هاجم الداعية والناشط السعودي، الدكتور
محسن العواجي، التدخلات
الإيرانية في العراق وسوريا واليمن، محملاً إيران مسؤولية كثير من الأزمات التي حلت بالعالم الإسلامي بسبب "فكرها الطائفي السياسي"، وواصفاً تدخلاتها بـ"لا أخلاقية".
وتساءل العواجي "أية أخلاقيات تبقى مع نظام يردد في كل مناسبة حتى في الحج أن الموت للشيطان الأكبر، ويده وقلبه وماله في حضن الشيطان الأكبر المزعوم؟"، متهماً إيران بأنها أنشأت فرق الموت الشيعية ومولتها ودعمتها، وأطلقت يد عصاباتها قتلاً وتشريداً بالمدنيين العزل من أهل السنة.
واتهم العواجي إيران بأنها تقف وراء تفجير المراقد والمساجد والأسواق، ناسبة تفجيرها لأهل السنة لتبرر تطهيرهم عرقياً، متسائلاً باستهجان: "فأي أخلاق تتبقى مع هذا السلوك الإجرامي المشين"؟، معتبراً أن كلمة "لا أخلاقي" قليلة في حق هذا النظام.
وحول قراءته للمشهد الإقليمي بعد إطلاق الملك سلمان لـ"
عاصفة الحزم" فجر الخميس الماضي، اعتبر العواجي الخطوة التي أقدمت عليها القيادة
السعودية بأنها ستعيد ترتيب الحسابات كلها على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية، مثمناً لها باعتبارها "أعادت للمملكة مكانتها التي يجب أن تتبوأها بعد غياب دفعت ثمنه شعوب كانت تنتظر مثل هذا التحالف الصحيح في المكان الصحيح حتى وإن جاء متأخراً".
وكان الدكتور محسن العواجي أطلق أربعين تغريدة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، هاجم فيها التدخلات الإيرانية بلهجة شديدة، للوقوف على الأسباب الحاملة له على نشر تغريداته الأخيرة، وتفسير ما أطلقه من صفات على إيران كـ"وحشية الصفويين"، و"الحرب النفسية الصفوية"، و"الحشد الطائفي"، و"التطهير الطائفي، أجرت "
عربي21" المقابلة التالية مع الدكتور العواجي:
**ما الذي حملك على نشر تغريداتك الأخيرة التي هاجمت بها إيران بلهجة شديدة جداً؟
لقد طفح الكيل من الاستفزازات الإيرانية واتضح بما لا يدع مجالاً لأي شك بأن إيران بفكرها الطائفي السياسي وراء كل أزمة حلت بالعالم الإسلامي، فتحالفاتها مع الغزاة بددت كل بقية باقية من صورتها التي استطاعت تسويقها منذ ثورتها عام 1979م، كما أن سجلها في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن، أثبت أنها تبني آمالها على أشلاء المدنيين الأبرياء وعلى أنقاض بيوتهم.
**وصفتَ نظام الآيات في سوريا واليمن والأحواز بالسلوك اللا أخلاقي ضد إرادة الشعوب، ما المقصود بالسلوك اللا أخلاقي هنا؟
أية أخلاقيات تبقى مع نظام يردد في كل مناسبة حتى في الحج أن الموت للشيطان الأكبر ويده وقلبه وماله في حضن الشيطان المزعوم، أي أخلاقيات تبقى مع من يباشر القتل على الطائفة والقضاء على الأطفال لمجرد أن أسماءهم غير شيعية، ويقف في وجه كل حراك شعبي ينشد حريته وكرامته لأسباب طائفية بحتة، إيران تنشئ فرق الموت الشيعية وتدعمها، وتطلق يد عصاباتها قتلاً وتشريداً بالمدنيين العزل، فجرت المساجد والمراقد والأسواق ونسبت تفجيرها لأهل السنة، لتبرر تطهيرهم عرقياً، فأي أخلاق تتبقى مع هذا السلوك الإجرامي المشين؟ إن كلمة (لا أخلاقي) قليل في حق هذا النظام.
**قلت في إحدى تغريداتك: "ألا يسرنا كعرب أن يعيش جارنا الفارسي بأمن وسلام؟ بلى لكن الأولى أن نكون إخوة تحت حكم الكتاب والسنة، وليس وفق خزعبلات وخرافات العرب والغرب، ما هي تلك الخزعبلات والخرافات التي تقصدها؟
لم تعرف الأمة الإسلامية هذه الطائفية بجميع معتقداتها الغريبة إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من ثلاثة عقود، ولذلك استعصى على العقلاء قبول الكثير مما جاؤوا به، وخرافات الطائفة الشيعية لا تنتهي ومنها التطبير وهو ضرب الإنسان نفسه بالسلاسل حتى تسيل الدماء، والضرب بالسكاكين والمسامير والآلات الحادة مع بكاء وصراخ فاحش، واختراع الإمامة وإلزام الناس بها وتكفير من لا يعترف بها، وادعاء العصمة لأوليائهم أمر لم يخبرنا عنه الوحي، وكذلك فكرة المهدي ووجوده بالسرداب منذ أكثر من 1200 عام!
كلها خزعبلات وضلالات ما أنزل الله بها من سلطان، يجاملهم العالم اتقاء شرهم ويعتقدون أنه إقرار بما عندهم من باطل، أما من كان منهم مؤمناً ملتزماً بثوابت الدين التي جاء بها الوحي فقط، ويقف عند أولوية أهل البيت بالخلافة وحبه لهم فهذا لا يمكن ظلمه، بل كلنا نعتقد أنه من صميم ديننا حب آل البيت، أما من كان خليفة بعد النبي فهذا أمر ترك لهم وقد اتخذوا قرارهم وحزموا أمرهم وكان ذلك خيراً.
**هل ترى بأن ما أسميته بوحشية الصفويين دفعت الأمة للتعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مثلاً؟
وحشية الصفويين واستباحتهم للدماء وتغاضي المجتمع الدولي عن جرائمهم في إيران وسوريا والعراق واليمن، يجعل أمة الإسلام المغلوب على أمرها المحرومة من وسائل الانتصار وردع الصائل يجعلها ترحب بكل طرف يقوم بمقاومتها أياً كانت هويته، ولو كان الألوية اليابانية الحمراء مثلاً، وعليه فإيران بهذه الوحشية تدفع شريحة كبيرة من المسلمين بالتعاطف مع تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والدولة الإسلامية، بل وحتى التعاطف مع ضباط الجيش العراقي السابق خاصة البعثيين منهم، وهذا شيء طبيعي، وفق المثل القائل، عدو عدوي صديقي.
**ما هي الحرب النفسية الصفوية التي حذرت من ابتلاع طعمها؟ ومن هم الإخوة الذين يروجون لها إعلامياً بحسن بنية؟
الحرب النفسية هي تلك الدعاية الإعلامية بأن إيران ثورة الضعفاء ومناصرة المستضعفين، وتتنامى قوتها بشكل فاق الخيال العربي، وأنها دولة عضو في النادي النووي وأنها تملك غواصاتها وصواريخها طويلة المدى، وأنها موجودة في قلب كل مجتمع عربي، وأن خلاياها النائمة في كل مكان، وأنها ترتبط بالمرشد الأعلى مباشرة وتنتظر لحظه الصفر، وأن فيلق القدس بمنزلة قوة تدخل سريع لمباشرة الغزو في أية لحطة، وأنها تملك إغلاق مضيق هرمز واستولت على باب المندب، وأن الخليج كله أصبح تحت هيمنتها وسيطرتها وهذا كله كذب وافتراء.
**إلى ماذا تُرجع محاربة بعض دول الخليج لبعض التكتلات السنية التي وصفتها بأنها انتحار؟
لقد استثمرت بقايا الدولة العميقة في مصر تحسس وتخوف دول الخليج من الربيع العربي، فاستطاعت مع غياب الرؤية الواضحة استدراج دول الخليج للانخراط في معسكر مقاومة الربيع العربي بضراوة. وحيث إن التيار الإسلامي السني يشكل مكوناً أساسياً في الربيع العربي، فقد تم استهدافه بطريقة مبالغ فيها فتم استهداف كل ما هو إسلامي سني، وعلى الأخص جماعه الإخوان في مصر، والتجمع
اليمني للإصلاح في اليمن، وبذلك انكشف الأمر للشيعة الانتهازيين، هذا هو الانتحار السياسي خاصة في حق دولة مثل المملكة العربية السعودية التي يعتبر الإسلام فيها عصب الوجود وسر البقاء.
**طالبتَ الأمة بأن تأخذ على يد هذا الحشد الطائفي الدعوي الذي يمارس التطهير العرقي ضد المسلمين من أقلية خرجت عليها، كيف يمكن للأمة أن تفعل ذلك؟
من حال مثل عاصفة الحزم وتقوية هذا التحالف العالمي الإسلامي والبدء بمشروع كشف زيف خرافات الشيعة، وإبعادها عن معتقد الإسلام الطاهر فلا مقدس إلا ما قدسه الوحي، ولا معصوم إلا من عصمهم الوحي، وكان آخرهم الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم، وكذلك رص الصف الإسلامي ليكون أصلاً محفوظاً وحصناً منيعاً يرد هذه الطائفة إليه أو يبقيها مكشوفة، ليميز الناس الدين الحق من الدين الدخيل.
**ما الذي يمنع الدول العربية السنية من دعم من أسميتهم "الشعوب المضطهدة من داخل إيران بعدل كالأكراد والبلوش والأذر والتركمان لتقرير مصيرهم"؟
يمنعهم غياب الرؤية، الجهل بالتاريخ، ووجود قادة لا يحفلون بمتطلبات شعوبهم، فتجدهم يميلون إلى الحلول المؤقتة، ويتبعون سياسة غض الطرف وادّعاء عدم التدخل في شؤون الغير، والخوف من المجهول وأخطر سبب هو الاتكال على الأجنبي، وأخذ التوجيهات والنصائح وأحياناً الأوامر منه، ومعلوم أن الأجنبي إنما يخدم مصالحه فقط، ولو كانت على حساب مصالح الجميع.
**لماذا لا تناصر الدول العربية السنية الأحوازيين كما تفعل إيران في بلادنا؟
لقد كشف الربيع العربي زيف الثورة الإيرانية وقبح طائفيتها، بينما كانت قبله قادرة على ستر الكثير من قبحها تحت شعارات قضى عليه الربيع العربي، وكانت قيادات الدول السنية غير مستعدة للتدخل مباشرة لانشغالها بنفسها وخوفها من حليف إيران (الغرب)/ واعتقادها بشعبية نظام الآيات لما يطرحه من شعارات، أما وقد انكشف هذا كله فليس أمام أي قائد مخلص إلا أن يدعم مباشرة، ودون تردد عملية تحرير الأحواز العربي من هيمنة الفرس المحتلين.
**كيف تقرأ المشهد الإقليمي بعد إطلاق الملك سلمان لعاصفة الحزم فجر الخميس؟
سيكون مشهد إعادة الحسابات كلها، على المستويات الشعبية والرسمية، المحلية والإقليمية والدولية، وهذا بلا شك توجه إيجابي سيصب في مصلحة الشعوب، فالدعم الشعبي والعالمي لهذه العملية مكسب إسلامي لا يمكن التفريط به، وستصطف قوى كثيرة خلف هذا التحرك الجاد الواضح، الذي أعاد للمملكة مكانتها التي يجب أن تتبوأها بعد غياب دفعت ثمنه شعوب، كانت تنتظر مثل هذا التحالف الصحيح في المكان الصحيح، حتى وإن جاء متأخراً، وكما قيل أن (تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً).