ملفات وتقارير

الشماعة الجاهزة.. اتهام الإخوان بتسميم مياه الشرقية

المحافظ اتهم الإخوان بتسميم مياه الشرب - يوتيوب
المحافظ اتهم الإخوان بتسميم مياه الشرب - يوتيوب
أصبح من المعتاد في مصر إلقاء المسؤولية عن أي كارثة تحدث بالبلاد، على جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها "الشماعة الجاهزة" التي يتم تعليق أي فشل حكومي عليها.
 
وبعد اتهام "الإخوان" بأنهم المسؤولون عن أزمة سد "النهضة" الإثيوبي، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وغيرها من الأزمات التي تطحن البلاد، لم يجد محافظ الشرقية مهربا أو تفسيرا لتسمم المئات من أبناء المحافظة، من جراء تلوث مياه الشرب، سوى توجيه أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان، بأنها المسؤولة عن ذلك، في وقت كرر فيه مدير الأمن بالمحافظة الاتهامات نفسها، وتقدم محام مقرب من السلطات ببلاغ يتهم فيه الجماعة بارتكاب الأمر نفسه.
 
فقد تفقد، محافظ الشرقية، الدكتور رضا عبد العزيز، المصابين بالتسمم في مستشفى الإبراهيمية، السبت، بهدف الاطمئنان على حالتهم الصحية.
 
وقال لسيدة مصابة: "لا نستبعد أن يكون للجماعة الإرهابية الذين يقومون بحرق محولات الكهرباء، وزرع متفجرات على قضبان السكك الحديدية، يد في الحادث".
 
وأضاف: "لا نستبعد أن يضعوا لنا شيئا في اللقمة التي نأكلها"، على حد وصفه.
  
لكن المحافظ حاول أن يخفف من وطأة اتهامه، فقال -في مداخلة هاتفية مع فضائية "cbc"، مساء السبت- إنه لا يستبعد تورط جماعة الإخوان أو السلفيين أو اليهود في الواقعة.
 
وكان المحافظ أدلى بتصريحات مثيرة للجدل عقب وقوع الكارثة وجه فيها أصابع الاتهام لبعض الأئمة التابعين لجماعة الإخوان، باستغلال المساجد لإشعال الفتنة، ونشر الشائعات، على حد قوله؛ ما أشعل غضب الأئمة والدعاة بالمحافظة، ودفع عددا منهم للتجمع أمام مديرية الأوقاف بالشرقية، صباح السبت، للتعبير عن رفضهم لتلك التصريحات.
 
ومن جهته، قال مدير أمن الشرقية، اللواء مليجي فتوح مليجي، إن الجانب السياسي عامل أساسي في واقعة تسمم حالات الإبراهيمية بالشرقية.
 
وأضاف -في بيان أصدره السبت- أن جماعة الإخوان سبب رئيس وراء واقعة حالات تسمم الإبراهيمية بنسبة 99%، مؤكدا -في الوقت نفسه- أن مياه الصنبور جيدة، وأنه في انتظار نتيجة تحاليل معامل الوزارة بشأن الواقعة للتعرف على السبب الحقيقي.
 
ومن جهته، تقدم مؤسس حركة "الدفاع عن طيبة"، المحامي القريب من السلطات المحلية، محمود أبو الليل، ببلاغ إلى النائب العام، يتهم فيه قيادات جماعة الإخوان المسلمين بتلويث مياه الشرب، وتسميم أهالي الشرقية.
 
وربط المحامي في بلاغه بين واقعة التسمم، ورفض بعض أهالي قرية "كفر نجم"، يوم 23 آذار/ مارس الماضي، دفن ثلاثة من شباب الكفر، وبينهم صهيب عبدالكريم محمد هنداوي، الطالب بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق، إذ إنهم اعتبروا من "عناصر الجماعة الإرهابية"، بعد أن توفوا نتيجة انفجار قنبلة بحوزتهم، وحولتهم إلى أشلاء، بحسب رواية الأمن، التي رفضها أهاليهم، متهمين أجهزة الأمن بتصفيتهم.

وأُصيب أكثر من 600 مصري بحالات تسمم، أغلبهم من الأطفال، بمركز الإبراهيمية، جراء تسمُّم المياه.

وأعلن مستشــفى الأحــرار العــام بالزقازيق، السبت، وفــاة أول حالــة مــن حالات التســمم، للمواطن "أحمد كمــال أحمد زكي" (54 سنة)، في وقت نفى فيه شقيقه تصريحات وزارة الصحة بشأن معاناة شقيقه من أمراض الكبد والصدر، مؤكدا أنه لا يعاني سوى من التشنج، ومتهما شركة مياه الشرب بقتله، ووزارة الصحة بالكذب.

تاريخ من البلاغات

إلى ذلك، شهدت المحاكم المصرية منذ عهد الدكتور محمد مرسي، وحدوث الانقلاب العسكري، وحتى الآن، تقديم عشرات البلاغات الكاذبة بحق أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقادتها، دون أن يتم توجيه تهمة البلاغ الكاذب في أي منها لأحد رافعيها.

وكان سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا، تقدم ببلاغ للمدعي العام العسكري في حزيران/ يونيو عام 2013، ضد المرشد العام للإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، بدعوى قيام جماعة الإخوان بتدريب 12 ألف كادر في مراكز الشباب لتشكيل حرس ثوري.
 
وقال صبري إنه نقل ذلك من تصريحات أدلى بها الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء حسام سويلم، بأن لديه معلومات تؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بتدريب 12 ألف من الشباب الذين ينتمون للجماعة ولحزب الحرية والعدالة داخل مراكز الشباب بالمحافظات المختلفة، لتكوين مليشيات إخوانية مسلحة وحرس ثوري على غرار الحرس الثوري الإيراني، بعلم وزير الشباب الدكتور أسامة ياسين المعروف بانتمائه الإخواني، على حد قوله.
 
وأحال النائب العام، المستشار هشام بركات، 13 بلاغا ومذكرة، في آذار/ مارس الماضي، مقدمة ضد جماعة الإخوان، والمنظمات المنبثقة عنها، وبعض القنوات الفضائية التي تبث من الخارج.
 
وكلف مكتب "الكيانات الإرهابية" باتخاذ الإجراءات اللازمة، ومخاطبة الجهات الأمنية للحصول على التحريات حول تورطها في عمليات إرهابية، والتحريض على العنف داخل البلاد، وهي الاتهامات التي تفتقر إلى أي أدلة، بحسب مراقبين.


التعليقات (0)