صحافة دولية

إندبندنت: زوجة مدون سعودي تناشد ولي العهد الإفراج عنه

إندبندنت: الآمال التي عقدت على إفراج السلطات الجديدة عن رائف بدوي كان مبالغا فيها - أ ف ب
إندبندنت: الآمال التي عقدت على إفراج السلطات الجديدة عن رائف بدوي كان مبالغا فيها - أ ف ب
ناشدت إنصاف حيدر، زوجة المدون السعودي رائف بدوي، الذي حكم عليه بالسجن عشرة أعوام والجلد ألف جلدة؛ بسبب مقالات اعتبرت مسيئة للإسلام، السلطات السعودية العفو عنه والسماح له بالانضمام إلى عائلته في كندا.

وتأتي تلك المناشدة، التي نشرتها صحيفة "إندبندنت" البريطانية، بعد عام كامل من الحكم على زوجها بالسجن عشرة أعوام، وقالت فيها إن زوجها سجن لأنه "رجل فكر وقد عبر عن فكره بالكتابة".

وتشير الافتتاحية، التي اطلعت عليها "عربي21"، إلى أن المناشدة التي كتبتها حيدر باللغة العربية، اتهمت فيها السعودية بمعاملة زوجها على أنه "مجرم يستحق العقاب بالجلد والسجن"، فقط لأنه عبر عما يدور في فكره على مدونته الليبرالية، ولأنه كان يريد أن تحترم بلده الاختلاف.

وتستدرك الصحيفة بأنها قالت إن جهودهم لإسكاته قد فشلت، وتضيف أن "تعبير بدوي بصوت عال عن فكره قد أزعج السلطات السعودية، ولكنهم جعلوه أيقونة للحرية ليس في السعودية، ولكن في أنحاء العالم كله".

وتنقل الافتتاحية عن حيدر، التي تعيش الآن في كيوبيك، بعد أن أجبرت على الهرب من السعودية مع أولادها الثلاثة، قولها إنها على الرغم من بعدها عن زوجها، فإنها "تقف بقوة ومليئة بالسعادة"؛ لأنها تعرف أن العالم قد اعترف بشجاعته.

وتذكر الصحيفة أنه إحياء لذكرى الحكم على رائف بدوي في 7 أيار/ مايو، فإنه يخطط الآلاف من مؤيديه للتدفق أمام السفارات السعودية في أنحاء العالم كله للاحتجاج والمطالبة بالإفراج عنه.

وتورد الافتتاحية أن زوجة بدوي قد ختمت رسالتها بمناشدة مباشرة لحكام المملكة، وقالت: "أناشد ولي العهد المبجل، وولي عهده للعفو عن رائف، والسماح له بمغادرة السعودية إلى كندا، حيث تعيش عائلته". 

وتلفت الصحيفة إلى أن بدوي كان قد اعتقل في حزيران/ يونيو 2012، بعد انتقاده المؤسسة الدينية في المملكة، من خلال مدونته "الليبراليون السعوديون". وحكم عليه بعد عامين، وهو ما أدى إلى حالة من الشجب العالمي، وقد وقع على عريضة نظمتها منظمة العفو الدولية أكثر من مليون شخص، يطالبون فيها السلطات السعودية بالإفراج عنه.

وتوضح الافتتاحية أن حكم الجلد عليه لم ينفذ إلا مرة واحدة، حيث جلد خمسين جلدة، لكنه لم يخفض. وتمت إحالة قضيته من جديد إلى قاض في المحكمة العليا، لكن لا يعرف ماذا سيقول القاضي، أو بماذا سيحكم به.

وتبين الصحيفة أنه منذ الحكم عليه وسجنه فقد مُنح الناشط البالغ من العمر 31 عاما عدة جوائز دولية، ورشح لنيل جائزة نوبل للسلام. ودعت منظمات حقوق الإنسان يوم أمس إلى حملة دولية تدعو إلى الإفراج عنه.

وتنقل الافتتاحية عن آلان هوغارث من "أمنستي إنترناشونال" في بريطانيا، قوله: "لقد تحول الاهتمام الدولي عن السعودية، ولكن رائف لا يزال في مكانه قبل عام؛ فلا يزال في السجن، وهو ملاحق بإمكانية جلده في الساحة العامة". 

وتنقل الصحيفة عن مدير مكتب "هيومان رايتس ووتش" في بريطانيا ديفيد ميفام، قوله: "بعد عام على سجن بدوي يجب على المجتمع الدولي الضغط للإفراج الفوري ودون شروط عن كل الناشطين السلميين الذين أدينوا بجرائم لها علاقة بحرية التعبير، ومن أجل الإصلاح الجذري للنظام القضائي القاصر وغير العادل في السعودية".

ويقول هوغارث إن الحكومة البريطانية كانت "صامتة" حيال هذا الموضوع، متهما إياها بالقيام بالحد الأدنى للضغط على السلطات السعودية من أجل الإفراج عنه. ولم تكن جهود السفير البريطاني في المملكة "كافية بالقدر المطلوب"، بحسب الصحيفة. 

وتنوه الافتتاحية إلى أنه بالرغم من ذلك، فإن متحدثة باسم الخارجية البريطانية تقول إن الوزراء البريطانيين طرحوا وبشكل متكرر موضوع بدوي مع السعوديين، مضيفة أن "بريطانيا هي مدافع قوي عن حرية التعبير في أنحاء العالم كله. ونشجب استخدام العقاب البدني، ونحن ضد انتهاكات حقوق الإنسان في أي مكان تحدث".

وكانت حيدر قد قالت في كانون الثاني/ يناير للصحيفة إن زوجها "قوي جدا". لكن مديرة المنبر ضد التعذيب سوزان مونوري تقول إن التهديد بتعريضه لجلد جديد في الساحة العامة يترك آثاره الخطيرة على نفسيته. 

وتنقل الصحيفة عن مونوري قولها إن بدوي "معرض للعيش في ظل تعرضه للألم والإهانة من جلد جديد". وتضيف أن "الأثر الذي يتركه هذا الألم النفسي على تفكيره يحتاج إلى سنوات من العلاج النفسي. وبعد عام، فإنه من غير المعقول أن يبقى بدوي قابعا في سجنه الذي لا يحتمل".

وتفيد الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن حيدر دعت في رسالتها الجميع إلى ضم أيديهم معا وإشعال النور، وتقول: "في هذا اليوم أقف قوية ومليئة بالسعادة لاعتراف العالم بزوجي رائف بدوي، الذي سجن لفكره وعقله".

وتضيف حيدر في رسالتها: "لم يكن رائف مجرما أبدا، أو رجل عصابات أو تاجر مخدرات، ولكن السلطات السعودية عاملته على أنه مجرم يستحق العقاب، وجلدته وسجنته لمدة غير محددة".

وتتابع حيدر بأن "رائف كان رجلا عبر عن فكره من خلال الكتابة. وكان يحلم ويأمل بعالم جميل. وكان يريد منا، في بلد الرأي الواحد والتفكير والدين الواحد، احترام الاختلاف".

وتواصل قائلة إن "تعبيره بصوت عال عن هذه الأفكار أدى إلى إزعاج السلطات السعودية، ولكنهم حولوه إلى رمز للحرية، ليس في السعودية فقط، ولكن في أنحاء العالم كله. ففي هذا اليوم سيتدفق مئات من المتعاطفين مع رائف إلى السقارات السعودية في زوايا العالم الأربع، مطالبين بالإفراج عنه".

وتقول حيدر: "رفيقي رائف بدوي سجن لرأيه، وقد قضى ثلاث سنوات من حياته في السجن، ولا يزال مهددا بسفك دمه من أجل ما آمن به".

وتبين حيدر أن زوجها "حصل قبل يومين على جائزتين دولتين محترمتين، وهذا التكريم يرسل رسالة واضحة إلى السعودية التي تواصل سجن رائف، مفادها أن هناك خطأ يجب أن يصحح، ولهذا أناشد ولي العهد المبجل ونائبه للعفو عن رائف، والسماح له بمغادرة السعودية  إلى كندا، حيث تعيش عائلته".

ودعت "إندبندنت" في افتتاحيتها العالم كي يقوم بجهد أكبر للإفراج عنه، وقالت إنه لا يوجد ما ينافس حكام السعودية في ملاحقة المعارضة. مبينة أنه عندما وصل الملك سلمان إلى الحكم في كانون الثاني/ يناير، قدم هدية للسعوديين تصل إلى 21 مليار جنيه إسترليني، فقد حصل العاملون في القطاع العام على رواتب شهرين علاوة، فيما قدم لنوادي الرياضة والأدب الكثير من المنح، وكانت آخر مرة حصل فيها السعوديون على منح مالية كبيرة أثناء الربيع العربي عام 2011. 

وتجد الافتتاحية أن هناك مواطنا واحدا ليس لديه الكثير ليشكر الملك، هو رائف بدوي السجين منذ تعرضه للجلد. وتقول إن الآمال التي عقدت على إفراج السلطات الجديدة عن رائف بدوي كان مبالغا فيها. فالمؤسسة الدينية المؤثرة لن تنظر بعين الرأفة إلى رجل كل جريمته أنه كتب مقالات جميلة وناقدة يتحدث فيها عن منافع العلمانية، ويدعو فيها إلى الفصل بين الدولة والدين.

وتذكر الصحيفة أن بريطانيا والولايات المتحدة لم تقوما بالضغط على السلطات السعودية للإفراج عن بدوي، لأن السعودية تعد حليفا في الحرب ضد تنظيم الدولة، وزبونا كبيرا للسلاح.

وتختم "إندبندنت" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن "أمنستي إنترناشونال" تقول إن السفير البريطاني في الرياض لم يهتم بما فيه الكفاية بالقضية. وكشفت عن قيام وزير العدل كريستوفر غريلينغ بتقديم خدمات تجارية إلى النظام العدلي السعودي، وهو ذاته الذي يحتجز بدوي. 
التعليقات (1)
أسمراني
الخميس، 07-05-2015 06:26 م
زوجك بالأضافة لعقوقه لوالده الذي خرج منذ سنتين على الفضائيات السعودية يدعوا عليك ويتبراء منك , فقد كان يدير شبكة على الأنترنت , يشتم فيها الذات الألهية ويسخر من دين الأسلام , واحمدي الله انه لم يحكم عليه بالردة , وكل مسلم يعرف ماهو حكم المرتد في الأسلام , أذا لم يعذر بالجهل او الخطاء واستتيب ولم يرجع , فخير لك عودي إلى بلدك , فظلم ذوو القربى خير من جنة الغريب