قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي تسفي برئيل، إن أربع سنوات من الحرب في
سوريا التي كانت حربا داخلية في البداية وتحولت إلى حرب تشارك فيها دول كثيرة من الدائرة القريبة والدائرة البعيدة، لا تبدو نهايتها قريبة.
وشبه الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس، الاثنين، الوضع في سوريا بالوضع أثناء الحرب العالمية الأولى من حيث عدد القتلى اللاجئين والمليارات المفقودة تحت الأنقاض.
وتابع بأن "من يريد رسم خريطة السيطرة في سوريا سيجد نفسه متعبا إزاء عدد المليشيات والعصابات وقوات النظام والمقاتلين الأجانب والمحليين الذين يسيطرون على مناطق مختلفة من الدولة. في هذا الأسبوع تفاخر مستشار قائد الحرس الثوري
الإيراني، حسين همذاني، بأن القادة الإيرانيون حرروا أكثر من 85% من المساحة التي كانت تحت سيطرة المتمردين".
وقال إن الحرب حولت سوريا إلى ساحة حرب استراتيجية تحارب فيها دول عظمى غربية وعربية، ليس فقط على استمرار وجود نظام
الأسد أو على تنحيته، بل على السيطرة والتأثير أمام إيران وروسيا، وشبكة العلاقات مثل تلك الموجودة بين تركيا والولايات المتحدة وبين الدول العربية والولايات المتحدة والسعودية، مرت بهزة كبيرة، حيث إن تنظيم الدولة أزاح القاعدة عن المنصة، والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني أصبح في المؤخرة.
وعن تصرفات
حزب الله قال برئيل، إنها لا تختلف عن تصرفات تنظيم جبهة النصرة الذي يعتبر فرعا عن القاعدة، في المناطق التي يسيطر عليها.
وأكد برئيل أن وراء كل مليشيا مسلحة في سوريا دولة حماية تقوم بتمويلها وتسليحها، وبواسطتها تصبح ذات شأن وقوة في الساحة الدولية، و"إيران على سبيل المثال لا تكتفي بفتح خط اعتماد غير محدود للنظام السوري أو بتجنيد حزب الله في خدمة الأسد. وجنود وضباط الحرس الثوري يشاركون بصورة فعلية في إدارة المعارك، وصور القائد الأعلى لإيران، علي خامنئي، والقائد الأعلى السابق، الخميني، تحولت إلى بوسترات ضخمة مرفوعة في شوارع المدن والقرى التي يسيطر عليها حزب الله".
كما أن تخطيط عمليات الجيش السوري يتم بالتنسيق الكامل مع الضباط الإيرانيين الذين يوافقون على العمليات أو يرفضونها".
ويشير برئيل إلى أنه "في الآونة الأخيرة تم نشر تقارير تقول إن قطر تحاول تشجيع جبهة النصرة على الانفصال عن القاعدة والعودة لتصبح مليشيا مستقلة حتى تستطيع الانضمام إلى المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة ودول الغرب. السعودية تدعم الجيش السوري الحر، لكنها تدعم أيضا مليشيات دينية معارضة للإخوان المسلمين".
وفي الدائرة الأبعد، يرى برئيل روسيا والولايات المتحدة اللتين تبدو الفجوة بين مواقفهما تجاه الأسد غير متقاربة؛ ذلك أن روسيا تحاول تحريك عملية سياسية تشارك فيها المعارضة السورية وممثلو النظام، في حين أن الولايات المتحدة ما زالت تتمسك بموقفها القائل إنه طالما أن الأسد في الحكم فليس هناك مكان للحوار مع النظام.