سياسة عربية

أهالي "السعدية" بالعراق مصدومون من الدمار بيد الميليشيات

تتعرض المناطق التي تدخلها الميليشيات الشيعية في ديالى للتدمير والحرق - أرشيفية
تتعرض المناطق التي تدخلها الميليشيات الشيعية في ديالى للتدمير والحرق - أرشيفية

تعاني العائلات العراقية التي عادت مؤخراً بأعداد قليلة إلى ناحية السعدية في محافظة ديالى، من ظروف صعبة وعراقيل  منعت عودة الحياة إليها بسبب الخراب الذي عمَّ الناحية، خاصة بعد حرق وسرقة وتدمير بيوتهم من قبل المليشيات الشيعية التي كانت تسيطر على الناحية بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية منها.

يقول "أبو محمد"، أحد سكان ناحية  السعدية: "بعد أشهر من النزوح، فرحت كثيرا عند عودتي إلى منزلي وبلدتي، إلا أنني صدمت بحجم الدمار والخراب الذي طال قرى الناحية".

ويضيف لـ"عربي21": "معظم منازل المدنين قد تمّ تفجيرها، وقاموا (عناصر الميليشيات) أيضا بسرقة أثاث منزلي، ومن ثم حرقه بالكامل، وحرق محلي الذي يعدُّ مصدر العيش الرئيسي لنسبة لي". وأوضح أبو محمد أن غالبية "السكان الذين عادوا إلى الناحية (..) يشكون من نفس المشكلة، بعدما تعرضت منازلهم ومواشيهم وسياراتهم، وحتى بساتينهم الزراعية، للسرقة والتجريف".

وبحسب أبو محمد، "لم يتمكن جميع نازحي ناحية السعدية من العودة إلى مناطقهم، حيث عادت نحو 60 عائلة فقط، يواجه أغلبها ظروفا صعبة وحياة قاسية، وهو ما دفع بعضها إلى النزوح مرة أخرى، إذ تفتقر الناحية إلى الماء والكهرباء، فلا يوجد مبان حكومية أو صحية، ولا حتى خدمية".

لا يختلف حال "أبو قيس" كثيراً، ويقول في حديث مع "عربي 21": "تألمت كثيراً حين ذهبت لرؤية منزلي، ومنازل إخوتي وأقاربي، فوجدتها قد أُحرقت ودُمرت جميعها بالكامل، ولا تصلح للسكن إطلاقاً، ولم تسلم من النهب قبل الحرق". ويضيف: "نعم إنني أصبت بصدمة، على إثرها فقدت الوعي لساعات من هول الخراب".

ويضيف الحاج "أبو قيس" أن الوضع الأمني والإنساني ما زال ضبابياً، وأن أكثر من 70 في المئة من المحلات التجارية والأسواق تمت سرقتها وتدمير معظمها بالتفجير عن طريق العبوات الناسفة، لافتا إلى أن ضعف تقديم المساعدات الإنسانية للعائلات العائدة يمنع بث الحياة من جديد ومساعدة النازحين العائدين إلى المنطقة على الاستقرار.

وناحية السعدية (60 كم شمال شرق بعقوبة) تابعة لقضاء خانقين، وهو من المناطق المتنازع عليها في ديالى، ويقطنها غالبية من العرب السنة إضافة إلى الأكراد والتركمان، وقد شهدت نزوحا جماعيا  قبل شهور بسبب المواجهات مع تنظيم الدولة.

ويوضح قيس أحمد، أحد سكان الناحية ويعمل معلما في إحدى المدارس، أن الناحية غير مؤهلة للعيش واستقبال العائلات، إذ لا تتوفر فيها خدمات أساسية، فجميع البنى التحتية مدمرة، ومعظم المدارس سرقت ودمرت وأحرقت، كما أحرق المنازل عمداً. وأضاف أحمد، لـ"عربي21"، أن المدراس بحاجة إلى إعادة تأهيل حتى يتسنى للطلاب العودة إلى مقاعدهم الدراسية.

من جانبه، قال مدير الناحية، أحمد الزركوشي، إن ناحية السعدية بحاجة إلى مساعدات ودعم من منظمات المجتمع المدني، لإعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة، وإن تنظيم الدولة الذي يسبب خطرا على أمن وسلامة الأهالي، لا وجود له في السعدية، معربا عن أمله  بعودة العائلات النازحة، لتكون اللبنة الأساسية لعودة الاستقرار إلى المدينة، وفق قوله.
التعليقات (0)