحسوبية من كامل أبو سلطان
الداغستاني، الداعية من داغستان في منطقة القوقاز، التي ذهب منها العديد من الشبان للقتال في
سوريا.
وكتب الداغستاني على الموقع الجهادي الناطق بالروسية "أونا"، مرددا اتهامات بالمحسوبية التي نقلها له أحمد تشاتيف، والمعروف أيضا بأحمد الشيشاني، المسؤول البارز في تنظيم الدولة، الذي يقود كتيبة اليرموك في سوريا، حيث قال إن "السعوديين يحيكون كل شيء، ولا يسمحون لأحد بالدخول".
ويضيف: "لا يسمحون لغير أقاربهم بالتقدم في الصف الأول مستخدمين "بلات"، وهي كلمة روسية تعني الواسطة أو الاتفاق غير الرسمي"
وفي حكاية أخرى، يقول كامل إن انتحاريا كان ينتظر دوره، ثم نقل إلى
العراق؛ حيث إن فترة الانتظار أقصر منها في سوريا.
وكتب: "ذهب إلى العراق؛ لأن قائمة الانتظار طويلة في سوريا. ولكن الانتحاري وبعد انتظار ثلاثة أشهر وجد أن أعضاء التنظيم البارزين من السعودية يحابون أبناء وطنهم ويقدمونهم أولا، أي يضعونهم على رأس قائمة الانتحاريين. وبعد خيبة أمل وانتظار عاد الانتحاري الشاب إلى سوريا، حيث حكى قصته لأحمد الشيشاني الذي نقلها بدوره لكامل الداغستاني.
وتم الكشف عن قائمة الانتظار للعمليات الانتحارية في تموز/ يوليو 2014، عندما قال المتشدد البريطاني كبير أحمد: "يقرر الأمير من يختاره للعملية، وأحاول الضغط عليه كي يقدم اسمي في رأس القائمة"، حسبما نقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية – بي بي سي.
وتم شرح الطريق لمن يريد أن يكون انتحاريا في دليل من 100 صفحة باللغة الإنجليزية نشره التنظيم.
فعلى المتطوعين الجدد إثبات أنفسهم أولا في المعسكر، فيبرزون في المعارك، قبل أن يتم ترشيحهم لقائمة الانتحاريين.
ويقول الدليل: "من يريد أن يصبح انتحاريا فعليه بالصبر".
وبحسب كامل الداغستاني، فقائمة الانتحاريين أصبحت طويلة لدرجة صار يُقتل فيها المقاتلون قبل أن تسنح لهم فرصة القيام بعملية انتحارية. طبعا باستثناء السعوديين، خاصة من لهم صلات جيدة.
يُذكر أن
العمليات الانتحارية تسمى في تنظيم الدولة "انغماسية"، وأحيانا استشهادية، وفق متابعة "عربي21"، وهي واحدة من أسرار القوة في الهجمات لدى التنظيم، بخاصة الكبيرة منها، حيث يتقدم "الانغماسيون" الصفوف لفتح الطريق أمام زملائهم.