ملفات وتقارير

التهجير والهدم.. سياسة الاحتلال الإسرائيلي القديمة الجديدة

سياسة الهدم والتهجير من البيوت تطال الفلسطينيين في كل مكان - أرشيفية
سياسة الهدم والتهجير من البيوت تطال الفلسطينيين في كل مكان - أرشيفية
يعاني الفلسطينيون من سياسة الكيان الإسرائيلي القديمة/ الجديدة، التي تقضي بتهجير السكان وطردهم من بيوتهم وهدمها، ومصادرة أملاكهم، في مشهد بات ينقش ذلك في الذاكرة الفلسطينية التي لم تنس ما حل بها منذ 67 عاما. وقد أقرت محكمة إسرائيلية مؤخرا، بهدم وتهجير قرية "أم الحيران" في النقب، من أجل إقامة مستوطنة باسم "حيران"، على انقاض القرية.

فالجرافات والآليات الإسرائيلية تدعمها قوات الاحتلال، لا تكف عن الهدم (بيوت، مساجد، محلات تجارية) في قرى النقب المحتل، حيث باتت عشرات الآلاف من بيوت الفلسطينيين مهددة بالهدم، وأصبحت في عين القناص الإسرائيلي، وقد كان آخرها الثلاثاء الماضي (14 آيار/ مايو 2015)، حينما هدمت قوات الاحتلال مسجدا وعدة محلات ومنازل، بقرى النقب، ليرتفع عدد المنازل المدمرة في النقب إلى نحو ألف منزل، خلال عام 2014، بحسب بيان الحركة الإسلامية.

راية بيضاء

وأكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، الشيخ كمال الخطيب، أن الشعب الفلسطيني لديه قرار واضح وجلي، وهو أنه "لن تكون هناك نكبة ثانية"، مشددا على أن الاحتلال "لن يرى منا حمل أطفالنا على أكتافنا، ولن يروا منا الطوابير الهاربة كما حصل عام 1948".

وأضاف لـ"عربي21": "لن يرى منا الإسرائيليون رفع راية بيضاء، ولن يروا منا مليون ونصف لاجئ. هم سيرون منا مليون ونصف شهيد"، في إشارة إلى عدد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 48، الذين يقدر عددهم بنحو مليون ونصف.

وأفاد نائب رئيس الحركة الإسلامية؛ أن السياسية الإسرائيلية على مر السنوات "واحدة وثابته تجاه الشعب الفلسطيني والذي تغير هو الأسماء"، لافتا إلى أنها قديما كانت تسمى "عصابات، أما اليوم هناك جيش وشرطة".

وبين أن العقلية الصهيونية التي تسببت في النكبة الفلسطينية عام 48، هي "ذاتها اليوم بممارساتها وسلوكياتها، لأنها ترى على الدوام أن العدو اللدود لها هو الشعب الفلسطيني"، مشددا على أن الشعب الفلسطيني "لن يسمح أن تستباح قراه ومدنه مرة أخرى".

البلاد بلادنا

وقال: "نحن أصحاب الحق في هذه الأرض، فهي أرضنا والبلاد بلادنا ولنا كامل الحق أن نعيش فيها مهما كان الثمن"، ويخطط الاحتلال الإسرائيلي على الدوام لتفريغ المدن الفلسطينية المحتلة عام 48، من سكانها الفلسطينيين.

وما يساعد الاحتلال في المضي قدما في سياسة العدوانية نحو الشعب الفلسطيني هو "الواقع العربي اليوم الذي يعيش أزمة كبيرة أكثر مما كان عليه عام 48"، بحسب الخطيب الذي أوضح أن الفارق بين الواقع العربي الحالي والقديم هو أن "الشعوب العربية باتت أكثر يقظة، ولديها إرادة التغيير، وضبطت بوصلتها نحو القدس وفلسطين"، حسب تعبيره.

وشدد الخطيب على "حتمية"، انتصار الشعوب في كل الوطن العربي، ما "سيصب في مصلحة القضية الفلسطينية"، مخاطبا قادة المشروع الصهيوني بقوله: "أنتم الآن تسبحون بعكس التيار. هناك تيار جارف اسمه المشروع الإسلامي الذي ما عاد يقبل بالخنوع والذلة، أما المشروع الصهيوني فهو يوشك على الأفول؛ لأن مشاريع الظلم إلى زوال".

الحلقة الأضعف

من جانبه، يؤكد الخبير والباحث في الشأن الإسرائيلي، إبراهيم أبوجابر، أن السياسة الإسرائيلية "لم تتغير؛ لأن النكبة الفلسطينية مستمرة منذ عام1948، وحتى يومنا"، متوقعا، في حديث لـ"عربي21"، أنها "ستستمر وستزداد سوءا، خاصة في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة، التي تشجع على استمرار المشاريع الاستيطانية وهدم المنازل في الضفة المحتلة ومناطق 48، وتهويد الأرض وتدنيس المقدسات وإهانة الإنسان ونهب الثروات الفلسطينية"، وفق قوله.

لكن أبو جابر يرى، من خلال متابعته، أن المشروع الصهيوني "ما زال ينمو ويزداد ويكبر"، مرجعا ذلك لـ"تهميش"، القضية الفلسطينية بسبب انشغال الزعماء والقادة العرب بالثورات العربية، إضافة إلى أن الشعب الفلسطيني هو "الحلقة الأضعف في المعادلة"، بحسب تقديره.

وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي أن الاحتلال "لا يفهم إلا لغة القوة، وكلما بقي الفلسطينيون هم الحلقة الأضعف كلما شجع ذلك الاسرائيليين في التمادي في ممارساتهم العنصرية وسلب الأراضي ومضايقة الناس وحصارهم"، معبرا عن اعتقاده بأن الواقع الفلسطيني الحالي "يصب في مصلحة المشروع الصهيوني".

وشكك أبو جابر في قدرة سكان النقب على مواجهة المشاريع الصهيونية التهويدية، لأن "الكف ما بناطح المخرز"، حسبي تعبيره، فعدوهم يمتلك "مقدرات هائلة جدا، وأجهزة أمنية، والمال لشراء الذمم الضعيفة، ويملك كذلك أدوات القمع والزج في السجون".

ويحيي الفلسطينيون في الداخل والشتات، الجمعة، الذكرى 67 لـ"النكبة"، من خلال إقامة العديد من الفعاليات التي تؤكد على حق العودة، وتحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي.







التعليقات (0)