كتاب عربي 21

كم يدفع حفتر؟

محمد طلبة رضوان
1300x600
1300x600
إذن .. مصر تضرب ليبيا بمقاتلات جوية للرد على ذبح 21 مصريا من الأقباط على يد مجرمي داعش!!
***
النظام المصري يثأر لمواطنيه، دم المصريين غال، يجب أن يعرف الدواعش أنهم لن يعبثوا معنا دون ثمن، أسباب السيسي دائما أخلاقية ووطنية، نضرب لأننا ضربنا.
***
الإعلام المصري يخبرنا أننا اقتحمنا حصون داعش، دمرناها، الجزيرة كذابة، لم نقتل أطفال ليبيين في القصف، قتلنا أكثر من 50 داعشيا، شاهدناهم، دواعش، ليسوا أطفال، ليس لدينا صور مثل الجزيرة، لا للدواعش الذين قتلوا، ولا للأطفال الذين لم يقتلوا، لكننا نؤكد، ونحن في حالة حرب، وليس من الوطنية أن تكذبنا، من يكذبنا فهو يدعم داعش، يعني إخوان.
***
قبل أيام قليلة، النظام المصري قتل أكثر من 21 مصريا بتهمة عدم قطع تذاكر لدخول مباراة كرة قدم، كانوا قد أعلنوا أن دخولها مجاني، شاهد الملايين حول العالم، صور المصريين داخل أقفاص حديدية لا ترقى في بعض البلاد المحترمة للاستخدام الحيواني، سمع ورأى العالم المصريين وهم يصرخون، أن يفتحوا لهم لأنهم يموتون، وقتها كان الرئيس السيسي يشاهد عرض باليه في دار الأوبرا المصرية بصحبة الرئيس بوتين، وربما دار بينهما حوار جانبي حول الوضع في ليبيا بعد العرض الراقص مباشرة، أثناء تناول العشاء الساخن في المطعم الدائر أعلى برج القاهرة.

ناهيك عن مجازر دموية ارتكبت، وما زال يرتكبها نظام السيسي بدم بارد إزاء مصريين، يتظاهرون بدون ترخيص، أو يمرون بجوار المظاهرات بدون ترخيص، أو لا يتظاهرون ولا يمرون، لكنهم يعيشون هنا، بدون ترخيص، القتل في مصر أصبح روتينا يوميا، إلى درجة جعلت من قتل الناس وذبحهم، وتكرار ذلك مرارا أخبارا ليست بالقدر الكافي من الإيلام أو حتى الإدهاش.

ومع ذلك فالنظام الذي يقتل المصريين، هو نفسه، ذاته، عينه، الذي يحرك مقاتلاته الجوية ليثأر لدمائهم الغالية.
***
لماذا لا يصدق بعض المصريين أن ما يحدث في ليبيا هو حماية للمصريين من خطر الإرهاب؟، لماذا يروج بعض الخبثاء لسيناريوهات أخرى تصل إلى حد اتهام الدولة المصرية بالتواطؤ في اختطاف المصريين، وعدم التحرك الجدي لاستعادتهم، أو التفاوض بشأنهم؟، لماذا يرفض البعض، من غير الوطنيين بكل تأكيد، أن يصدق أن النظام الذي فشل لأكثر من 45 يوما في تحديد مكان المصريين المخطوفين، أو الاستماع لمطالب خاطفيهم، أو الاشتباك معهم، أو ملاحقتهم بأي شكل، هو نفسه النظام الذي سيأخذ الحق لأصحاب الحق من هؤلاء الذين عجز لأكثر من شهر عن الوصول لهم؟
***
في ليبيا الآن ما يقرب من مليون ونصف مصري، ذهبوا يطاردون خبزهم اليومي، أحد العائدين، الناجين من الذبح، يتحدث في فيديو شهير تداوله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن الجوع الذي يجده في مصر هو ورفاقه سوف يدفعهم إلى الذهاب إلى آخر العالم، ولن يقصيهم عن ذلك حرب، أو ذبح، أو قتل، فهم قتلى في كل الأحوال، وإذا كان الوطن عاجزا عن حمايتهم، فسوف يبحثون عن وطن آخر، هكذا قال الريفي الصعيدي ببساطة.
***
يجتمع السيسي بقادته، يتخذ قرارا عاجلا، وسريعا بالتدخل العسكري، والضرب، أنباء عن سقوط ليبيين، لو صحت فإن مليون ونصف مليون مصري في ليبيا في خطر حقيقي، داعش التي من المفترض أنها لا تعرف للناس تصنيفات خارج عقائدهم، أصدرت بيانا واضحا، وشديد اللهجة بأنهم سيقتلون المصريين الموجودين في ليبيا بالكامل، وسيتجهون إلى سيناء.
***
لا نصدق أحدا، سوى الدم، داعش إذا وعدت ذبحت، والسيسي إذا وعد قبض، أو لم يف، هكذا أخبرنا دون أن يدري في واحد من أشهر تسريباته، "اللي عايز حاجة يدفع"، لا يفعل السيسي إلا الشيء الوحيد الذي يعرفه، فهو عسكري مهنته القتل، من المفترض أنه قاتل محترف لأعداء الوطن، إلا أن ظروف الحياة صعبة، وقد يضطر المرء أن يكسب عيشه بما آتاه الله من مواهب في غير مكانها، والقتل أهون من الثورة، فلنقتل مادام ثمة من يدفع الثمن.
***
ترتيبات إقليمية مستجدة تربك المشهد الانقلابي في مصر، السعودية تتراجع، والإمارات في الطريق، أسهم الجنرال في النازل، حتى أنصاره لم يعد أحد فيهم يطيق كل هذا الفشل والعجز، واللا خطة، السيسي يبحث عن من يدفع الفاتورة، رائحة النفط الليبي تهيج الخياشيم، هنا وهناك، حفتر بديل الخليج، ادخل واشتبك واقتل، وخلصنا، وخذ أجرة يديك، هذا وحده ما نملك عليه دليلا ماديا ملموسا، ممسوكا، يمكننا أن نصدقه، ودون ذلك كلام يبحث عن أنصار، ومطبلاتية.

قبل ساعات وجه الجنرال رسالة إلى العالم الغربي يستحثهم بتكوين تحالف دولي لضرب الإرهاب في ليبيا، ويستجدي الأمم المتحدة بتوفير الغطاء السياسي لهذا التحالف، إلا أن الرد جاء ببيان اشتركت فيه كل من الولايات المتحدة، انجلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، أسبانيا، الجميع يرى أنه لا حل في ليبيا إلا الحل السياسي، ويرفض الحل العسكري!

بعد سويعات من إصدار البيان الغربي يحرك السيسي مقاتلات أخرى تطير فوق سماء ليبيا لتضرب من جديد، ليس معنى هذا أن السيسي لا يحترم العالم، لكنه يفعل الشيء الوحيد الذي يعرفه، يقتل، السياسة بالنسبة للعسكري ترف، خيال علمي، كلام فارغ، شغل أفنديات، فليهنأ العالم كله بسياسته، أما نحن فلدينا سلاح، ومن يعوز يدفع!
***
لا يستطيع السيسي أن يقتحم الحدود الليبية بريا، كما صرح بذلك أمس وزير داخليته، ذلك أكبر من إمكاناته، كما أن الضربات الجوية من شأنها أن تحدث صياحا، وصخبا، وجلبة، يمكنك أن تصطنع معه بطولات وهمية بحجم حناجر إعلاميينا، وقدرتهم على شحنها ببطاريات الكذب، والاختلاق، لن يحل ذلك المشكل، سيظل الدواعش بالداخل، يهددونا، مليون ونصف مصري تحت نصال سكاكينهم، لم يقم لهم السيسي وزنا، ولا قيمة، ولا خطة انسحاب، ولا أي شيء على الإطلاق، هؤلاء ينتظرهم الذبح، فإن لم يموتوا بداعش، تحرك الليبيون ضدهم، المزاج الليبي بطبيعته متعال على المصريين، يعتبرهم الأكثر فقرا، حفتر نفسه قال ذلك في فيديو شهير، خبر مثل سقوط طفل ليبي، أو امرأة، أو شاب، لن يعني بالنسبة لكثير من المصريين هناك سوى الجحيم، صدق الخبر أم كذب، التخطيط لمثل هذه المواجهات لا يفترض أخلاقية كافة الأطراف، بل لا يفترض أخلاقية أي أحد أصلا، التخطيط يعني التخطيط، فهل فكر السيسي في أمر هؤلاء، هل من خطة لتأمين المصريين في ليبيا، أو استعادتهم بأي شكل، الجواب لا، المصريون ليسوا جزءا من الصفقة، وإذا أراد المصري الحياة فليدفع ..
التعليقات (5)
مصري ليبي
الخميس، 19-02-2015 12:31 ص
رائع
عاطف
الخميس، 19-02-2015 12:24 ص
انت بتفكرنى بجنجح بتاع مصطفى حسين
بقرة حلوب
الأربعاء، 18-02-2015 01:18 م
لمذا لم يطلب الدواعش الفدية لولم يكن تواطئ السيسي وحفتر لهذه المسرحية فشلل الربيع العربي في مصر السيسي حلا ل عليه دم المصريين سواء الدواعش الذين أرتكبوا الجريمة في حق الأقباط المصريين هم أقباط حفتر السيسي الإمارات ستفشل في ليبيا الأن الشعب الليبي لن يرضخ لحفتر كما رضخ الشعب المصري لحفتر السيسي
omar
الأربعاء، 18-02-2015 12:15 م
تسلم .
محمد ابراهيم
الأربعاء، 18-02-2015 07:42 ص
يسلم عقلك وقلمك مقال في الصميم