سياسة عربية

مميش: سمحنا بمرور سلاح روسي إيراني لبشار عبر القناة

مميش قال إنهم رفضوا إيقاف شحنة السلاح الإيراني لبشار الأسد - أرشيفية
مميش قال إنهم رفضوا إيقاف شحنة السلاح الإيراني لبشار الأسد - أرشيفية
كشف العضو السابق في المجلس العسكري، رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، النقاب عن أن مصر سمحت لسفن إيرانية تحمل أسلحة روسية متجهة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد بالمرور عبر قناة السويس، إبان حكم المجلس العسكري للبلاد، في أعقاب تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك عن الحكم.
 
وقال مميش في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الاثنين، إن "إحدى السفن الإيرانية كانت تحمل سلاحا روسيا، في طريقها إلى سوريا، واكتشفها الأمريكيون فاعترضوها وفتشوها، وطلبوا منا هم والجانب الإسرائيلي، ألا تمر السفينة في قناة السويس، فرفضنا بقوة وحسم، ما أغضب الولايات المتحدة الأمريكية".
 
وبرر مميش تمرير السفينة بقوله: "لا نستطيع اعتراض أو منع سفينة محمَّلة بالسلاح من المرور في القناة أيا كانت جنسيتها أو وجهتها، لأننا موقعون على اتفاقية القسطنطينية التي تنص على عدم منع أي سفينة من المرور، ونحن نحترم اتفاقياتنا".
 
وأضاف أن المنع يتم فقط إذا كانت السفينة تحمل مخدرات أو لتجارة الرقيق أو تابعة لدولة في حالة حرب معلنة مع مصر، أما تجارة السلاح، فهي مشروعة في العالم، ما دامت أوراق السفينة سليمة، وقائمة حمولاتها مطابقة للتراخيص، وشهادة الإصدار من المنفذ مطابقة للمواصفات، وفق قوله.
 
وقال إن "تجارة السلاح مشروعة في العالم كله، ولو تمَّ منع السفن الناقلة للسلاح، ما أتيح للدول أن تتسلح"، مؤكدا أن سر نجاح قناة السويس وتفوُّقها هو احترامها لاتفاقية القسطنطينية وللمواثيق الدولية، وأن ما ينطبق على المجال الملاحي لا ينطبق على نظيره الجوي، وفق قوله.
 
أجبرنا الأمريكيين على الانسحاب
 
في سياق متصل، كشف رئيس هيئة قناة السويس، عن اختراق وحدتين عسكريتين أمريكيتين، هما طراد وفرقاطة، للمياه الإقليمية المصرية عقب ثورة 25 يناير، زاعما أن القوات البحرية المصرية تحت قيادته اضطرتهما إلى الانسحاب.
 
وقال في حواره مع "المصري اليوم": "في أعقاب ثورة 25 يناير، وأثناء الانفلات الأمني أبلغتني الوحدات البحرية وحرس الحدود برصد وحدتين حربيتين كبيرتي الحجم، طراد وفرقاطة، عليهما مجموعة من السفن وطائرات الهليكوبتر، وكنت وقتها قائد القوات البحرية فأمرت بخروج القوات البحرية، واعتراض الوحدتين وتهديدهما، ووضعنا خططا عسكرية للتعامل معهما في حالة رفض الخروج من المياه الإقليمية".
 
وتابع: "بالفعل اعترضتهما القوات المصرية، وحاصرتهما، وطالبتهما بالانسحاب فورا من المياه الإقليمية فاضطرا للانسحاب، وأبلغت المشير طنطاوي وقتها بما حدث، وأيد القرار".
 
وحول سبب اختراقهما للحدود والمياه الإقليمية المصرية، قال: "بحسب منطقهما، عندما تحدث اضطرابات في أي مكان في العالم فإن سفنهما تكون قريبة من هذا المكان لسرعة نقل رعاياهما، والتدخل لحماية مصالحهما من شركات وسفارات وغيرها، والله أعلم بالنوايا الحقيقية طبعاً. ومع ذلك أجد أن منافع هذا الموقف كانت كبيرة وقتها".
 
واستطرد: "لأنه كان مهما جدا برغم الثورة والانفلات الداخلي أن يشعر الأمريكيون أن الجيش المصري في غاية التنبُّه، والتأهُّب وخرج على الفور، واعترض طريقهم، وبالتالي يتأكدون من أن الجيش المصري قوي، وهو ما سيردعهم عن الإقدام على أي تصرف أو تدخُّل"، وفق قوله!
 
أموال قناة السويس
 
عن تنمية محور قناة السويس، أكد مميش رد أموال المصريين مع فوائدها بعد 5 سنوات، إذ سيُسدد نحو 100 مليار جنيه في حين ستُحقَّق القناة إيرادات في المدة نفسها تصل إلى 200 مليار جنيه، على حد قوله.
 
وقال إنه لم يقدم الدراسة الخاصة بمحور قناة السويس إلى الرئيس محمد مرسي، لأنه: "كان يجب أن يختار الوقت المناسب، وكانت لدىه قناعة بأن الإخوان لن يستمروا في الحكم"، على حد زعمه.
 
وأضاف: "الشواهد كانت تقول إن ذلك الحكم لن يُكمل مدته، فمنذ الإعلان الدستوري الذي حصّن به محمد مرسي نفسه علمت بخبرتي أن ذلك الحكم لن يستمر"!
 
وحول وجود تهديدات أمنية لمضيق باب المندب، وبالتالي قناة السويس، قال: "لا، مطلقا، والمخاوف ليست في محلها، فالممرات الدولية لن تسمح الدول العظمى بالسيطرة عليها".
 
مصر رفضت المشاركة في محاربة القرصنة
 
وبالنسبة لرفض مصر طلب أمريكا مشاركتها في محاربة القرصنة، قال: "حدث ذلك عندما كنت قائدا للقوات البحرية، فقد طلبت أمريكا وبعض الدول الأوروبية أن نشترك معها في قوة محاربة القرصنة في خليج عدن، لكن مصر رفضت، لأننا لا نعمل خارج الدولة إلا تحت مظلة الأمم المتحدة، وقلنا لهم إذا صدر قرار من الأمم المتحدة بتشكيل قوة دولية سنشارك، وفي غير هذه الحالة فنحن نرفض المشاركة".
 
وأضاف: "شكلت تلك الدول وقتها قوات بدعوى مواجهة القرصنة بدون موافقة الأمم المتحدة، ونظرا لغياب السلطة في الصومال، فإن القوات الأمريكية كانت تطارد السفن حتى داخل المياه الإقليمية للصومال، وهنا تكمن خطورة الاشتراك في تلك القوات دون مظلة الأمم المتحدة".
 
وأضاف: "وقتها كان الرفض المصري مبنيا على أساس التخوف من أن يتم افتعال أي مشكلات عند مدخل قناة السويس، فتطلب منا الولايات المتحدة أن تشترك معنا في تأمين القناة تماما كما شاركناها في حماية مضيق عدن، وقتها لن نستطيع إخراجهم، وسيكون لهم موطئ قدم".
 
وقال: "عندما عُرض الأمر علينا ذهبت إلى المشير طنطاوي، وأقنعته بخطورة الأمر، وقلت له إننا قادرون على أن نحارب القرصنة، ونقضى عليها من الخط 22 حتى منطقة السلوم في الغرب، فنحن لسنا بحاجة إلى الاشتراك مع تلك القوات، وكانت لديَّ قراءات بأن هذا سيناريو موضوع لكي يتم خلق دوافع للتدخل في قناة السويس. وقد صدق حدسي، فها نحن الآن لا نسمع عن أي أعمال قرصنة، ومع ذلك ما زالت السفن والقوات الأمريكية متواجدة هناك حتى الآن، وهذا كان الهدف من البداية".
 
مرسي.. وقطر
 
وحول أموال قناة السويس، قال: "طلب مني الرئيس الأسبق مرسي الحصول على جزء من الأموال لتمويل محافظات القناة، وكان يريد أن يأخذ من نسبة الـ 9.2% التي تذهب إلى الهيئة، لكن أمورا تغيرت، ولم يكرر طلبه. وعموما نحن لدينا دور مجتمعي في المنطقة لا ينقطع عبر المساهمة في تطوير المستشفيات وتوفير الأجهزة الطبية، كما أننا نُجري عمليات جراحية كبرى للمحتاجين على نفقة الهيئة".
 
وعن صحة ما يُقال عن أن قطر كانت تريد الحصول على محور قناة السويس في ظل حكم الإخوان، قال: "لم يكن لأحد أن يفعل ذلك ما دمنا موجودين، ولا يستطيع مخلوق أن يضع قدمه على حبة رمل من قناة السويس إلا على دمائنا وأجسادنا.. لقد تواترت أخبار كثيرة بهذا الشأن وقتها، ولكن لم يفتحه أحد رسميا معي، وهم كانوا يعلمون موقفي".
التعليقات (0)