سياسة عربية

السوريون بمصر.. المشكلات تطاردهم من وطنهم لدولة اللجوء

لاجئون سوريون في مصر - أرشيفية
لاجئون سوريون في مصر - أرشيفية
حالة اللاجئين السوريين في مصر، لا تختلف كثيرا عن أحوال باقي السوريين في دول اللجوء، فلم يكونوا بمعزل عن المشاكل التي تجري حولهم، فالوضع الاقتصادي السيئ في مصر يعاني منه أهالي البلد نفسها، وانعكس هذا الوضع على السوريين أيضاً، فبات البحث عن العمل من أولويات اللاجئ السوري، وصار حصول اللاجئ السوري على فرصة عمل  في أي مكان أمرا صعبا .

فتدني مستوى الأجور يضع السوري في مأزق كبير، فهو يريد أن يدفع إيجار المسكن الذي يقطن فيه، إضافة الى أعباء عائلته، وتكاليف المعيشة، إذ يبلغ متوسط دخل اللاجئ السوري في مصر ما بين 150- 200 دولار شهريا، مع ساعات عمل 12 ساعة يوميا.

ومع ارتفاع إيجارات المساكن في مصر، حيث يتجاوز إيجار الشقة 200 دولار في الشهر، لن يستطيع السوري تأمين متطلبات الحياة الأساسية، وما زاد الأمر سوءاً قيام مفوضية الأمم المتحدة بقطع الإعانات المالية عن السوريين، وتخفيض قيمة الكوبون الغذائي إلى 120 جنيهاً مصرياً ما يعادل 15دولار، بينما حرمت فئة كبيرة ممن دخل إلى مصر من السوريين في 2014 من الاستفادة من الكوبون الغذائي، وباتوا لاجئين بـ"كروت صفراء"، لا يعرفون ماذا يفعلون بها.

ماذا استفيد من بطاقة لاجئ؟

"ناقصني أوراق أحملها معي؟ شو قدمت لي المفوضية؟"، هكذا تردد السيدة ابتسام رداً على عدم استفادتها من بطاقة اللاجئ، التي أعطتها إياها المفوضية، وتردف قائلة: "أنا اسمي لاجئة بمفوضية الأمم المتحدة لكن لا أستفيد من  هذا الشيء أبداً، والمفوضية عم تقبض عني".

حالة ابتسام ليست الوحيدة، فهناك مئات الحالات غيرها، وكلما راجع أصحاب هذه الحالات، جاء رد المفوضية "عدم وجود دعم كاف لجميع السوريين في مصر"، وأنهم بحاجة إلى اختصار المساعدات للأكثر تضرراً من كبار السن والمرضى والمصابين.

بينما يجد وائل، طالب بكلية الطب في جامعة طنطا، صعوبة بالغة في التوفيق بين دراسته وعمله، فهو لا يجد الوقت الكافي ليعمل بسبب كثافة المناهج التي يدرسها، من جهة أخرى يجد صعوبة بالغة في انتقاله إلى مرحلة جديدة في الدراسة باللغة الانكليزية، وعندما عرض حالته على المفوضية، أجابت بأنه ليس من الحالات المدرجة للمساعدة فهو شاب ويستطيع إيجاد فرصة عمل له.

تقليص دعم المرضى

أما المشكلة الحقيقة الكبرى التي تواجه السوريين، فهي تقليص المفوضية دعمها للمرضى ومن بحاجة إلى علاج شهري، فمن أين يأتي هؤلاء بالدواء الكافي لهم؟، وهل سيتركون ليلاقوا مصيراً مجهولا؟.

فالكثير من العائلات السورية، تلجأ بسبب وقف الدعم، إلى الهجرة الغير شرعية في البحر، مما يوقعهم فريسة لعمليات النصب والاحتيال من السماسرة، وحادثة خطف حافلتين تقلان مجموعة من السوريين في شهر سبتمبر الماضي ليست ببعيدة، فقد كان كانوا ينوون السفر إلى أوروبا، إلا أن السماسرة وبالاتفاق مع بعضهم حاصروا الحافلتين، واعتدوا على من فيهما وسرقوا كل ما معهما.

 أما من لم يقع فريسة السماسرة، فسيقع في قبضة الأمن المصري، الذي يلقي القبض على من في الحافلات، ويودعهم في السجون أو يكون مصيرهم الترحيل إلى بلد آخر، إلا أن المشكلة تكمن في من انتهى جواز سفرهم ووجب ترحيله إلى بلدهم الأصلية.

عاملون في حقل الإغاثة

هذه الأسباب وأسباب أخرى كثيرة دعت مجموعة من المتطوعين من الشباب السوري العاملين في قطاعات مختلفة، إلى مد يد العون والمساعدة إلى هذه الفئة من السوريين، عن طريق متابعة من يريد أن يتبرع باختصاصه للسوريين، فالأطباء من العاملين في مجالات طبية متنوعة، ومن جنسيات مختلفة، أطلقوا مجموعة من البرامج والخدمات العلاجية لتخفيف معاناة اللاجئين، حيث دشن مجموعة من الأطباء يتبعون اتحاد الأطباء العرب قافلة طبية من اختصاصات متعددة، قامت بالانتشار في أماكن تجمعات السوريين لتقديم العلاج مجاناً للسوريين، ولكن مشكلة هذه الحملات أنها تتم خلال فترة زمنية محددة.

فريق أولاد البلد

وتتحدث سارة أحدى المتطوعات في فريق ولاد البلد المؤسس حديثاً، وقالت إن مهمة الفريق ليست مادية، كما يتخيل البعض لتأمين الأموال والتبرعات، بل إنها تركز على الناحية الاجتماعية في حياة اللاجئين السوريين، إذ لا يمكن لأحد أن ينكر أن النسيج الاجتماعي للمجتمع السوري، بدأ يتفكك بشكل كبير، سواء عن طريق ازدياد حالات الطلاق أو تشتت الأطفال وتأزم حالتهم النفسية، وابتعادهم عن الدراسة، وانخراط الكثيرين منهم في سوق العمل، إضافة إلى استغلال بعض الأطفال في التسول، من قبل جهات معينة مما يسيء لطفولتهم.

تجمع أهل العلم والدين

وعن كيفية مساعدة عائلة كاملة مهددة بالضياع في حال تم الطلاق بين الزوجين، وتشتت الأطفال، تتحدث سارة أنهم سيلجئون إلى تأسيس تجمع فيه كبار أهل العلم والدين للدخول في هذه القضايا وتوعية الأزواج، وتضيف أن الكثير من هذه المشاكل يكون سببها مادي، إذ لا شك في أن الحياة المادية تؤثر على الحياة الاجتماعية بشكل أو بآخر، لذلك فإنهم سيحاولون أن يؤمنوا فرص عمل لهؤلاء للرجال أو للنساء عن طريق ورش تعلم الخياطة أو الطبخ، بينما سيشرفون على الأطفال بشكل آخر عن طريق إدخالهم في معاهد تعليمية وترفيهية.

رعاية الأمهات صغار السن 

وللأمهات الصغيرات أهمية خاصة في مشروع الفريق، إذ أنهم سيحاولون أن ينشروا الوعي للحد من هذه الظاهرة، وكيفية التعامل مع الأمهات اللواتي تزوجن في سن مبكرة، ووجدن أنفسهن مسئولات عن أطفال وبيت، والكثير منهن جئن إلى مصر بعد استشهاد أزواجهن أو اعتقالهم، وباتت عرضة للاستغلال من قبل مصريين أو سوريين.

أما الخدمات الأخرى التي سيحاول الفريق تأمينها للسوريين فهي متابعة ما يقدم من خدمات من قبل المفوضية، أو جمعيات أخرى لا يستطيع السوريون التواصل معها بشكل دائم، وسيعمل هذا الفريق على جمع معلومات هذه الخدمات وتأمين رقم خاص للاستفسار عنها ضمن فريقهم، أو نشرها في أوساط السوريين، ومن هذه الخدمات ما يستجد من قرارات في المفوضية، أو مواعيد توزيع المعونة المالية، أو الغذائية أو الطبية، أو دورات وتدريبات للسوريين، أو توعية لحالات النصب والاستغلال التي يتعرض لها السوريون في مصر وخاصة عن طريق سماسرة الموت.

معهد للطلبة والترفيه

يحظى الأطفال بأهمية خاصة لدى الفريق، إذ تورد سارة الكثير من القصص لأطفال يرفضون الدراسة، بحجة أنهم لم يحبوا المدرسة أو الأصدقاء، لذلك سيعملون إلى جمعهم في معهد للطلبة السوريين والترفيه عنهم قليلاً.

ولكن الفئة الأخطر من كل ما سبق، هي فئة المراهقين الذين يعيش الكثير منهم بمفردهم، فسيتم الوصول إليهم وتوعيتهم وتحفيزهم على الدراسة والعمل، وعدم الاستسلام لليأس نتيجة ظروف الحياة التي تلاحقهم.

الأهم من كل ما سبق توعية المجتمع السوري للانخراط مع المجتمع المصري، لأن الوضع الحالي الذي يعيشون فيها غير معروف إلى متى سيستمر.

ربما لن تستطيع هذه الفئة حل مشكلات السوريين المتراكمة، والتي حملوها معهم من بلادهم، إلا أنها على الأقل ستتمكن من الدخول في هذا المجتمع لعلاج ولو ظاهرة واحدة تؤثر إيجاباً على تماسك هذا المجتمع.
التعليقات (3)
ضحى عادل الجزار
الإثنين، 06-03-2017 11:12 ص
انا بدي طلب لجوء الى مصر انا عندي ماما بمصر من 33 سنة وعندي اخوة مصريين ممكن يفدوني بطلب لم شمل ومافي عندي جوازات سفر شو اعمل وين اسجل ممكن الرد انا حاليا بتركيا مرسين
خليل
الأحد، 10-04-2016 05:42 م
والله ملينا
هايدي
السبت، 05-09-2015 04:23 ص
بتمنى حدا يساعدني انا مقيمة بمصر مع أهلي انا أكبر بنت وعمري 19 وأبي عاجز مابيقدر يشتغل وماعنا شباب نحن تلت بنات أخواتي أصغر منى وحالتنا صعبةةة كتيررررر صرلنا سنة ونص مقدمين بالمفوضية مشان لجوء لبرا وماحدا رد علينا لهلق بتمنى حدا يرد ويساعدنا